«طربوش» سياسي وغضاريف اقتصادية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

«طربوش» سياسي وغضاريف اقتصادية!

 فلسطين اليوم -

«طربوش» سياسي وغضاريف اقتصادية

بقلم- حسن البطل

في مقدور محرّر سياسي في وكالة «وفا» الفلسطينية الرسمية أن يكتب، على طاولته «الطربوش» السياسي العربي حول راهن المسألة الفلسطينية الصادر عن «قمة» بيروت الرابعة: الاقتصادية، التنموية الاجتماعية!
محرّر آخر في وكالتي الأنباء الكويتية والقطرية، سيكتب عن مساهمة البلدين في صندوق التكنولوجيا والرقمنة، حيث سيساهم البلدان، مناصفة، بنصف الصندوق البالغة 200 مليون دولار. 
ربما، محرر في وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية، سيكتب عن قرار قمة بيروت في تسهيل عودة المليون ونصف المليون من اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وكذلك خطاب وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، عن ضرورة عودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية.
ممّ تتشكل هذه الجامعة، التي اجتازت عمرها السبعين؟ من 22 دولة عربية، لكن الدول المؤسسة هي سبع دول، ثلاث منها أقصيت عنها لفترة محدودة، هي: مصر بسبب معاهدة «كامب ديفيد»، العراق بسبب احتلاله للكويت وسورية بذريعة قمع النظام لشعبه.
هذه الدول الثلاث هي «سيبة» العروبة، وعنها قال بن ـ غوريون، منتصف خمسينيات القرن المنصرم: منعة إسرائيل ومستقبلها في تقويض هذه «السيبة»!
حتى قمة بيروت، عقدت دول الجامعة ما مجموعه 36 قمة (22 عادية، 11 طارئة.. و3 اقتصادية) وستعقد القمة الرابعة العادية في نواكشوط.
نعرف أن القمة الأولى عقدت في أنشاص المصرية وكانت حول فلسطين. لعلّ كافة القمم العربية، على اختلاف إطارها واكبت، في بياناتها الختامية، تطور المسألة الفلسطينية، ربما باستثناء قمة عمّان، غير العادية، العام 1987، حيث دعا رئيس وزراء العراق، وقتذاك، سعدون حمادي، إلى «عقد التنمية» العربية، وكان تجاهلها للمسألة الفلسطينية أحد أسباب اندلاع الانتفاضة الأولى.
بدءاً من قمة الكويت الاقتصادية، في كانون الثاني 2009، عقدت دول الجامعة قمة كل سنتين في ذلك الشهر، وستعقد قمة سياسية في تونس خلال آذار المقبل.
كانت دول الجامعة قد أصدرت، في وقت ما، «ميثاق الضمان الجماعي العربي»، وطبق مرتين: خلال مطلع ستينيات القرن المنصرم لحماية استقلال الكويت من مطامع العراق.. ونجحت، وفي منتصف سبعينيات ذلك القرن، عندما شكلت الجامعة قوات الأمن العربية لتهدئة الحرب الأهلية اللبنانية.. وفشلت.
هل لاحظتم بيانات الجامعة والقمم العربية، ودوراتها العادية، منذ فوضى «الربيع العربي» بخصوص سورية وليبيا واليمن، حيث يدير وسطاء أجانب مساعي التوفيق في نزاعاتها الداخلية، بينما تدعو أميركا وإسرائيل إلى «ناتو عربي» ضد إيران ووكلائها. العروبة «دار حرب»!
لعلّ جامعة إقليمية تشكلت قبل حلف «الناتو» وقبل أول مداميك اقتصادية أوروبية، أسفرت عن السوق المشتركة، ثم «الاتحاد الأوروبي» تبدو فاشلة على صعد: أمنية (ميثاق الضمان الجماعي) وسياسية (طموح نحو نوع من الاتحاد السياسي) واقتصادية (السوق العربية المشتركة).
جامعة تضم 22 دولة، وفيها ما لا يُحصى من العملات المختلفة (حتى لتجمع دول مجلس الخليج السداسية) ولكل دولة منها راياتها الوطنية، وجوازات سفرها الخاصة.. وخلافاتها مع جاراتها.
ما زلنا بعيدين عن حلم المواطن العربي في حرية الانتقال من بلد عربي إلى آخر، سواء بجواز سفره القطري، فما بالك بجواز مشترك، أو «فيزا شنجن» عربية!
حسناً، إلى الصعيد الاقتصادي، حيث التجارة البينية العربية لا تُقارن قياساً إلى التبادل التجاري الخارجي لكل قطر عربي. وبينما تستورد السعودية، مثلاً بما يجعلها السوق الأولى عالمياً من الأسلحة، فإن إعادة تسيير الخط الحديدي الحجازي، يبقى مشروعاً على الورق، بينما تخطط إسرائيل لتكون عقدة هذا المشروع حالياً؟
في كل حال، ستعقد القمة الاقتصادية والاجتماعية الخامسة العام 2023 في موريتانيا، وسنرى مدى التقدم في استراتيجية تنمية عربية للعام 2030 في مجال بناء وتنمية المجتمع العربي؛ حسب قرارات قمة بيروت، على أن نرى في قمة تونس العادية أين وصلنا في مسألة عودة سورية إلى الجامعة العربية، ومن ثم دور دول الخليج في إعمارها، وإعمار ليبيا واليمن.
في العام 1987 قدم سعدون حمادي مشروعاً لـ «عقد التنمية» العربية، ولم يتحقق منه سوى القليل جداً. قبل قمة بيروت طرحت السعودية برنامجاً شاملاً للعام 2030 لنهضتها الكبيرة في كل مجال، بينما تستنزفها حرب التدخل في اليمن، وخلافها مع العاصية قطر، ومضاعفات قضية الخاشقجي، وصفقات السلاح، أيضاً.. ووساوسها إزاء إيران.
قمة بيروت طرحت استراتيجية للأعوام 2020 ـ 2030 سعياً لاندماج اقتصاديات الدول العربية، وخفض البطالة بنسبة النصف، وشؤون أخرى.
تستطيع ليبيا والعراق بمواردهما النفطية أن تعيدا بناء اقتصادهما، إذا انتهت نزاعاتهما الداخلية والخارجية.. لكن من سيموّل إعادة إعمار اليمن، وخاصة الخراب العميم في سورية؟
للتذكير فقط، فإن سورية كانت الدولة العربية الفريدة في توازن فروعها الاقتصادية، ولم تكن مديونة إلى الخارج، أو إلى الصناديق العالمية، وخرابها كان نتيجة لتدخل بعض دول الخليج في حروبها الداخلية.
بالمناسبة، غاب معظم القادة عن قمة بيروت، وحضرها أمير قطر؟! صاحبة معادلة: «المال لحماس والهدوء لإسرائيل»؟ كما يقول سفيرها محمد العمادي!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«طربوش» سياسي وغضاريف اقتصادية «طربوش» سياسي وغضاريف اقتصادية



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday