هل سيصدر عن "الأيام" صيف 2018 ملحق "أيام المونديال"، كما عادتها؟ جواب السؤال لدى رئيس التحرير.. لكن، ليش السؤال؟ في مونديال 2002 الآسيوي الأول، كان صاحب هذا العمود صاحب عمودين يوميين، والثاني كان بعنوان "موندياليزم" على الصفحة الأولى من الملحق.
هذا سبب، والثاني أن عمود اليوم استعار عنوان "موندياليزم" للشخبطة عن مونديال موسكو الصيف المقبل، وفيه سيغيب الفريق الأزوري (إيطاليا) الفائز بأربعة مونديالات كروية؛ وستحضر أربعة فرق عربية للمرة الأولى.
فشل الطليان في التأهّل، رغم أن حارس مرمى الفريق، بوفون، يعد الأفضل في التاريخ.. بكى بوفون واعتزل، علماً أن الطليان فازوا في المونديال الإسباني 1982، وأهدوا الفوز إلى الفلسطينيين، الذين كانوا في حرب الدفاع عن بيروت.. ولاحقاً، لعب جنود إيطاليا في القوة متعددة الجنسيات مع أولاد مخيمي صبرا وشاتيلا.
مع إعلان قرعة مونديال موسكو، وهو الأول حيث تتبارى فيه فرق 32 دولة، كثرت ترجيحات وتوقعات الفريق الفائز. أذكر أن رهاني على فوز فرنسا في المونديال الفرنسي 1998 أصاب، وفازت على فريق السامبا البرازيلي.
في ذلك المونديال، كان المدرب الفرنسي هو جاك إيميه، مدرب التربية البدنية، واعتزل بعد الفوز، وفيه تجاهل الرئيس الفرنسي التنويه إلى اللاعب زين الدين زيدان، ثم استدرك. صار "زيزو" أحسن مدرب للعام 2017.
مصر ستخوض منافسات المجموعة الأولى، المعتبرة صعبة، وذلك للمرة الأولى منذ مشاركتها في المونديال الإيطالي 1990. المفارقة أنها تعادلت مع ألمانيا، حيث لعب فريق محمود الجوهري لعبة دفاعية غير مبرّرة، انتهت بالتعادل، بينما رأى المدرب الألماني أن المصريين كانوا الأجدر بالفوز لو لعبوا حقاً.. وفي النتيجة فازت ألمانيا في نهائي المونديال.
شغلتني حرب بيروت عن مونديال 1982، لكن لم تشغلني الانتفاضة عن مونديال 2002، حيث كان حاجز سردا جامداً، ويحول بيني وبين الوصول لمكتب الجريدة، فكنت أرسل العمودين عَبر الفاكس غالباً.
عندما كتبت أول "موندياليزم" تحدّاني رئيس التحرير أن أواصل، لكن واصلت بفضل معلومات جاري أحمد زبن، وهو حاسوب رياضي مبرمج، حيث يشهد مباراة في الرابعة صباحاً بين فرق أميركا الجنوبية!
بين ملفاتي على الحاسوب واحد بعنوان "موندياليزم" وجمعت أعداد المونديال، ثم أهديتها لزملائي في القسم الرياضي.
في المونديالات يعود لاعبو فرق الأندية متعددة الجنسية من الدفاع عن قمصان الفريق، إلى الدفاع عن أعلام الدول. وتدور كل أربع سنوات حرب عالمية كروية رياضية، وتتخلّلها دورات أولمبياد لألعاب رياضية شاملة.
حصاد المونديالات كأس، وحصاد الأولمبيادات ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، وفي الأخيرة تحرز أميركا قصب السبق، بينما تغيب عن مونديال موسكو الكروي، حيث السباق هو إلى "المربع الذهبي"، ثم الفائز الأول بالكأس على الرقم واحد، ثم 2 و3 المعتاد على منصة التتويج.
غير واضح، حتى الآن، هل سيدخل "الفيديو" كحكم رابع مرجّح إلى الحكام الثلاثة، فقد حصل أن اجتازت الكرة خط الدفاع عن المرمى، دون أن يحتسبها الحكام.
استوقفتني صورة الأسطورة دييغو مارادونا يصافح فلاديمير بوتين، علماً أنه قاد فريقه للفوز على إنجلترا في مونديال 1980 بهدفٍ سَجّله بيده واحتسبه الحكم، واعتبر "هدف القرن العشرين".. وحديثاً اعترف مارادونا أنه لو كان الفيديو حكماً لألغى هدف الفوز.
لا أعرف هل هذا أول مونديال روسي، لكن في العام 1980 جرت فيها مباريات أولمبياد، وقاطعتها أميركا ودول أخرى احتجاجاً على التدخل السوفياتي في أفغانستان، وردّت دول الكتلة الشرقية بمقاطعة أولمبياد لوس أنجلوس الأميركي 1984.
توقعاتي لمونديال موسكو أن تكون فرق المربع الذهبي أوروبية: إسبانيا، ألمانيا، فرنسا.. وإنجلترا، وأن تفوز فرق الأوروغواي، نيجيريا، البرازيل.. والسنغال في مباريات فرق المجموعات.. لكن كرة القدم ملأى بالمفاجآت.
دائماً أتعاطف مع حراس المرمى.. خاصة في ضربات الجزاء الترجيحية، كأنها حفل إعدام بطلقات الرصاص.