عاديات خربطت عادات
أخر الأخبار

عاديات خربطت عادات؟

 فلسطين اليوم -

عاديات خربطت عادات

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

هل «العاديات ضبحاً» في القرآن الكريم، هي ذاتها «عاديات الزمن»، أي نوائب الدهر، ومن ثم فإنّ «النكبة» هي من نوائب الزمن الفلسطيني، أو أن «جائحة» الـ»كورونا» من العاديات والنوائب، التي خلطت وخربطت دورة الحياة العادية في بلادنا والعالم قاطبة!
التي أسمّيها «زوي» عقبت على سؤال الزميل إيهاب: «شو يعني قمطريرة» لأنني عقبت على مطرة أيار النكبوي: «المطرة الأخيرة قمطريرة»، فأجابت «زوي» عن سؤال إيهاب بالآية الكريمة: «إنّا نخافُ من ربّنا يوماً عَبوساً قمطريراً» أي شديداً عصيباً، فعقب القارئ إبراهيم على التعقيب: «كان شتاءً ماراريرا» ولعله يقصد «مريراً».
هل خربطت «عاديات» الجائحة الـ»كورونية» رتابة عادات الحياة، ولكن مطرة أيار القمطريرة أعطت قبلة أخيرة لربيع طويل، أي «قلبا أخضر» في لغة الإعجاب     الـ»فيسبوكي»، أو جعلت الربيع يأخذ قبلة حياة.

نورات أشجار الزيتون، في هذا الشتاء المعطاء، لم تتساقط في هبّة رياح مطرة الخامس من أيار الباردة القمطرير، فإن لم تتساقط في هبّة رياح صيف ساخنة، فسيكون لدينا موسم زيتوني ماسي، على غير عادة «المعاومة».

قبل يوم الاثنين القمطرير، الخامس من أيار، كانت نشرة الإصابات الـ»كورونية» في بلادنا تشير إلى 520 إصابة، منها 312 في القدس وضواحيها، أي أن الإصابات فيها تشكل 63% من الحالات النشطة، والمهم أن الوفيات كانت لا تتعدّى الثلاث حالات، وهي قليلة والحمد لله.. إلى الآن.
تم بمرسوم آخر كان صدوره موضع جدل أقلّ، تمديد حالة الطوارئ في فلسطين شهراً ثالثاً، مع فسحات في بدء دورة الحياة الاقتصادية، خاصة النهارية منها.
الذي «تخربط» في شهور الـ»كورونا» الثلاثة، هو دورة العمل العادية في دوام المؤسسات والصحافية بخاصة، أي في الصحف اليومية الثلاث، لكنها واظبت على الصدور اليومي، خلاف وقف إصدار الصحف ورقياً في الجارة الأردن.

على الأرجح، لن يتم تمديد حالة الطوارئ شهراً رابعاً، وسيعود محرّرو «الأيام» وباقي الصحف إلى زمن الدوام العادي، والصدور بالحجم العادي، بعد رمضان والعيد.
كانت «الأيام» تصدر في الأيام العادية بـ 24 صفحة، ثم «كشّت» الصفحات إلى 20، ثم إلى 16 صفحة لا غير لغياب الإعلانات المبوبة الرسمية، والإعلانات التجارية غير الرسمية، التي تملأ أحياناً صفحات كاملة.

تغيّر مكان الصفحات الثابتة في «الأيام»، خاصة صفحة «الآراء» لكن «دفاتر الأيام»، وهي غير ثابتة الصدور، حافظت على مكانها المعتاد في الصفحة الأخيرة.
اعتاد كاتب عمود «أطراف النهار» أن يكتبها على طاولته في الجريدة مع فنجان شاي بخط يده، وليس بنقرها على مفاتيح الحاسوب، فصار يكتبها في بيته، ويسلمها إلى مدير التحرير، وهو المحرّر الوحيد المواظب إلى جانب رئيس التحرير.

حتى قبل خربطة الدوام العادي، قبل الشهر الأول من إعلان الطوارئ، والحجر الصحي، كانت زوايا المؤسسة ملأى بالمعقّمات، كما كان يتم رشّ غرف مؤسسة «الأيام» بالمعقّمات، وكل موظف أو محرر يدخل، يصوّبون إلى رأسه مسدس مقياس الحرارة. حرارتي دائماً 36,4ْ.حتى الآن، لا أفهم لماذا لا يتمّ تكبير حرف طباعة الجريدة قليلاً، ولماذا يتم حشر مقالات كثيرة في صفحة الآراء، لكن أفهم لماذا صار «خصر» عمود «أطراف النهار» رشيقاً ورهيفاً، وبحرف طباعي صغير. نَفَس الكاتب صار قصيراً.

أذكر أن طوارئ دورة العمل في الجريدة أيام الانتفاضة الثانية كانت مثل خلية نحل ونمل، وكانت مكاتب التحرير مثل مهاجع نوم لمحررين كانت بيوتهم في نابلس أو الخليل أو بيت لحم.. والآن تكدّسوا في رام الله.
طوارئ دورة العمل في أيام جائحة الـ»كورونا» صارت على نقيض دورة العمل خلال شهور وسنوات الانتفاضة الثانية، أي تحرير الجريدة صار يتم في بيوت المحررين، لا كتابتها وتحريرها في مكاتب الجريدة، التي صارت فارغة تماماً تقريباً.

اشتاقَ الموظفون والمحررون إلى بعضهم بعضاً، ولو كان الـ»موبايل» صلتهم ببضعهم بعضاً، وأنا اشتقت إلى جلسات المقاهي القصيرة نهاراً، والمطولة ليلاً، وإلى مقصّ الحلّاق، أيضاً. ودون المقهى والحلّاق لن تعود دورة الحياة إلى عادياتها في نظري وعادات يومي ومساءات ليلي.
.. لكن أمامنا دورة حياة صاخبة، بعد «كورونا»، وميعاد نكبة أيارية، ونكسة حزيرانية، عندما يبدأ امتحان تموز الفلسطيني ـ الإسرائيلي ـ العربي ـ الدولي.
سيكون تموز بداية يوم عبوسٍ قمطرير في بلادنا.

قد يهمك أيضا :   

حسن ودوريت

    إسرائيل من أمامكم، وورائكم.. وفي ما بينكم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاديات خربطت عادات عاديات خربطت عادات



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 18:32 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

داليا زكي تتألق في ديوان سدنة العشق

GMT 01:54 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

ياسمين عبدالعزيز تُحضِّر لمشروع فيلم "الدادة دودي 2"

GMT 14:07 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توافقك الظروف المهنية اليوم لكي تعالج مشكلة سابقة

GMT 23:34 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

طلب عراقي لاستضافة النسخة رقم 24 من بطولة كأس الخليج

GMT 16:42 2014 الجمعة ,10 تشرين الأول / أكتوبر

داليا كريم تعرض الحلقات الأولى من "داليا والتغيير" قريبًا

GMT 18:24 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أرز بسمتي بالكركم

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday