مات «أبو حسن» الغرائبي
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

مات «أبو حسن» الغرائبي !

 فلسطين اليوم -

مات «أبو حسن» الغرائبي

بقلم : حسن البطل

اسم الولادة: جلال. لقب العائلة هو اسم المحل: الكسواني (سوبر ماركت، ومحمص.. ومحل أراكيل)، لكن المحامية نائلة عطية، كانت تناديه، كما زبائن المحل «أبو حسن» منذ دفاعها عنه، أيام الانتفاضة الأولى.

بين انتفاضة أولى وثانية، سألته عن أحواله وعياله. قال: «كانوا ست بنات، وصاروا تسع بنات.. وأنت مدعوة لزفاف البنت الكبيرة».
مات «أبو حسن» قبل أن يُكمل مأمول الحياة الفلسطيني العادي للرجال بـ15 سنة. هل كان اسم والده حسن، أم يكنّون «أبو البنات» به، كما ينادون مَن اسمُه عبد الله بـ «أبو حسن»، ومن كان اسم ولادته «حسن» ينادونه «أبو علي».. إلخ؟

لا أدري بأي مرض صار جسمه جسيماً جداً، بحيث ضغطت أحشاؤه على قلبه تدريجياً، وسببت له وهناً متمادياً وموتاً عادياً غير مفاجئ، لقصور متزايد في ضربات القلب.

محمص الكسواني في جوار قريب، وكذا أراكيل الكسواني، و»سوبر ماركت الكسواني» هو الأكبر والأشهر في رام الله ـ التحتا. إنه فريد وغريب سوبر ماركتات البلد، حيث حركة البيع لآلاف السلع، لا تتم وفق «شارة سعر» على البضاعة، ولا حتى بتمريرها أمام شعاع حاسوب. عماله يسألونه عن سعر الوحدة في العلبة، أو سعر الكيلو ومضاعفاته وأجزائه، وهو يحفظها كلها في رأسه، حاسوبه البشري.

«سوبر ماركت» كان أقرب إلى عمل دكانة كبيرة، أو حتى دكانة ومخزن. لكن لمّا أحسّ «أبو حسن» بدنوّ الأجل، صارت حركة البيع نصف الكترونية قبل شهرين، ثم الكترونية بالكامل بعد أسبوع من رحيله غير المفاجئ. البركة بالبنات التسع. الآن، كبراهن العائدة من أميركا وصغراهن تديران سوبر ماركت نسوي بالكامل!

على بعد أمتار قليلة كان مجلس العزاء، حيث كان المبنى القديم لبلدية رام الله ـ التحتا، ولصقها المسجد حيث صلوا عليه، كما يتقبلون العزاء بالشهداء أو جلسات السهر والفرح بالإفراج عن الأسرى. أسرى رام الله ـ التحتا كثيرون.

على الحيطان شعارات فصائل: «احذروا الموت العادي»، لكن الموت العادي لـ «أبو حسن» حصل مطلع الشهر الجاري، وفيه نشر التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين، إحصائية الموت غير العادي، من مطلع السنة إلى مطلع الشهر الجاري. العدد 234 شهيدا، أي بمعدل شهيد كل 72 ساعة، وبنسبة أربعة أضعاف عن شهداء العام الفارط!

ما هو الموت العادي في زمن الموت غير العادي؟ ليس عادياً في بلادنا أن تكون كل خلفة الرجل حتى تسع بنات، ولا أن يدير حاسوب بشري حركة البيع في سوبر ماركت كبير.. ولا أن يختار أبو البنات التسع أن يكنّى «أبو حسن».

الاجتياح من «الشرفة»
في رابعة نهار اليوم التالي، تغلغلت في بطن الهوا ـ رام الله ـ التحتا وجوارها 25 مركبة عسكرية إسرائيلية. عملية المداهمة استغرقت ساعات، خلالها جاء جيران الى شرفتي المطلة لمتابعتها.

ساعات كافية لمراقبة حركة الكرّ والفرّ بين الجنود والأولاد، بين حجارة متطايرة وطلقات الرصاص، وحركة السير، وكاميرات التصوير. مشهد نهاري من الطبقة الخامسة، يطلّ على الأحداث من مسافة 80 متراً.

أنجزت خلاله شيئاً مفيداً لكنس الشرفة المهملة، وتشذيب مزروعاتها، ومسح الغبار عن كراسيها. تبقى مشكلة بلا حل: الحمام يستطيب الجلوس دائماً على جهاز تدفئة الماء في أيام الشتاء.. ويستطيب أن يملأ المكان بروثه و»زرق الحمام» بعضه سماد يفيد قورات نباتات الشرفة المزهرة وغير المزهرة، وبعضه يحتاج شطفاً وغسلاً كل أربعة شهور. لا أولاد في البيت.. وللحمام أن يستوطن الشرفة.

ضحايا الحضارات
حسب جامعة لويفيل الأميركية عن ضحايا صراع الأديان والحضارات من بدء التوقيت الميلادي حتى عامنا هذا، فإن ذمّ الدين والحضارة الإسلامية، بوصفها «دموية» غير صحيح.

سقط في الفتوحات الإسلامية، والحروب المذهبية المرافقة لها حوالي5,22 مليون ضحية. أمّا في الحروب المسيحية، فتوحاتها وصراعات مذاهبها، فقد سقط 30,73 مليون ضحية. الإمبراطوريات الإلحادية تسببت في موت 12,64 مليون ضحية. أمّا البوذية فقد تسببت في 15,19 مليون، والحضارات البدائية 7,87 مليون. الإمبراطورية السوفياتية عدد ضحاياها 18,64 مليون.

.. فقط، صراعات حضارات الهنود الحمر تسجل 0,9 مليون ضحية فقط، وهي أقل عدد من بين الحضارات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مات «أبو حسن» الغرائبي مات «أبو حسن» الغرائبي



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday