إسرائيل و«حرب الأنفاق»
آخر تحديث GMT 10:32:18
 فلسطين اليوم -

إسرائيل و«حرب الأنفاق»

 فلسطين اليوم -

إسرائيل و«حرب الأنفاق»

بقلم : حسن البطل

قبل تدمير نفق خان يونس، 30 تشرين الأول، صرّحت مصادر إسرائيلية أن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، المعروفة عندهم، بصفقة جلعاد شاليت، ولدى "حماس" بـ"صفقة وفاء الأحرار" لن تتكرر.. إلاّ بشروط إسرائيلية جديدة: واحد مقابل واحد، أو جثة مقابل جثة!

طيلة أربعة أيام محمومة، رفضت إسرائيل استجابة مطالب فلسطينية بالبحث عن خمسة مقاتلين فُقدوا، بادعاء أنهم فُقدوا في الجانب الإسرائيلي، ما اضطر حركة الجهاد الإسلامي إلى إعلان وفاتهم مع نشر صور وأسماء المفقودين. بذلك، بلغت حصيلة ضحايا النفق 12 شهيداً.

بعد عملية تدمير النفق بوسائل جديدة، أعلنت حركة "الجهاد" أن النفق أعدّ، مستقبلياً، لاختطاف إسرائيليين ومبادلتهم في صفقة تبادل أسرى، افتداء بصفقة شاليت.

منذ بعض الوقت، أعلنت إسرائيل أنها ستعزّز فاعلية الجدار الأمني العازل فوق الأرض بآخر تحتاني إسمنتي ـ حديدي أسفله بعمق 6 ـ 10 أمتار، وباشرت به بالفعل ليتم إنجازه في غضون عام ونصف العام إلى عامين.

حتى قبل بناء الجدار العلوي، وخصوصاً بعده، حظرت إسرائيل الاقتراب منه لمسافة 200 ـ 300م بقوة النيران حتى ضد الفلاحين، وأحياناً باجتياحات محدودة.

هل تمّ لإسرائيل تحييد "حرب الأنفاق" وإبطال جدواها؟ سنعرف هذا بعد إكمال الجدار التحتاني. لكن، لشلّ جدوى سلاح الصواريخ ما أمكن لدى فصائل المقاومة في غزة، بنت إسرائيل ثلاثة نطاقات من دفاعات صاروخية مضادة تعمل على ثلاثة مستويات لإسقاط الصواريخ القصيرة، والمتوسطة، والطويلة.

إلى الجدار العلوي القائم والسفلي المخطط له، وكذا حظر الاقتراب منه، والدفاعات الصاروخية المضادة، قيّدت إسرائيل نطاق المجال البحري الغزّي أمام سفن الصيادين إلى 3 أميال بحرية، أو 6، ونادراً وموسمياً إلى 9 أميال، خلافاً لاتفاقية أوسلو التي حدّدت مجال الإبحار بـ20 ميلاً بحرياً.

المهم، أن مصادر الجيش الإسرائيلي أعلنت، بعد انتشالها لخمسة جثامين أنها ستطبق سياسة صارمة جديدة: واحدا مقابل واحد، وجثّة مقابل جثّة.

بعد آخر حرب على غزة، في العام 2014، صار في أيدي "حماس" جثّتا جنديين إسرائيليين: غولدن وشاؤول، واثنان آخران من المدنيين (بدوي وفلاشي)، وأعلنت أن أي صفقة تبادل جديدة يجب أن تشمل إعادة تحرير عشرات من محرّري صفقة "وفاء الأحرار"، الذين اعتقلوا من جديد في الضفة الغربية، بعد خطف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين.

تقول إسرائيل، بعد تدمير النفق، إنها راقبت عن كثب ورصدت النفق، ومن الواضح أنها تعمّدت تدميره لامتحان تجلد فصائل غزة عن الردّ الفوري مع مباشرة خطوات المصالحة الفلسطينية، فلجأت فصائل غزة، بعد نصائح مصرية، إلى ما تلجأ إليه سورية بعد كل ضربة عمق إسرائيلية: سنرد في الوقت والمكان المناسبين!

في المحصّلة، نجحت إسرائيل في تدمير نفق آخر، واحتجاز خمسة جثامين لمقاتلي حركة "الجهاد" .. لكن تَجَلُّد الفصيلين عطّلا على إسرائيل تدمير خطوات أولى للمصالحة، التي هدفت إليها إيران؟

هل لاحظنا كيف استغلت إسرائيل دعاوياً شكوى أخرى لوكالة "الأونروا" من اكتشاف بداية نفق آخر تحت إحدى مدارس الوكالة، وهي شكوى غير جديدة تضاف لادعاءات إسرائيل أن فصائل غزة لم توفر حفر بعض أنفاقها تحت المستشفيات، بما فيها مستشفى "الشفاء" الرئيسي!

بعد تردد وتلكُّؤ وإهمال، مالت "حماس" إلى التعاون مع مصر بصدد ضبط الأنفاق بين غزة وسيناء، ولكنها ليست بصدد مثل هذا بصدد أنفاق غزة مع إسرائيل، والأرجح أن ترفض شروطاً إسرائيلية من نوع: واحد مقابل واحد، وجثّة مقابل جثّة.

قالت إسرائيل، حتى قبل تدمير نفق خان يونس، إنها استعدت لحرب على جبهتي لبنان مع "حزب الله" و"حماس" في غزة، وبعد تدمير النفق في أجواء الصلحة الفلسطينية تريد إسرائيل تركيز جهدها السياسي والعسكري في مواجهة "حزب الله" الأكثر خطورة عليها من فصائل غزة، والذي اكتسب تجربة قتال من تدخله في الصراع السوري، الذي كبّده، في تقديرها، 3000 قتيل، وقبل انسحاب قواته من سورية العام المقبل مع بوادر حسم الجيش السوري صراعه الباهظ مع الفصائل المسلحة المناوئة.

تدمير النفق، وشروط تبادل أسرى متكافئة بين غزة وإسرائيل، له ما بعده، كما لاستقالة رئيس الحكومة اللبنانية في السعودية، وشكواه من تحكُّم "حزب الله" كوكيل إيراني بلبنان وأمنه، لها ما بعدها، أيضاً.

تجلَّدت فصائل غزة، ولو مؤقتاً، بعد تدمير نفق خان يونس، وعلى "حزب الله" وباقي طوائف لبنان أن تجد طريقة لتبريد تفاعلات استقالة قد تقود إلى تجدد الحرب الأهلية في لبنان. الأمر منوط بذكاء إيران في لعبة الشطرنج السياسية، كما لعبت بصبر وذكاء في مفاوضات الـ 5+1 بصدد برامجها النووية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل و«حرب الأنفاق» إسرائيل و«حرب الأنفاق»



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday