قـراءتـان فـي الـعـيـد
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

قـراءتـان فـي الـعـيـد!

 فلسطين اليوم -

قـراءتـان فـي الـعـيـد

بقلم - حسن البطل

لمزاجي الصباحي أركان ثلاثة: قهوة، سيكارة.. وجريدة. أفيق في الثامنة، وأصحو في الحادية عشرة. افتقدت الركن الثالث في عطلة ممتدة لـ"العيد الكبير" كما كنا ندعوه أولاداً. و"الصغير" هو عيد الفطر.

في هذا العيد، خلافاً لسابقيه، احتجبت "الأيام" أياماً أربعة.

عن الركن الثالث، استعضتُ بـ"خير جليس". تذكرت ما قاله كمال جنبلاط، مشيراً إلى رفوف مكتبته، قبل مقتله: "يا عمي بدها عمر ثاني لأقرأ". من رفوف مكتبتي استللت كتابين أهملتهما: "دمشق؛ ذاكرة الوجوه والتحولات" لمؤلفه محمد منصور، صادر العام 2014، وأهداه إلى "دمشق، التي كانت قبل حكم البعث أجمل التاريخ.. كان غداً.

بعد النكبة الفلسطينية 1948 قال عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) شعراً: "حملت دمشق رسالة العرب/ أموية الأعطاف والنسب". شاب الزمان على مشارفها/ دمشق في الريعان لم تشب.

النكبة السورية الراهنة أدهى من الفلسطينية أضعافاً. كان للفلسطينيين هجرة أخرى إلى الشام في العام 1099 ميلادي، إبّان الاحتلال الصليبي للقدس، حيث أسسوا "حي الصالحية" لأنهم عُرفوا بالتقى والصلاح، فجعلوا الحي ما يشبه مدينة العلم والعلماء. عن هذا قال الشيخ المصري علي الطنطاوي ".. كان من عجيب أمرهم نشر العلم بين النساء، حتى ظهر منهن من العالمات والمحدّثات ما لا أعرف مثله في عصر آخر، وأنشؤوا من المدارس ما تعجز عنه دولة".

فهمت، متأخراً، لماذا لما كنت أرى طفلاً في أسواق دمشق الشعبية العتيقة محلات ذات أسماء: المقدسي، الخليلي، النابلسي.. إلخ.

ابن جبير، الرحالة الأندلسي، قصد دمشق أواخر القرن الثاني عشر الميلادي. قال: "من شاء الفَلاح فليرحل إلى هذه البلاد، ويتغرب في طلب العلم، فيجد الأمور المعينات كثيرة.

كانت معظم رحلات أهل المغرب لا بد أن تمر من دمشق، وتمكث فيها.. ومن الذين مكثوا فيها ثلاثة عقود حتى وفاتهم الأمير عبد القادر الجزائري. أسس أتباعه الـ 200 ما يعرف بـ "رباط المغاربة" في حي السويقة، وقام عبد القادر بالتدريس في الجامع الأموي، وكان له دور مشهور في إطفاء فتنة العام 1890 بين المسلمين والمسيحيين. قال في جمال قصره في ضاحية دمّر وفيها شعراً جميلاً.

إلى حكاية أخرى؟ في أي بلد عربي تولّى زعيم مسيحي رئاسة الحكومة؟ حصل هذا العام 1944، عندما تولّى فارس الخوري رئاسة السلطة التنفيذية، ومن قبل رئاسة المجلس النيابي السوري العام 1936، وانتخب العام 1947 عضواً في مجلس الأمن، ومن ثم رئيساً دورياً له، بعد أن سبق وشارك في توقيع ميثاق الأمم المتحدة.

يُروى أن سورية طلبت اجتماعاً للجمعية العامة لإنهاء الانتداب الفرنسي. قبل الاجتماع دخل الخوري، واحتل مقعد المندوب الفرنسي، الذي أرغى وأزبد.. خمس دقائق، إلى أن قال له الخوري: "سعادة السفير. جلست على مقعدك خمس دقائق، فكدت تقتلني غضباً وحنقاً.. ماذا نقول، نحن السوريين، الذين تجثم فرنسا على صدورنا منذ خمس وعشرين سنة"؟

قبل ذلك، دخل الخوري إلى المسجد الأموي أثناء صلاة الجمعة، واستأذن الصعود إلى المنبر، وقال: "إذا جاءت فرنسا للدفاع عن مسيحيي سورية، فنحن لسنا بحاجة إلى حمايتها، لأننا في وطننا أعزّاء. إذا نجحت بحمايتنا من المسلمين، فإنني، كمسيحي "أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أن محمداً رسول الله". حمله المصلُّون على أكتافهم وطافوا به أزقة دمشق.

من قبل، فاز الخوري بمقعد دمشق في انتخابات المجلس النيابي بـ 81 صوتاً وورقة بيضاء وواحدة.

الكتاب من 8 فصول، اخترت منها ثلاثة، لأن صورة دمشق وسورية الآن لا تعكس صورتها الحقيقية.

معلوف الآخر
في رواية "حياة متخيّلة" اكتشفت روعة ما يكتب ديفيد معلوف، أو معلوف الثاني: أمين معلوف، عضو "الأكاديمية الفرنسية" وصاحب المؤلفات الروائية التاريخية الشهيرة. معلوف الثاني، ولد في أستراليا، وهو روائي وروايته عن فترة "الإمبراطورية الرومانية"، وصدر عن "دار المدى ـ عمان 1996، بترجمة باهرة من الشاعر سعدي يوسف.

هو كتاب من النثر الشعري المتين والجميل، وتولّى الشاعر سعدي يوسف، المتمكن من اللغتين، من نقله بروعته كأنه كتب بالعربية، كما أمين معلوف متمكن تماماً من اللغتين، وكذا حال صديقي الشاعر التونسي محمد علي اليوسفي، صاحب الترجمات المشرقة من الفرنسية، شعراً ونثراً.

قال في نقد كتاب "حياة متخيلة" ناقد بريطاني: "رواية تطلب من القارئ ما تطلبه القصيدة، اقتراباً وانتباهاً مفعماً بالخيال".. وقد تكون لي عودة للرواية.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن الأيام الفلسطنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قـراءتـان فـي الـعـيـد قـراءتـان فـي الـعـيـد



GMT 04:37 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 04:32 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حين غابت الرقابة على الأسعار

GMT 04:22 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

دافوس الصحراء والأمل يتحول لأرقام

GMT 04:12 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الأردن يتحدى إسرائيل

GMT 04:42 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

يوم أردني مُشبع بالفوضى والفساد.. خربانة!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday