الـزيـارة ثـم الـزائـر
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الـزيـارة ثـم الـزائـر !

 فلسطين اليوم -

الـزيـارة ثـم الـزائـر

بقلم : حسن البطل

في إحدى رواياته، ولعلها المعنونة "جفاف الحلق" ذكر "غريب عسقلاني" (إبراهيم الزنط) أن المهاتما غاندي زار فلسطين قبل النكبة، وبالذات مجدل ـ عسقلان وراقب عمل النسّاجين المَهَرَة فيها.

هل بسبب الزيارة قال غاندي: "فلسطين عربية، كما بريطانيا إنكليزية" أم أن زيارته لنسّاجي مجدل ـ عسقلان، أوحت له بمقاومة الاستعمار البريطاني، ومصانع نسيجه في مانشستر، بغزل ملابسه المتقشفة على النول اليدوي؟

زيارة سحابة نهار أدّاها لرام الله رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، اعتبرت "تاريخية" وقُلِّد فيها بأعلى ميدالية فلسطينية، وزار ضريح عرفات ومتحفه، ووقع الجانبان أربع اتفاقيات للتعاون.

كان في إمكان ناريندرا، عندما زار إسرائيل صيف العام المنصرم، أن يقوم، كغيره من كبار الزوار، بالتعريج على فلسطين، لكنه اختار أن تكون فلسطين أوّل جولة عربية مقلّصة، ربما لأن فلسطين ليست ملحقاً بروتوكولياً ـ دبلوماسياً بإسرائيل، وعلى الأرجح لتأكيد تصويت الهند في الجمعية العامة، إثر مبادرة ترامب المشؤومة حول القدس، لصالح فلسطين الدولة.
عرب وفلسطينيون امتعضوا من سياسة هند يقودها حزب بهاراتيا جاناتا، إزاء الانفتاح والتعاون الهندي ـ الإسرائيلي، لكن إسرائيل امتعضت من تصويت الهند إلى جانب دولة فلسطين والقدس الشرقية عاصمة لها.
الهند "دولة نوعية" في مسألة الاعتراف العالمي بدولة فلسطين، لأنها "أكبر ديمقراطية" في العالم، وقد تغدو، قريباً، أكثر دول العالم سكاناً متفوقة على جارتها الصين.
هناك من يقول إن مستقبل آسيا منوط بالتنافس بين النموذجين الصيني والهندي، سواء في عدد السكان أو الاقتصاد والتكنولوجيا. البلدان نموذجان كبيران عن نهضة متجددة للحضارة القديمة. بعد أن صارت الهند نووية كما الصين، وصارت الباكستان نووية كما الهند، انتهى عهد الحروب الحدودية بين الدول الثلاث. صارت الصين والهند من دول السباق على غزو الفضاء. وفي الغرب يطلبون مدراء تنفيذيين هنوداً للشركات الكبرى!
حتى وقت قريب، كان الجغرافيون قبل انفصال باكستان عن الهند، يتحدثون عن "العالم الهندي" كما "العالم العربي" وعن "الهند ـ الصينية" كذلك.
مع الاحترام للمحمدين: "شاعر الإسلام" محمد إقبال، الذي مات 1938 قبل انفصال باكستان، ومحمد علي جناح مؤسس الباكستان، الذي مات 1948 بعد سنة فقط من انفصال باكستان، فإن الباكستان تبدو دولة إسلامية غير ناجحة، ولا نقول فاشلة، قياساً إلى جارتيها الكبريين: الهند والصين.. ولسبب ديمغرافي هو أن الهند تفوقهما ديمقراطية، حتى أن رئيس جمهورية الهند كان مرة مسلماً، وعدد مسلمي الهند 220 مليوناً يفوق عدد سكان باكستان "الإسلامية".
الهند، حالياً، لم تعد بلاد جواهر لال نهرو، وأنديرا وراجيف غاندي، وحزب "المؤتمر" الأقرب إلى العالم العربي وفلسطين، لكن للهند برئاسة حزب هندوسي، أن تبحث عن المصالح أولاً قبل المبادئ، دون أن تتخلى تماماً عن سياسة عدم الانحياز إلى فلسطين أو إسرائيل.
كان للاتحاد السوفياتي سياسة مصلحية في الاعتراف بإسرائيل؛ وسياسة مبدئية منها بعد حرب حزيران 1967، ثم سياسة مصلحية بعد انهيار المنظومة الاشتراكية.
بينما تجنبت فلسطين انتقاد سياسة المصالح الهندية بعد انتهاء حقبة "حزب المؤتمر" الذي قاد الهند نحو الاستقلال وسياسة "عدم الانحياز"، فإن إسرائيل تنتقد من ينتقد سياساتها، سواء وردت في تقرير لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، حول الشركات التي تعمل في المستوطنات؛ أو خلافها مع بولندا حول دورها في إرث النازية والمحرقة، أو حتى انتقاد بند في الائتلاف الحكومي الألماني الجديد حول الموقف ضد الاستيطان اليهودي.
عندما باعت إسرائيل للصين شيئاً من التكنولوجيا العسكرية الأميركية، تدخلت واشنطن، لكن نقل هذه التكنولوجيا إلى الهند وتطويرها هناك وتوطينها أمر مختلف، لأن أميركا تخشى الصين ولا تخشى الهند.
البعض ينظر إلى الزيارة الهندية "التاريخية" الأولى لفلسطين باعتبارها توازناً مع الزيارة الأولى الهندية لإسرائيل، ونتنياهو زار الهند مراراً التي زارها، أيضاً، أبو مازن.
هؤلاء ينسون أن الهند أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فقط بعد اتفاقية أوسلو الفلسطينية ـ الإسرائيلية، كشأن الكثير من دول العالم في الاعتراف بإسرائيل وفلسطين.
بعد يوم من انتهاء الزيارة الهندية لفلسطين، زار رئيس السلطة روسيا مرة أخرى، التي يزورها نتنياهو بانتظام للبحث مع بوتين حول بدائل الاحتكار الأميركي لعملية التسوية، علماً أن موسكو تقول بقدس عاصمة دولتين، خلاف ما تقوله وتعمل له إسرائيل.
يقولون إن القائل أهم من القول، وزيارة رئيس وزراء الهند أهم من القول إن بلاد أكبر ديمقراطية في العالم يحكمها الآن رئيس ينتمي إلى حزب يميني. فلسطين تدير مع دول العالم "سياسة دولة".

أعلام، رايات .. وبيارق
مع كل زيارة أجنبية لبلادنا ترتفع أعلام فلسطين وعلم الدولة الزائرة على أعمدة الطرقات.. لكن مع كل يوم تأسيس فصيل فلسطيني، ترتفع راياته على أعمدة الشارع الرئيسي في رام الله.
هكذا، بيارق "فتح" تليها رايات "الجبهة الشعبية" والآن المبادرة الوطنية الفلسطينية، وبعدها بيارق ورايات الجبهة الديمقراطية.
العلم علم دولة وشعب.. وللفصائل راياتها وبيارقها تذكاراً لوجودها الآفل!

المصدر : جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الـزيـارة ثـم الـزائـر الـزيـارة ثـم الـزائـر



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday