وحسب مزاج التوقيت البيولوجي
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

وحسب مزاج التوقيت البيولوجي!

 فلسطين اليوم -

وحسب مزاج التوقيت البيولوجي

بقلم: حسن البطل

سأكتبها كما يلفظها اللبنانيون: أنا «معوكر»، أي عكر المزاج ومتعكّره. بين الأمس، وأول من الأمس «تخربطت» ساعتي البيولوجية، ومعها تخربط الطقس، وتقدمت ساعة فنجان قهوة الصباح 60 دقيقة عن موعدها!
كان عليّ، منتصف ليلة أمس، أن أقدّم عقربي الساعة، لكن ساعتي البيولوجية في النوم والصحو لها عقربان آخران يمشيان على التوقيت القديم الشتوي. بعد ستة شهور ستتلكّأ ساعتي البيولوجية يومين أو ثلاثة، عندما يحين أوان التوقيت الشتوي.
أمس، مدّ الطقس لسانه للتوقيت الصيفي كأن طقساً شتوياً عاد، بعد يوم كان الأكثر حرارة في هذا الآذار. ليلة أمس، كان الناس يلبسون نُص كُم و(تي ـ شيرت) وصباح اليوم، أمس، ارتدوا ستراتهم من جديد. غداً سيرتدون قمصاناً ذات كُم طويل.
للموت في العربية أسماء أقل من أسماء الأسد بالتأكيد، ومنها «الحق».. «فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون»، وهذا «الفيسبوك».. الذي أتصفّحه لماماً مع فنجان الحليب بالنسكافيه، كان «معكراً» بدوره. طويت صفحة حياة ريم البنا في يوم الانتقال من توقيت إلى توقيت، كأن عيون السماء سحّت حزناً بدمعتين من ماء السماء.
يبدو لي أن ساعتي البيولوجية مثل نبات «عبّاد الشمس» والشمس غابت عن صفحة السماء مع الانتقال من توقيت إلى آخر، فصحوت حسب التوقيت الشتوي متأخراً ساعة.
لا يحصل تعكّر المزاج مثل هذا تماماً في الانقلابين ولا في الاعتدالين لحركة دوران الأرض حول أمها الشمس، وللأرض في دورانها الأبدي شمال جغرافي وهمي وشمال مغناطيسي حقيقي، يجعلها تميل عن الشمال الأول، بفعل جاذبية تابعها القمر، بما يجعل الأرض ذات قبعتين جموديتين، وبما يجعل بلادنا ذات فصول أربعة، وبلاداً أخرى ذات فصلين في أقصى الشمال وأقصى الجنوب، وذات فصل واحد في بلاد خط الاستواء، حيث لا حاجة إلى توقيت صيفي وآخر شتوي.
فلكي مجنون تساءل: لماذا لا ننسف القمر، فنزرع سيبيريا ونزرع القارة القطبية الجنوبية، الغاطسة تحت قبعة جليدية، فتصير الأرض كلها ذات فصلين، وتنتفي الحاجة إلى التوقيتين!
القهوة لتعديل المزاج، وكان صديقي يقول لصديقه: أرجوك لا تحك معي قبل فنجان القهوة الثاني، والسيكارة الثالثة، وجرعة الماء الأولى.. لكن ساعة قهوة الصباح مربوطة على الساعة البيولوجية للتوقيت القديم.
الطقس قُلّب، لأنه ابن مناخ يتقلّب، وقرأت أن احترار جوّ الأرض درجة ونصف الدرجة عمّا كان عليه قبل الثورة الصناعية قد يدفع إلى هجرة للبشر تذكّر بهجرته من أفريقيا، أُم الإنسان القديم، إلى الشمال بعد العصر الجمودي الرابع، حيث سيهاجر 140 مليون خلال عقدين أو ثلاثة إلى الشمال إذا قارب الاحترار أربع درجات، لماذا ليس إلى الجنوب؟ لأن كتلة البرّ كبيرة في نصف الكرة الشمالي، وكتلة البحر كبيرة في نصف الكرة الجنوبي.
قرأت، أيضاً، مع بدء توقيت صيفي في نصف الكرة الشمالي، أو في بلادنا فوق المدارية بالذات، أن فنلندا وبلاد نصف الكرة الشمالي كان يشكو أهلها من «انطوائية» وارتفاع الانتحار ومعاقرة الكحول بفعل فصل طويل من غياب ضوء الشمس.. أما الآن، فصارت فنلندا في صدارة دول العالم حسب مقياس «السعادة» العالمي، بفعل ما يطلقون عليه هناك «سيسو» أي قدرة الإنسان على التأقلم والصمود، في مواءمة الشروط الاجتماعية مع الشروط المناخية.
بفعل شيء مثل هذا، اجتاز الإنسان محنة زمهرير العصر الجمودي الرابع، دون حاجة إلى إمدادات التدفئة بالكهرباء أو بالغاز.
نحن في بلاد المناخ المتوسطي، ولعلّه الأفضل من سواه، أو هو سبب جودة نظام الطعام والاقتيات المتوسطي، لكن مع «عوكرة» المزاج في الانتقال من توقيت لآخر فترة أيام قبل اعتداله مع كل توقيت.. باستثناء المناخ السياسي والاجتماعي العكر والمخيّم، الذي يشمل خاصة بلاد المتوسط، كما وسائر العالم.. هذا مناخ سياسي «ترامبي» و»شعبوي» ويميني» و»ديني».. إلخ.

شتان !
أسخف الدعايات الاستهلاكية تأتينا عَبر قنوات التلفاز، وخاصة هذه الفضائيات العربية ـ الخليجية.
مثلاً: هذه الدعاية لهذا «الديتول» بوصفه يضمن القضاء على 100% من الجراثيم، وكانت الدعاية القديمة هذه تقول 99%. الآن، ثبت أن الإسراف في استهلاك المطهّرات الكيميائية يؤدي إل مفعول معاكس، حيث تتأقلم الجراثيم مع المبيدات، والإفراط فيها مسؤول عن جراثيم تسمى «إي ـ كولاي» تضرب المستشفيات.. وتقتل المرضى!
أفضل المطهّرات هي هذا الصابون العادي، الذي أعطاه العرب اسمه الذي له في معظم اللغات الحيّة، عدا عن أن الأطفال الذين يلعبون بـ «الخمّة» في صغرهم تتطور لديهم مناعة مكتسبة، وفق نظرية «ديرتي ـ بوي» (الولد القذر).
كانت الأمهات في قرى غوطة دمشق تغسل ملابس العائلة القذرة بشيء آخر غير الصابون، وهو نبات يسمى «شتان» لا يرغي كما الصابون، لكن له رائحة نفّاذة تقضي على حشرات مثل البق والبراغيث، ولعلها كانت تقوم مقام هذا «النفتالين» الذي يقي من حشرة «العث».

سؤال وجيه
في الحرب اليمنية يتحدثون عن أوبئة الكوليرا أو الملاريا، وعن سوء التغذية الذي يفتك بالأطفال بفعل المجاعة.
في حرب الدمار والخراب والموت الجارية في سورية، تحدثوا عن حصار النظام للغوطة الشرقية، وعن استخدام السلاح الكيميائي.. لكن مع خروج المدنيين والمقاتلين، تأمّلتُ وجوه الأطفال، فبدوا لي يرتدون الملابس الجيدة، ولا تشكو وجوههم من سوء التغذية.
جرائم الحرب كثيرة، لكنها في سورية عدا الدمار والخراب والموت، ليس من بينها في الحرب السورية جريمة الموت جوعاً، كما في الحرب اليمنية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحسب مزاج التوقيت البيولوجي وحسب مزاج التوقيت البيولوجي



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday