فلسطين وسبعينية «دولة الهاي ـ تيك والبندورة»
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

فلسطين وسبعينية «دولة الهاي ـ تيك والبندورة» !

 فلسطين اليوم -

فلسطين وسبعينية «دولة الهاي ـ تيك والبندورة»

بقلم : حسن البطل

زميلي القديم، عبد الله عواد، المحتجب عن هذه الصفحة، كان في مقالاته يتحدث عن إسرائيل بوصفها "الدولة العبرية".

في سبعينية هذه الدولة، التي كانت قبل العام 1967 دولة الكيبوتزات والموشافيم، وصارت دولة المستوطنات، المسماة إسرائيل لا تعترف بـ"القومية الإسرائيلية" إلاّ في جواز سفرها، وفقط بصيغة أجنبية، تماشياً مع قوانين دولية لجواز السفر!

يكتب ب. مخائيل ("هآرتس" 18 نيسان) أنه مع إعلان دولة إسرائيل ماتت "الدولة العبرية". حتى إقامتها، كان كل شيء "عبرياً" عمل عبري، ثقافة عبرية، تعليم عبري، ولغة عبرية بالطبع.. لكن انقلب كل شيء في 15 أيار 1948 إلى "يهودي".

قبل أيام، وافق الكنيست بالقراءة الأولى على قانون القومية: إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي.

حسناً، من يعدّ "أبو التاريخ" المدوّن، الإغريقي هيرودوت، كتب، قبل التاريخ الميلادي بخمسة قرون، عن "فلسطينيي سورية" في سياق رحلاته، ولا شيء عن يهود فلسطين، الموصوفة في كتبهم "أرض اللبن والعسل" و"دولة بلا شعب لشعب بلا دولة"!

الآن، ربما على سبيل الوصف أو التهكُّم، تحدّث ديفيد ليفي عن إسرائيل اليهودية بوصفها "دولة "الهاي ـ تيك والبندورة"، وتحدث تسفي برئيل ("هآرتس" 25 نيسان) بقوله: دون مستوطنات، ودون تهويد، لا يوجد أي معنى لمفهوم "دولة إسرائيل" وهذا يعني "شجرة ولكن ليست شجرة كل أوراقها" أي ليست دولة كل مواطنيها.

الدول الحديثة هي دولة كل مواطنيها، باستثناء فريدة دول، وعجيبتها، ومعجزتها، المسماة دولة إسرائيل، مع أن شاعرنا القومي لا يرى في معجزاتها سوى معجزة إحياء اللغة العبرية.
.. وماتت الدولة العبرية مع إعلان إسرائيل، التي تحولت منذ احتلال العام 1967، من دولة الكيبوتزات إلى دولة المستوطنات، في "أرض اللبن والعسل" التي صارت "دولة الهاي ـ تيك  والبندورة".. والقنبلة!
حسناً، تحدّث أبو التاريخ المدوّن، هيرودوت، عن "فلسطينيي سورية"، وتحدّث صحافي إسرائيلي لا أذكر اسمه عن سورية بقوله: لولا سايكس ـ بيكو، لنشأ في سورية دولتان: سورية (ولبنان والأردن) وفلسطين جنوب سورية.

لماذا؟ لأن لبنان، دون أقضيته السورية الأربعة، هو جبل لبنان، ودولة لبنان هامش سوري ـ أوروبي، أما الأردن فهو هامش فلسطيني ـ عربي.
لفلسطين خصوصيتها السورية في ما كان "بلاد الشام" وللشعب الفلسطيني، الذي كان "فلسطينيو سورية" كيانه الخاص.

بعد النكبة، طُمست فلسطين في نظر إسرائيل، وليس في نظر الشعب الفلسطيني، وقالت غولدا مائير: لا يوجد فلسطينيون، أنا الفلسطينية. فقد حمل يهود فلسطين، زمن الييشوف وقبل دولة إسرائيل، جواز سفر الانتداب البريطاني بوصفهم من سكان فلسطين.

خصوصية فلسطين، وخصوصية النكبة، صارت خصوصية حق العودة.. وخصوصية دولة فلسطين، التي هي بمثابة هندسة عكسية لخصوصية دولة إسرائيل.

"الدولة القومية للشعب اليهودي" لا تريد دولة وطنية للشعب الفلسطيني، كما لا تريد أي حلّ (إنساني، تاريخي، قانوني) لحق العودة.

في فجر الكفاح الفلسطيني المسلّح، بعد النكبة، زعمت دولة إسرائيل، أن الفدائيين مجرد سلاح في يد دول وجيوش عربية مهزومة، وأن حق العودة سلاح فلسطيني وعربي لإلغاء إسرائيل اليهودية وحقها في الوجود!

آخر ادعاء في هذا المجال كان لموشي آرنس ("هآرتس" 23 نيسان). يقول: لكل حرب لاجئوها. اللاجئون الألمان في بولندا عادوا لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. كما بعد تقسيم الهند إلى الهند وباكستان، وتفكيك يوغسلافيا.

ما الذي يتجاهله آرنس، وزير دفاع سابق، وأحد أمراء الليكود السابقين؟ اللاجئون بعد الحروب عادوا إلى دولتهم الوطنية ـ القومية. ألمانيا، الباكستان، وكرواتيا وكوسوفو بعد تقسيم يوغسلافيا.. إلخ!

إسرائيل لا تريد دولة فلسطين، ولا تريد حتى عودة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات العربي إليها، ولا تريد حتى عودة النازحين الفلسطينيين في إسرائيل إلى ما يمكن من قراهم، بعد أن أقامت إسرائيل 700 مدينة وبلدة ليهودها.. ولا شيء للفلسطينيين فيها (باستثناء عراد في النقب)!

بلاد الشام، بعد سايكس ـ بيكو، صارت أربع دول (سورية، لبنان، الأردن.. وإسرائيل) وفيها خمسة شعوب، منذ أن قال هيرودوت "فلسطينيي سورية".

مع النكبة السورية الجارية، بعد النكبة العراقية قبلها، والنكبة الفلسطينية، انتهز صحافي إسرائيلي حال دولة سورية، وطالب بحق إسرائيل في ضمّ الجولان، لأن إسرائيل تحتله منذ نصف قرن، أي أطول مما كان جزءاً من الدولة السورية.. وايضاً، بسبب آخر "لا يوجد فيه فلسطينيون"!

سبعينية إسرائيل، وخمسينية الاحتلال اللاحق لفلسطين.. وبعد 30 سنة سيصير عمر إسرائيل قرناً، أي أطول عمراً من الهيكل الأول والهيكل الثاني.

اعتاد رسّامو الكاريكاتير العرب، قبل حرب النكسة، أن يرسموا إسرائيل أفعى، ويقال إن الأفعى ذات المائة عام تصير في الأساطير "مقرّنة" أي ذات قرون، وهي كذلك ذات قرون نووية وتكنولوجية، ولكن حق الدولة الفلسطينية وحق العودة سيبقيان مشكلة إسرائيل.

إسرائيل السبعينية فخورة بنجاحها على غير صعيد، باستثناء إلغاء فلسطين والشعب الفلسطيني. بعض الإسرائيليين يقولون إن مملكة إسرائيل انقسمت بعد 70 سنة على تتويج شاؤول إلى: إسرائيل، ويهودا، وبعد سبعين سنة انهار الهيكل الثاني.

لنترك المقارنات والأساطير والتاريخ جانباً. هناك حقيقة سياسية فلسطينية، ومنها معجزة نهوض اللاجئين الفلسطينيين.

المصدر : جريد الأيام
 

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين وسبعينية «دولة الهاي ـ تيك والبندورة» فلسطين وسبعينية «دولة الهاي ـ تيك والبندورة»



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday