كنّا في «نوارة الهضبة»
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

كنّا في «نوارة الهضبة» !

 فلسطين اليوم -

كنّا في «نوارة الهضبة»

بقلم : حسن البطل

أربعة أحجار تطايرت بين الجولانين؛ وبين الجولانين جدار معدني يحيط بمدينة مجدل شمس، «نوارة» هضبة الجولان السورية المحتلة.
قد تقولون: فعلنا كما فعل حجر إدوارد سعيد الذي رماه على سور «بوابة فاطمة» بين الجنوب اللبناني والجليل الفلسطيني.. في نهاية الاحتلال.
قد اضيف: لكن الأحجار الأربعة المتطايرة بين الجولانين: المحتل والسوري، رماها أربعة فلسطينيين، لعلهم ـ للمصادفة أو بدونها، يمثلون الشعب الفلسطيني: 
ريموندا العكاوية، ونصري المولود في عين الحلوة، وياسر خنجر ابن مجدل شمس.. وأنا الفلسطيني ـ السوري المولود في طيرة حيفا. تتعدّد الهويات ولا يتعدّد الانتماء!
تلة «الصياح» في جانب جولاني محتل، والتلة المقابلة لـ «الصياح» في الجانب السوري.. ولجبل الشيخ ـ الحرمون أن يعكس صدى صياح مناداة الحال بين ناس الجولان المفصولين بالاحتلال.

دمشق العروبة تنام في حضن جبل قاسيون الأجرد، وأما نوارة الهضبة المحتلة، مجدل شمس، فتسند رأسها على سفوح جبل الحرمون الأجرد.
لا يبدو الحرمون ـ الشيخ للعين المجرّدة، كما كان يبدو لنا على خرائط طبوغرافية ـ جيولوجية كنا ندرسها في كلية الجغرافية والجيولوجيا بجامعة دمشق. لكن تمثال سلطان باشا الأطرش، وسط المجدل، يبدو كما كنا رأيناه في جولة مدرسية قبل الاحتلال، أي قبل نصف قرن ونيّف. برهة في عينيك يا رب!
لم ألتفت، قبل الاحتلال، إلى خلفية التمثال، والسلطان شاهراً سيفه، حيث يوجد مكان لولد صغير يحمل حقيبته المدرسية على منكبه.
لعلّ دليلنا إلى «تاريخ» النوارة، سلمان فخر الدين، كان في عمر الولد الصغير، وصار كهلاً ستينياً يروي لنا كأنه «موسوعة» المكان وأهله وأحوالهما.. وأبداً، يعتمر الـ: «بيريه» ذات النجمة الحمراء الغيفارية، شعار الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.. إنه يتذكر عملية «مناجل الشمال» الفدائية في الجولان أول الاحتلال، التي قادها أخي المقاتل «أبو مشهور» قال: ما اسمه: قلت سعيد البطل. قال: أتذكر!
سلمان يُكنّى «أبو فرات»، وهو والده صحافي جولاني راحل استحق جائزة تكريم فلسطينية معلّقة في صالون بيته.
ليكن، أن العَلَم الدرزي له ألوان قوس قزح؛ وليكن أن العلم الفلسطيني له ألوان الثورة العربية الكبرى.. وليكن أن الكل تحت احتلال يختلف: دروز الجولان، وفلسطينيو السلطة، ومسيحيو الجليل ومسلموه.
بيوت مجدل شمس متلاصقة و»مكدّسة»، فلا مخطط للتوسع العمراني، وبيوت مستوطنة «كتسرين» «مرحرحة». الأولى ذات الـ11 ألف ساكن وهي كبرى تجمعات الـ25 ألف جولاني سوري في القسم المحتل (مع أربع قرى أخرى)؛ والثانية هي «عاصمة الاستيطان» ومجموع المستوطنين 20 ألف إسرائيلي، والعلاقة بين هذه وتلك مقطوعة كالعلاقة بين مستوطنات الضفة ومدنها وقراها الفلسطينية.
تحيط بدمشق جنة خضراء هي «الغوطتان»، ويحيط بالمجدل، «نوارة الهضبة» جنة من أشجار التفاح والسفرجل وداليات العنب وأشجار التين، حملنا منها إلى رام الله زاداً وافراً من أشهر أنواع التفاح والسفرجل من حقول المناضل سلمان فخر الدين، موسوعة تاريخ الجولان، بعد عزومة سخيّة وشهيّة في بيت سلمان، الذي اكتشفنا أنه يجيد رقصة «السيرتاكي» الإغريقية كما أداها أنطوني كوين في فيلم لا يُنسى!
لسان الحال السياسي لدروز الجولان؛ كما لسان حال أغلبية الفلسطينيين في الجليل؛ كما لسان حال أغلبية الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية؛ مع الدولة السورية، لكن ليس تماماً مع النظام السوري، وأبداً، ليس مع الاحتلال في الجولان وفي الضفة الغربية. يوحّدنا لسان الضاد، كما ويوحّدنا أننا تحت احتلال لا يختلف في الجولان عنه في الضفة، ويختلف في الجليل قليلاً أو كثيراً، والجميع يوحّدهم الهمّ الفلسطيني، أو ما يقوله الشاعر طاغور: «المجهول هو الحرية الدائمة»!
الشاعر ياسر خنجر، ابن المجدل، والذي أمضى سبع سنوات في السجن من العام 1997 لا يتفق تماماً مع أرسطو في قوله: «الشعر أصدق من التاريخ». قال في احد دواوينه الثلاثة: «كل الأماكن ترحل بحثاً عن الوطن المسافر في دمي».. مسافر عبر تاريخ فلسطين.
قال شيخ في مدينة الطيبة ـ المثلث: المكان هو الثابت، والغزاة يأتون ويذهبون.. هذه هي «دورة الزمان».
بعد احتلال الجولان، ذهبت أمي إلى النازحين من الجولان و»عزّرتهم»: الويل لكم.. الم تتعلموا من هجرتنا بعد النكبة؟ بدكم مائة سنة حتى تعودوا.. إن عدتم!
الاحتلال وحّد ناس الجولان المحتل بناس الجليل، كما وحّد ناس الجليل بناس الضفة، ولكن عندما وحّد جنوب لبنان بالجليل وبالجولان فشل.. وسيفشل الاحتلال في الفصل بين الجولان والجولان، وفي الفصل بين ناس الضفة وناس الجليل والمثلث، لأن الجميع هم عرب، والشعب الفلسطيني واحد.. هذا ما تقوله جولة جليلية ـ جولانية، بدأت من رام الله وانتهت في نابلس.. فرام الله!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنّا في «نوارة الهضبة» كنّا في «نوارة الهضبة»



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday