شعراء فطاحل وأمراء كانوا  ولكن
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

شعراء فطاحل وأمراء كانوا .. ولكن!

 فلسطين اليوم -

شعراء فطاحل وأمراء كانوا  ولكن

بقلم : حسن البطل

زميلي خالد سليم، من طاقم تطوير وسائل الإعلام - جامعة بيرزيت، سوية مع زميلي عماد الأصفر، كتب على صفحته في الفيسبوك انه لا يستذوق شعر «أمير الشعراء» في عصره، أحمد شوقي!

لا أذكر من شعر «الأمير» سوى قصيدته التي فيها: «سلام من صبا بردى أرقّ / ودمع لا يكفكف يا دمشق». الدمع العربي غزير على دمشق، والدم في سورية اكثر غزارة، زمن قصيدة شوقي كان وقت القصف خلال الانتداب الفرنسي. لكن جاء دمشق زمن وازمان، قبل زمن الدمع والدم، وقال فيها الشاعر الفلسطيني محمود درويش شعراً كما قال غيره شعراً مغنى من الشعراء المعاصرين. قال درويش «أعدّ اضلاعي فيهرب من يدي بردى / وتتركُني ضفافُ النيلِ مبتعدا /وأبحث عن حدود أصابعي / فأرى العواصم كلها زَبَدا».
هل نتفق؟ عراقية هي القص

يدة العربية الجديدة في فجرها مع السياب ونازك الملائكة، هذان شاعران لا يختلف الناس في ريادتهما .. لكن في جامعة دمشق، كان طلاب من العراق يختلفون في استذواقهم لشعر محمد مهدي الجواهري، او شعر عبد الوهاب البياتي (لا اعرف من منهما أنشدَ الأسد الأب «يا حافظ العهد»؟
في بيت صديقي الراحل، الشاعر فيصل قرقطي، مجموعة دواوين للبياتي قلبتها عشوائيا، ثم لم أستذوق ما فيها من شعر. الشعر الحقيقي له معدن الذهب لا الحديد والفولاذ.
في مرحلة لاحقة، صارت القصيدة العربية لبنانية في مجراها، مع يوسف الخال، وادونيس، وانسي الحاج .. وآخرين مثل محمد مهدي شمس الدين.
الآن، ربما تبدو القصيدة العربية فلسطينية مع محمود درويش وله قول لا يعرفه الكثيرون عن شاعر عربي كبير آخر ومعاصر، هو: لا يوجد في شعره ماء.
درويش وادونيس، وغيرهما، يتفقون على أن المتنبي رائد من رواد الحداثة في الشعر، لقوله: «كأن الريح تحتي».
«هل غادر الشعراء من متردم» نعم .. لكن حتى في زمن المعلقات السبع بماء الذهب في الكعبة، هناك لعنترة صورة شعرية جميلة عن فروسيته، «هلاّ سألت الخيل يا ابنة مالك» وعن فرسه صورة إنسانية لا اجمل منها: «فازورّ من وقع القنا بلَبانه / وشكا إلي بعبرة وتحمحُم. لو كان يدري ما المحاورة اشتكى / ولكان لو علم الكلام مكلمي».
هذه الصورة أجمل من قول شاعر عن فرسه: «مكر. مفر. مقبل. مدبر معا / كجلمود صخر حطه السيل من عل».
رقّ الشعر العربي مع الشعر الأندلسي (ولاحقاً مع سعيد عقل) ومنه قول ولادة بنت المستكفي عن حبيبها ابن زيدون: «أغار عليك من عيني ومني / ومنك ومن زمانك والمكان. ولو أني خبَأتُك في عيوني، الى يوم القيامة ما كفاني».
وكذا قولها: «انا والله أصلح للمعالي / وأمشي مِشيتي وأتيه تيها. أمكّن عاشقي من صحن خدّي / وأُعطي قبلتي من يشتهيها». هذه ابنة خليفة!
تذوق الشعر يختلف من قارئ واحد لآخر، واستذواقه يختلف في القارئ نفسه من ظرف الى آخر، مثلاً مع المحنة السورية الراهنة يمكنك تذوق شعر سوري كتبه محمد الماغوط او بالذات نزيه ابو عفش قبل المحنة.. كما يمكن تذوق ما كتبه شاعر «مجهول» آخر هو رياض الصالح حسين، الذي مات قبل محنة بلاده.
رياض الصالح حسين، شاعر سوري شاب. ولد ١٩٥٢ ومات مريضاً ١٩٨٢. شارك مع الشاعر الفلسطيني خالد درويش في اصدار «الكراس الادبي» الذي صدر منه ٩ اعداد، ثم توقف لاعتقال اغلب المشاركين فيه. هاكم قصيدتين له:

الدراجة
الولد فوق الدراجة
سعيداً، ضاحكاً، منتشياً
يدور في فناء قبره
حين كان حيّاً
سقط عن الدراجة ومات
الولد في فناء قبره
يدور بدراجة من عظام
سعيداً، ضاحكاً منتشياً
لم يمت الطفل وإن مات
ولم يعش الطفل وان عاش ثانية

إنني أتنفس
ومنذ أن ولدتُ بلا وطن
ومنذ ان اصبح الوطن قبراً
ومنذ ان اصبح الكتاب معتقلاً
ومنذ أن اصبح المعتقل حلماً
ومنذ ان اصبح الحلم وطناً
بحثت عن غرفة صغيرة وضيقة
استطيع فيها التنفس بحرية
انني اتنفس بحرية
في غرفة صغيرة وضيقة
اخلع ثيابي وأنام
اخلع قدمي وأقوم بنزهة تحت غيار السرير
مفتشاً عن بقايا أطعمة
وقطط تحب المداعبة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعراء فطاحل وأمراء كانوا  ولكن شعراء فطاحل وأمراء كانوا  ولكن



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday