s o s
آخر تحديث GMT 12:35:27
 فلسطين اليوم -

S. O. S

 فلسطين اليوم -

s o s

بقلم حسن البطل

كان دخان النار، ستره ثم كشفه بحركات متوالية غير متزامنة، هو وسيلة تخاطب قبائل «الهنود الحمر» في أميركا. كانت إشارات «السيمافور» الكشفية لقطة تخاطب بتحريك الأعلام إلى لغة إشارات. كانت حروف S. O. S لغة اللاسلكي في طلب النجدة إبان الكوارث البحرية خصوصاً.

هل قوارب اللاجئين عبر المتوسط المهددة بالغرق في لجّة البحر المتلاطمة ترسل إشارات الاستغاثة S.O.S، أو صارت الأقمار الصناعية تتولى هذه المهمة؟

يذكرني «حل الدولتين»، ثم إنقاذ هذا الحل؛ ثم «إنقاذ إسرائيل من نفسها» حسب عبارة كيسنجر، عندما كان وسيطاً في اتفاقية الفصل الثاني للقوات في سيناء؛ ثم إنقاذ ديمقراطية إسرائيل من يهوديتها، فإنقاذ حكومة إسرائيل من نفتالي بينت ..الخ.

بماذا؟ ربما باستخدام حروف S. O. S لتغدو بدل انقذوا أرواحنا Save our sools على النحو التالي Save our State أي إنقاذ دولة فلسطين من «الشهية التي تأتي مع الأكل» او الضم الذي يأتي مع استفحال الاستيطان .. بعد ان «جاوز المستوطنون المدى ..»؟.

في إحدى ادعاءاته، بعد صدور القرار الأخير من مجلس الأمن، قال نتنياهو، إن المسألة الفلسطينية هامشية نسبياً إزاء مشاكل الاحتراب والإرهاب التي تضرب دول المنطقة وتفككها وانهيارها.

لكن، لو قارنا ردود الفعل الاسرائيلية بعد اتفاقية نووية (1 + 6) وخذلانها لأمن إسرائيل بردود فعلها إزاء القرار الأخير لمجلس الأمن وخذلان إدارة أوباما المزدوجة لاسرائيل، بالامتناع عن نقض مشروع القرار، ثم بـ«مبادئ كيري» لوجدنا أن المسألة الفلسطينية ليست، أبداً، هامشية لاسرائيل والعالم .. وفلسطين أولاً.

يدعي الزميل سعيد عريقات، مراسل صحيفة فلسطينية من واشنطن، ان قرارات مجلس الأمن عامي ١٩٧٩ و١٩٨٠ اكثر جذرية وأهمية من القرار الجديد.

لكن، تلك القرارات القديمة الجذرية والمهمة، لم تصدر في زمن «الحل بدولتين» ولا تأسيس السلطة الفلسطينية، ولا كان التغوّل الاستيطاني يذكرنا بـ«جاوز الظالمون المدى».. او جاوز الاستيطان إنقاذ فلسطين من إسرائيل، وإنقاذ إسرائيل من «الابارتهايد» .. وإنقاذ حكومة نتنياهو من بينت!
ان السجال الإسرائيلي الراهن بعد صدور القرار، يذكرنا بأن صعود اليمين التدريجي الى حكم إسرائيل، على مدى ٤٠ عاماً متقطعة منذ انقلاب بيغن ١٩٧٧، كان سببه العميق هو المسألة الفلسطينية.

مثلاً، ما عرف بـ«المؤرخون الجدد» في إسرائيل كان نتيجة من نتائج الانتفاضة الأولى، وأما تيار «ما بعد الصهيونية» فكان نتيجة من نتائج اتفاقية أوسلو، وبين هذه الاتفاقية الثنائية - الدولية وزلزال قرار مجلس الأمن ومبادئ كيري، وصل الاستيطان الى «الخط الأحمر» في تهديده للحل الدولي بالدولتين، أي إنقاذ فلسطين الدولة Save our State ومعها إنقاذ إسرائيل وحكومتها من وزير العلوم والتربية نفتالي بينت الذي استولى على حزب «المفدال» الديني واحرز في آخر انتخابات ٦،٧٪ من الأصوات (٢٨٠ ألف صوت)، الى ان قال آخر استطلاع رأي إسرائيلي، ان ثلث المستطلعين تقريباً مع ضم الضفة والثلث الثاني تقريبا مع ضم المنطقة (ج) والثالث الأصغر مع «حل الدولتين».

بعد الانتفاضة الثانية، تراجع عميد المؤرخين الجدد، بيني موريس عن مواقفه، وتحسّر لأن التطهير العرقي «زمن النكبة لم يكن شاملاً على طريقة «ضربة واحدة وانتهينا»!

قبل صدور القرار الأخير لمجلس الأمن، و«مبادئ كيري» تراجع احد ابرز المثقفين الإسرائيليين «اليساريين» أبرهام بولي يهوشواع، واقترح ضم إسرائيل للمنطقة (ج) وإعطاء ١٠٠ - ١٥٠ ألف من سكانها الفلسطينيين وضع ساكن مقيم كما في القدس الشرقية؟

الآن، هذا السؤال: لماذا تشكلت في إسرائيل، بعد العام ٢٠٠٩ أعتى حكومة يمينية إسرائيلية، برئاسة «الليكود» وجراء الليكود (اليمين اليهودي - إسرائيل بيتنا - كولانو)؟
كان السبب غير المباشر انسحاب شارون من غزة، وانطواءه عن اربع مستوطنات في جنين، وتصريحه الشهير: هذا احتلال .. نعم احتلال» في احد مؤتمرات هرتسيليا للأمن.

أما السبب المباشر، فكان مشروع ايهود اولمرت، غير الرسمي، المقترح على ابو مازن، في مفاوضات مباشرة بعد رعاية بوش الابن قمة انابوليس، ثم ولاية اوباما الأولى والثانية، ومحاولة كيري في جولة الشهور التسعة حتى نيسان ٢٠١٤ الوصول الى اتفاق نهائي، وقبل ذلك جملة قالها نتنياهو موجهة لمسايرة إدارة اوباما عن قبوله مبدأ «الحل بدولتين» في خطاب بجامعة بار - ايلان.

في محصلة كل ما سبق، فإن المسار السياسي والأيديولوجي في إسرائيل يتأثر بحق تقرير المصير الفلسطيني و«الحل بدولتين» .. تأثر كوكب القمر بحركة الأرض، والأرض بحركة الشمس .. وهذه بالمجرة ..الخ!
سيكون العام الجديد صعباً على فلسطين إزاء إسرائيل؛ وإسرائيل إزاء العالم. ليس لمرور نصف قرن على الاحتلال، لكن لرهان إسرائيلي على إدارة برئاسة ترامب.
* * *
بدأ العام ٢٠١٧ بألعاب نارية في استراليا، وانتهى بألعاب نارية في أميركا، وبينهما ضربات الإرهاب.

لا أعرف كم ثانية تأخرت وتيرة دوران كوكب الأرض خلال نصف قرن من الاحتلال، لكنها تأخرت ثانية واحدة عن العام ٢٠١٦، ويتطلب الأمر ألف عام ليكون مجموع الثواني ساعة زمنية واحدة، فإذا ادعى الإسرائيليون ان القدس عاصمة لهم منذ ٣٠٠ عام فهذا يعني ان الأرض أبطأت دورانها ثلاث ساعات .. هذه ارض الديانات الثلاث.. الخ؟
لكن، خلال نصف قرن من الاحتلال تمادى الاستيطان من صفر الى ٦٠٠ ألف مستوطن، وحانت ساعة ويوم وشهر وسنة إنقاذ فلسطين من إسرائيل اليهودية؟ وإنقاذها من العزلة الدولية.
اعيدوا قراءة آخر قصيدة لمحمود درويش «اثنان في حفرة»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

s o s s o s



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday