5  1 – 1
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

5 + 1 – 1 ؟

 فلسطين اليوم -

5  1 – 1

بقلم : حسن البطل

دعكم من حسبة العدد والمعدود، فالعدد الوازن هو الولايات المتحدة، وباقي المعدود مضاف إليه، بصفة أن اتفاق فيينا النووي، أهم اتفاق دولي في العقد الأخير، جرى خارج مجلس الأمن، أي بين الدول النووية الخمس، صاحبة «الفيتو» فيه، مضافاً إليها ألمانيا.

ترامب انسحب من اتفاق فيينا، ومن قبل انسحب من معاهدة باريس الدولية البيئوية، ومن اتفاقيات اقتصادية دولية، وكذا سياسية مثل الانسحاب من «حل الدولتين» الدولي في المسألة الإسرائيلية ـ الفلسطينية، والاعتراف بالقدس!

لم تجارِه دولة أُخرى في الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، ولا من اتفاقيات اقتصادية دولية، لكن ثلاث دول جارته في الانسحاب من «حل الدولتين» وستنقل سفاراتها إلى القدس؛ وأيدته أربع دول في الانسحاب من اتفاقية فيينا !

إن «حسبة» الانسحابات الأميركية من باقي الاتفاقات الدولية، غيرها الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي هو، في الواقع، بين الولايات المتحدة وبين إيران بالأصالة أو بالنيابة عن إسرائيل!
صحيح، أن دولاً خمساً في مجلس الأمن لها حق «الفيتو» المتبادل، لكن «الفيتو» الأميركي السياسي في مجلس الأمن مسلّح بـ «فيتو» آخر في المسألة الإيرانية، وهو سلاح «العقوبات» الاقتصادية.
صحيح، أيضاً، أن عقوبات دولية على العراق لم تجرده من ادعاءات حيازته لـ»سلاح الدمار» الشامل»، لكن الادعاءات هذه مكّنت الولايات المتحدة من قيادة تحالف دولي ـ عربي أدى، في النهاية، إلى احتلال بغداد، وتدمير العراق جيشاً ونظاماً، دولةً وشعباً.

هل سمعتم أو قرأتم عن دولة أخرى، غير أميركا، تستخدم سلاح العقوبات، الساري على كوبا منذ أكثر من نصف قرن، وصار يسري، ولو جزئياً، على روسيا ذاتها بعد قصة شبه جزيرة القرم وأوكرانيا؟

انسحبت أميركا من اتفاقية 5+1، ولم تفرض عليها الدول الموقعة على معاهدة باريس للمناخ عقوبة اقتصادية، لكن الانسحاب الأميركي من معاهدة فيينا مسلّح بالعقوبات الاقتصادية، التي ستسري، فوراً، على العقودات الأميركية الجديدة، وستسري خلال 90 ـ 180 يوماً على العقودات القديمة، لما قبل اتفاقية فيينا.

خاب أمل الرئيس الإصلاحي الإيراني، ومعه شعبه، من رفع العقوبات، كلياً، بعد اتفاق فيينا، لكن إيران التزمت بالاتفاقية، حتى بشهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذا بشهادة الدول الخمس الموقعة على اتفاقية فيينا، وحتى بشهادة مسؤولين سياسيين وتشريعيين أميركيين.
حسب اتفاقية فيينا، ستبقى إيران «دولة حافة نووية» لمدة 15 سنة، لكن خلالها طوّرت إيران قدرة صاروخية تسيارية (بالستية) عابرة، كما فعلت كوريا الشمالية، التي صارت دولة نووية فعلية.. فاهتزت آسيا!
لم تعد الطائرات هي من تلقي القنابل النووية، لكن صارت الصواريخ العابرة من تحملها، فإن انتهى أجل اتفاقية فيينا كانت صواريخ إيران قادرة على حمل القنابل النووية، كما هو حال صواريخ إسرائيل، الدولة الوحيدة النووية الحربية في المنطقة.

في هذه الحال، سيسود «سلام مسلح» نووي، يحمي حروب التدخل الإيرانية، لكن يمنع إسرائيل من شنّ حروب كلاسيكية منتصرة على الجيران.
بعد اتفاقية فيينا النووية، بتصديق من إدارة أوباما، عارضت إسرائيل وحدها الاتفاقية، وذهب نتنياهو إلى الأمم المتحدة يعرض المخاطر على إسرائيل، لكن إسرائيل مهّدت لانسحاب أميركا من الاتفاقية بأمرين: «سرقت» بعملية جاسوسية فذّة وثائق نووية إيرانية قيل إنها حديثة لعام 2016، أي بعد اتفاقية فيينا؛ والثاني أن إسرائيل ألقت قنبلة أميركية الصنع خارقة للتحصينات على مواقع إيرانية في سورية، زنتها نصف طن، بينما تملك أميركا، وحدها، قنابل خارقة للتحصينات وزنها طن واحد.

سيقال إن حرباً إسرائيلية على إيران قادرة على تعويقها امتلاك قنبلة نووية مدة 2-3 سنوات، لكن مع عقوبات اقتصادية دولية على إيران، قد لا تكون قادرة على ذلك.
الخطير في أمر الانسحاب الأميركي من اتفاقية فيينا هو تسليحه بالعقوبات، التي ستنصاع إليها الشركات الغربية، وحتى الشركات الروسية والصينية واليابانية، وإلاّ خضعت بدورها للعقوبات الأميركية. هذه حرب اقتصادية، أيضاً!
الخطير أكثر، أن ثلاث دول عربية تدعم الانسحاب الأميركي المسلح بالعقوبات الاقتصادية، وبذا يصير الكلام عن حلف أميركي ـ إسرائيلي ـ عربي سنّي واقعاً يؤثر على «حل الدولتين»!

الانسحاب الأميركي غير المسلح بالعقوبات لا تأثير كبيراً له، لكن معارضة دول أساسية في الاتحاد الأوروبي معارضة سياسية، غيّر قدرة شركات هذه الدول على تحدّي فرض عقوبات عليها.

الشعب الإيراني كان مع اتفاق فيينا، على أمل رفع العقوبات. خاب أمله، وأميركا وإسرائيل وبعض دول الخليج تراهن على انهيار النظام تحت وطأة تشديد العقوبات.

لم تعد الحرب احتمالاً، لكن السؤال عن مداها وأطرافها، وهل تكون محدودة أم شاملة، وهل ستدور على أرض سورية، أم تشمل إيران وإسرائيل ودول الخليج، أيضاً.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

5  1 – 1 5  1 – 1



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday