فلسطين وترامب استمطار  السراب
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

فلسطين وترامب: استمطار .. السراب؟

 فلسطين اليوم -

فلسطين وترامب استمطار  السراب

بقلم : حسن البطل

"بخبخت"السماء في آذار "أبو الأمطار"كأنها "رشرشات"ماء على بسطة بائع خضار ورقية هشة.

أما في سماء سحاب ماطر، فيقولون: إن الرعد يلي البرق.. هذا، إن كانت مكالمة هاتفية من الرئيس ترامب إلى الرئيس عباس تشبه برقاً في سماء علاقة رسمية أميركية مع الرئاسة الفلسطينية.

في الواقع، كان ترامب "أرعد"قبل برق الدعوة للبيت الأبيض، عندما تعهد، في حملته الانتخابية وبعد انتخابه، أن يحل معضلة السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي بـ»صفقة"تاريخية لم يسبقه إليها رئيس أميركي، منذ أن كان سلفه بيل كلينتون عراب اتفاقية أوسلو.

هل حجز صاحب الدعوة مقعداً أو موعد إقلاع، كما تفعل شركات الطائرات لمسافريها، أم أن الزيارة الرسمية الرئاسية الفلسطينية ستكون على قائمة الانتظار ـ ويتنغ ليست"المزدحمة للرئيس الـ45 للولايات المتحدة المتقلّب!

عندما كان أبو مازن أول رئيس وزراء في حكم ياسر عرفات في العام 2003، تلقى دعوة من الرئيس جورج بوش ـ الابن، وسبق للرئيس عرفات أن زار البيت الأبيض مراراً في ولاية الرئيس كلينتون، ولكن ذلك لم يكن بمراسيم رئاسية بروتوكولية، ولم تكن الإدارة الأميركية طرحت مشروع "الحل بدولتين"عام 2003، بعد طرح مشروع السلام العربي في العام 2002.
في ولاية ثانية لبوش الابن، اقترح على مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس في ولايته الأولى، أن تتولى حقيبة الخارجية، فاشترطت لقبولها أن يكون رئيسها جاداً في مشروع "الحل بدولتين».. وهكذا عقدت قمة أنابوليس ثم مفاوضات عباس ـ أولمرت.

بناء على طلب فلسطيني أن تفسر السيدة رايس حدود دولة فلسطين، قالت: إنها تشمل الضفة الغربية المحتلة كلها، بما فيها القدس الشرقية، وأيضاً منطقة اللطرون "المحايدة»، أي دولة متصلة ـ متواصلة جغرافياً.

.. لكن الرئيس بوش، في ولايته الثانية، كافأ رئيس الحكومة شارون على انسحابه من غزة، و»انطوى"عن مستوطنات في محافظة جنين، بقبوله تعديلات حدودية متفاوض عليها حول كتل استيطانية إسرائيلية.

نتيجة ذلك، صرح شارون في أحد مؤتمرات هرتسليا للأمن القومي، بأن الضفة الغربية واقعة "تحت الاحتلال.. نعم احتلال».. وليست "أرضاً محررة لا تُعاد»!

ترامب، الذي تحدث عن "سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"وعن عزمه تنفيذ قرار الكونغرس عام 1985 بنقل السفارة الأميركية للقدس، وعن "صفقة"تراجع عن "حل الدولتين"و»خيّر الإسرائيليين والفلسطينيين وحيّرهم"بين حل الدولتين وحلّ الدولة الواحدة!

الاستيطان اليهودي تمادى كثيراً، منذ ولاية كلينتون إلى ولاية بوش الابن، وولاية أوباما، وتضاعفت أعداد المستوطنين ثلاث مرات من 200 ألف إلى 600 ألف.

واقعياً، تحول الأمر من "جدل"حجم الانسحاب الإسرائيلي إلى "جدل"إسرائيلي حول "حجم"الضم .. ومن الكتل إلى المنطقة (ج) ومنها إلى الضم الكامل.

بدلاً من "تجميد"الاستيطان، حيث هدّد أوباما نتنياهو في أول لقاء بينهما: لا تبني حتى "طوبة واحدة"جديدة Not one Brick، يقترح ترامب على نتنياهو في أول لقاء بعد انتخابه "تحجيم"الاستيطان، أي إطلاقه في الكتل الاستيطانية، والبناء في مستوطنات شرق الجدار دون إضافة مستوطنة أخرى!

هذا يعني أكبر عدد من المستوطنين في أقل مساحة للاستيطان، رداً على مفهوم إسرائيل للاستيطان: أكبر مساحة من الأرض بأقل عدد من السكان الفلسطينيين.

هناك من اقترح كونفدرالية فلسطينية ـ إسرائيلية، أو ثلاثية مع الأردن، حتى قبل أوسلو. بعد أوسلو صارت فلسطين وإسرائيل كونفدرالية ولكن في الزيارات الأجنبية للبلدين، أي ساحة دبلوماسية ـ سياسية واحدة.

نعرف أن علماء الأنواء يستمطرون السحاب بزرعه بعناصر فيزيائية، وينجحون إلى هذه الدرجة أو تلك، لكن الرئيس ترامب كأنه يحاول استمطار السراب، لأن تخيير الجانبين بين دولتين أو دولة لا يمكن استمطاره بـ "صفقة"سياسية على غرار صفقات الشركات التي هي اختصاص المليونير ترامب.

لحل الدولتين شروطه الفلسطينية والدولية، كما في القرار 2334 وهو ما ترفضه إسرائيل؛ ولحل الدولة الواحدة شروطه الفلسطينية وهو ما ترفضه إسرائيل، أيضاً.

كان الرئيس أوباما منح إسرائيل "صفقة"أمنية عشارية السنوات وغير مسبوقة بقيمة 38 مليار دولار، دون أن توافق إسرائيل المتملصة على "صفقة"سياسية لحل الدولتين. ربما كان على ترامب أن يطرح في "صفقته"على إسرائيل بدلاً من "تحجيم"الاستيطان، مبلغاً مماثلاً على مدى سنوات لإجلاء المستوطنين شرق الجدار وفق مبدأ "إخلاء ـ تعويض»، مرفوقاً بتعديلات حدودية متبادلة للكتل.

ورد في مصادر إسرائيلية أن المبعوث "المستطلع"للرئيس ترامب اقترح شروطاً على السلطة الفلسطينية، فإن وافقت عليها أو بعضها، ستعود إدارة ترامب إلى سكة "الحل بدولتين»، ومن ثم سيحدد ترامب موعداً في "قائمة الانتظار"لزيارة رئيس السلطة، أو "السيد الرئيس"كما وصف ترامب أبو مازن، إلى واشنطن والبيت الأبيض.

الخطير في الأمر، أن مطلب ترامب "تحجيم"الاستيطان يترتب عليه تفاهمات أميركية ـ إسرائيلية، وحتى لجنة مشتركة؛ ومن اعتبار أميركا أن الاستيطان "غير شرعي"إلى مشاركة أميركية في رسم حدود الاستيطان.

خلال جولة الشهور التسعة الفاشلة للسيد كيري، تناول سندويش شاورما في رام الله، أما غرينبلات، فكانت جولته الاستطلاعية رسمية وغير رسمية، شملت زيارة مخيم الجلزون، واجتماعاً مع قادة المستوطنين.

سيرفع غرينبلات تقريره للرئيس ترامب، وفي ضوئه قد يشمّر عن ساعديه لعقد اجتماع عالي المستوى في عمّان خلال حزيران لعرض تفاصيل وخطوات برنامج "الصفقة».. وعلى الأغلب لن تكون مثل استمطار السحاب، بل استمطار السراب، أو "فركة أذن"لإسرائيل ولكمة مؤلمة لفلسطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين وترامب استمطار  السراب فلسطين وترامب استمطار  السراب



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday