هل تستطيع أميركا الترامبية «إلغاء» فلسطين
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

هل تستطيع أميركا الترامبية «إلغاء» فلسطين؟!

 فلسطين اليوم -

هل تستطيع أميركا الترامبية «إلغاء» فلسطين

بقلم : حسن البطل

لسبب ما، قال الشاعر ت. س. إليوت إن "نيسان أقسى الشهور"، ولسبب آخر ومحدّد اقتبس شاعرنا عبارته في وصف "عملية فردان" واغتيال القادة الثلاثة في بيروت يوم 10 نيسان 1973.
في سجل الاغتيالات الإسرائيلية نحن نقول "عملية فردان" وهم يقولون "عملية ربيع الشباب". في توقيتهم العبري أن 18 نيسان من كل عام هو يوم إعلان استقلالهم، وفي توقيتنا الميلادي أن 15 أيار هو يوم النكبة.
تكاد لا تخلو شهور العام من عملية اغتيال إسرائيلية، وحتى نيسان القاسي لم يخل من اغتيال أمير الشهداء "أبو جهاد" بتونس في 16 نيسان 1988، واغتيال دكتور الطاقة فادي البطش في كوالالمبور 21 نيسان 2018 الجاري. لهم نيسانهم في الاغتيال والاستقلال، ولنا أيارنا في اغتيال وطن وتشريد شعب.
"قنطر" الفلسطينيون "مسيرة العودة" من آذار إلى أيار، ومن "يوم الأرض" إلى "يوم النكبة"، و"قنطرت" أميركا الترامبية خطوات "صفقة القرن" من خطابه 6 كانون الأول 2017 إلى 15 أيار هذا العام، أي من اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلى افتتاح سفارتها في القدس "يوم النكبة" السبعيني.
بالنسبة إلى صائب عريقات، أمين سر ل/ت (م.ت.ف)، فما يجري من خطوات أميركية منذ الاعتراف إلى نقل السفارة، هو "تصفية للقضية الفلسطينية".
هل يكفي الانسحاب الأميركي من "حل الدولتين" وهو مشروع أميركي و(فلسطيني الأصل) في رئاسة بوش ـ الابن 2004، والانسحاب اللاحق من شجب الاستيطان، وأخيراً في نيسان هذا العام، الانسحاب من وصف وزارة الخارجية الأميركية وضع الأراضي الفلسطينية من "محتلة" إلى إدراجها "إسرائيل، هضبة الجولان، الضفة الغربية وقطاع غزة"!
هل خطوات "الصفقة" المتلاحقة، وغير المعلنة، تعني أن إدارة ترامب تستطيع "إلغاء" الحقيقة السياسية الفلسطينية، كما حاولت إسرائيل إلغاء صفة "شعب" عن الفلسطينيين منذ عام النكبة إلى عام توقيع اتفاق أوسلو؟
كلا، لا تستطيع الإلغاء، لكن خطوات "الصفقة" تحاول "طمس" وتزوير الحقيقة السياسية الفلسطينية والعربية والدولية، إلى "صياغة" حل أميركي مفروض من جانبها وإسرائيل، ومرفوض من جانب السلطة والمنظمة.. ودولة فلسطين المعلنة؛ ومن جانب قمة عربية أخرى، كما من جانب الشرعية القانونية والدولية التي صارت عليها المسألة الفلسطينية، منذ هذه الأوسلو، وحتى انتخاب ترامب وخطوات إدارته في "فرض" طمس وإعادة صياغة للحل، ينكر الحقيقة السياسية الفلسطينية والعربية والدولية، ويتنكر، أيضاً، للسياسة الأميركية إزاء المسألة الفلسطينية منذ احتلال العام 1967، إلى طرحها "حل الدولتين".
بعد الاعتراف الترامبي بالقدس عاصمة لإسرائيل، تلقت إدارة ترامب ما وصفته ممثلتها في الجمعية العامة "إهانة" حين وقفت وحيدة، وإهانة لاحقة في الجمعية العامة، حيث صوّتت إلى جانبها "حفنة" من "نكرات" الدول، ضد غالبية كاسحة تزيد على ثلثي أصوات الدول الأعضاء.
للشعراء أن يضعوا شهر "نيسان" على أنه أقسى الشهور، وللفلسطينيين أن يصفوا 15 أيار النكبوي بأنه أقسى أيام العام والسنوات والعقود، أيضاً.
حسناً، في نيسان وصف عاموس يادلين، رئيس سابق لشعبة الاستخبارات، شهر أيار المقبل أنه سيكون "الأخطر" منذ العام 1967، لأنه ذروة "مسيرة العودة" ونقل السفارة، وأيضاً احتمال انسحاب إدارة ترامب من "اتفاقية فيينا" مع إيران، وتصاعد الاحتكاك الإيراني ـ الإسرائيلي في صراع سورية.
لإسرائيل جواب أمني وعسكري على التحديات العسكرية والسياسية من الدول المجاورة وجيوشها، لكن ليس لديها جواب سياسي على الحقيقة السياسية الفلسطينية.
كانت إسرائيل تصف وضع الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنها "أرض مدارة" أو "متنازع عليها" منذ حرب الأيام الستة، وتنكر وجود شعب فلسطيني حتى أوسلو، وتعود الآن إلى وصف أراضي دولة فلسطين المعلنة، بأنها "يهودا والسامرة".
كانت تقارير وزارة الخارجية الأميركية، حتى نيسان هذا العام، تتحدث عن "إسرائيل والأراضي المحتلة"، وصارت مع تقرير نيسان هذا العام تتحدث عن "إسرائيل، الضفة الغربية وقطاع غزة" وبذلك "لحست" واشنطن مصادقتها على اتفاقية أوسلو التي أقرّت بالوحدة السياسية والإدارية لغزة والضفة الغربية، وهذا يعني دويلة فلسطينية في غزة، وحكم ذاتي فلسطيني على ما تبقى خارج الاستيطان اليهودي، على أن يكون ملحقاً بالأردن، كما غزة ملحقة بمصر!
اضطرت إدارة ترامب إلى محاولة ترويض الرفض الفلسطيني الفوري للصفقة الجائرة، عن طريق محاولة تطويع الموقف العربي من الصفقة؛ والموقف السياسي والدبلوماسي الدولي من القدس عاصمة دولتين.
ومع طاقم أميركي لإدارة الصفقة، من ثلاثة أميركيين يهود يمينيين، إضافة إلى المندوبة هايلي، يبدو أن  اليمين التوراتي الإسرائيلي، هو من يحرك حكومة ترامب اليمينية ـ المسيانية!
لا يمكن لإدارة ترامب أن تلغي "فلسطين" بعد أن صارت افتتاحيات الصحف الإسرائيلية تتحدث عن "أرض إسرائيل ـ فلسطين"، وصعب عليها تمرير "الصفقة" عن طريق طمس القضية الفلسطينية ومحاولة صياغتها بتطويعها عربياً!
ربما كان هذا ممكناً قبل تأسيس المنظمة، وقبل أوسلو وتأسيس السلطة الفلسطينية، وقبل طرح "حل الدولتين"، الذي وصل إلى نهايته، لتنفتح نافذة حل الدولة الواحدة!

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تستطيع أميركا الترامبية «إلغاء» فلسطين هل تستطيع أميركا الترامبية «إلغاء» فلسطين



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday