السلطنة والسلطة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

السلطنة والسلطة

 فلسطين اليوم -

السلطنة والسلطة

بقلم : حسن البطل

بالطبع، يمكن قراءة العنوان: عُمان وفلسطين. الأولى سلطنة على أطراف العالم العربي، والثانية سلطة في القلب الملتهب لهذا العالم.

في الجغرافية الفلكية ـ السياسية، قد نقول إن عُمان مثل كوكب عطارد، أقصى كواكب المجموعة الشمسية، الذي أخرجوه منها، ثم أعادوه إليها.
يبدو حياد سلطنة عُمان في السياسة المحضة العربية العكرة حالياً، خصوصاً كما لو أنها سويسرا الشرق سياسياً، من حيث سياسة عدم الانحياز، إن في سياستها الخليجية، أو في سياستها العربية والإقليمية والدولية.

كانوا، في الجغرافية الطبيعية، يقولون عن لبنان إنه سويسرا الشرق، من حيث المشهد الطبيعي، وربما، أيضاً، في حياده السياسي الإيجابي في السياسات العربية، باعتبار سويسرا نجت من مطحنة الحرب العالمية الثانية بحيادها السلبي.

الآن، يحاول لبنان اتباع سياسة النأي عن الخلافات والمحاور العربية والإقليمية كما يدعو رئيس الوزراء، سعد الحريري، دون كبير جدوى.

عُمان، الأشبه بجزيرة "برية" ليست منحازة لأطراف الخلاف في سداسية دول مجلس التعاون الخليجي، فهي تمارس حياداً سلبياً، بينما تمارس الكويت حياداً إيجابياً.

عُمان، أيضاً، ليست طرفاً في السياسة الأميركية والإسرائيلية الداعية إلى محور عربي سني ضد إيران الشيعية، ليس، بالذات، لأن "الأباضية" مجرد فرقة في المذهب الشيعي.

لكن "زيارة دولة" أداها وفد وزاري عُماني إلى رام الله وأريحا والقدس، كانت في بعض مراسيمها ومدنها زيارة نادرة عربية لمسؤول عربي إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، حيث أهدى الوفد العُماني للمسجد والكنيسة بخوراً عمانية تشتهر بها هذه السلطنة لعلها "عود الند"!

تمارس عُمان سياسة اللاانحياز السلبي العلني في النزاعات الخليجية والإقليمية، وتتبع الدبلوماسية الهادئة السرية، لكن سياسة الانحياز الإيجابي إزاء فلسطين وحدها، كما أفصح عنها في تصريحاته وزير الخارجية العُماني ورئيس الوفد خلال الزيارة، يوسف بن علوي!

تتحدث أميركا وإسرائيل عن صنع وإرساء حلف عربي خليجي سني ضد إيران الشيعية وامتداداتها العربية، وعُمان ذات العلاقة المتوازنة بين إيران والعالم العربي تبدو بعيدة عن الانخراط في هذا التحالف، رغم أن معظم سكانها على المذهب الأباضي ـ الشيعي، كما تبدو المغرب بعيدة عنه، رغم مذهبها الفاطمي ـ الشيعي، في الأقل مذهب العائلة الملكية هناك. بالطبع فلسطين بعيدة عن الصراعات الدينية ـ المذهبية العربية.
وسائل الإعلام الفلسطينية غطت الزيارة ومراسيمها، بما في ذلك مديح الزوار لمدينة "روابي"، وبالذات أن دولة فلسطينية بكامل أركانها تشكل الاستراتيجية السليمة والناجحة لمكافحة الإرهاب في المنطقة والعالم.
صدرت عن وزير الخارجية العُماني، بعد لقائه رئيس السلطة تصريحات لافتة، منها أن خطاب أبو مازن الوشيك أمام مجلس الأمن سيحدد المسار الفلسطيني السياسي.

البعض لا يستبعد أن تكون الزيارة العُمانية لفلسطين، جزءاً من دبلوماسية هادئة وسرية للوساطة بين فلسطين والإدارة الترامبية الأميركية، عشية قرب الإعلان، الشهر المقبل، عن بنودها، كما لمح وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون خلال جولته في المنطقة، التي لم تشمل فلسطين وإسرائيل.

عُمان ذات علاقة حسنة مع أميركا، وأيضاً مع إيران، لكن ذات علاقة جيدة مع فلسطين، وهناك من لا يستبعد دور عُمان في دور وسيط أيام إدارة أوباما بين إيران وأميركا، حيث قَبِلَ الجانبان اقتراحها بفكرة عقد مؤتمر فيينا والدول الخمس زائد ألمانيا مع إيران.

فلسطين تطالب بدور مظلة دولية متعددة الأطراف على غرار مؤتمر فيينا، وهذا ما بحثه رئيس السلطة في زيارته إلى موسكو مؤخراً، وقبل ذلك خلال زيارة لباريس، بعد إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ما لا تريده فلسطين من أميركا هو دورها الاحتكاري لعملية الوساطة مع إسرائيل، وطاقمها الثلاثي المنحاز إلى يهودية إسرائيل (كوشنير، وغرينبلات وسفيرها فريدمان).

زيارة الوفد العُماني لفلسطين جاءت بعد زيارة رئيس الوزراء الهندي، وكلتا الزيارتين كانت مستقلة عن زيارة إسرائيل، للدلالة على أن فلسطين ليست ملحقاً بالمجال السياسي والدبلوماسي لزيارة فلسطين وإسرائيل. سيزور نتنياهو واشنطن مطلع الشهر المقبل، وبعدها من المتوقع أن يعلن ترامب تفاصيل خطة الصفقة، التي يجب أن تكون متوازنة في حدّها الأدنى حتى تقبل بها السلطة الفلسطينية، لأن ترامب لمح إلى صحيفة "إسرائيل هايوم" أنه ليس متأكداً من موافقة إسرائيل عليها، لكن هو متأكد من رفض فلسطين لمقدماتها المعلنة.

قلّد رئيس السلطة الوزير العُماني بن علوي وسام النجمة الكبرى للقدس، ومنح الوزير المفوض في الوزارة، عامر الشنفري، وسام الفارس، علماً أنه كان فدائياً في حركة فتح خلال عقد السبعينيات، كما كان أمير كويتي راحل مقاتلاً في الحركة.

فلسطين السياسية مضطرة إلى ممارسة دبلوماسية علنية نشيطة بحكم موقعها العربي والدولي الحساس، لكن عُمان تمارس سياسة دبلوماسية هادئة وسرية، وكلتا السياستين بعيدة عن الاستقطاب والانحياز للتحالفات العربية والإقليمية والدولية.

قال الوزير بن علوي: "من يريد أن يساهم في التخلص من بقايا الحروب عليه مساندة الرئيس عباس وحكومته (..) وهو مناضل نعتز به ونعرفه معرفة أخوية صادقة، ونحن موجودون في كل وقت مع هذا البلد الشقيق".. فلسطين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطنة والسلطة السلطنة والسلطة



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday