المشتركة مشتركتان
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

المشتركة مشتركتان؟

 فلسطين اليوم -

المشتركة مشتركتان

بقلم : حسن البطل

عماد شقور، ابن سخنين، سيصوّت للجبهة، ونضال وتد، ابن جت، سيصوت للتجمع. أعرف الأول من نضاله السياسي في م.ت.ف، وكتاباته في «القدس العربي». أعرف الثاني من كتاباته في «العربي الجديد».

في 23 كانون الثاني 2015 تشكلت «القائمة المشتركة» البرلمانية العربية من أربعة أحزاب. وأحرزت في انتخابات 17 آذار 2015 للكنيست الحالية 13 مقعداً، ما جعلها القوة البرلمانية الثالثة.

منذ ذلك الوقت، تشير استطلاعات الرأي في إسرائيل إلى ثبات في عدد مقاعد «المشتركة» من 12 ـ 13 مقعداً؛ وإلى تذبذب شديد في توزيع مقاعد الأحزاب اليمينية في الكنيست، التي تشكل الكنيست الأكثر يمينية، وكذا الحكومة الأشدّ يمينية.

عشية انتخابات 2015، أطلق نتنياهو صرخة كاذبة: «العرب يتدفقون على الصناديق بسيارات اليسار»، والحقيقة أن اليهود تدفقوا عليها أكثر من الفلسطينيين العرب.

المهم، أن صرخة نتنياهو قلبت نتائج التوقعات لصالح الليكود ولغير صالح حزب العمل (30 مقعداً مقابل 26 مقعداً).

التحقيقات الشرطية الجارية في فساد نتنياهو وبطانته قد تهدد بمحاكمته وإقالته، لكن الاستطلاعات تميل إلى فوز أحزاب اليمين مرة أخرى.

بين كنيست العام 2015 وحكومتها بالتالي، أجرى حزب «العمل» انتخابات لرئاسته، وفاز الشرقي المغربي آفي غباي، الوجه الجديد، على منافسه الأكبر الشرقي اليميني عمير بيرتس، واستقال الأشكنازي رئيس الحزب اسحاق هيرتسوغ، نجل الرئيس السابق حاييم هيرتسوغ.

في تصريحات متتالية، كشف الفائز عن سياسته المستقبلية إزاء السلام «لا يوجد شريك فلسطيني»؛ وإزاء حكومة تخلف حكومة اليمين «لا ارى في القائمة المشتركة شريكاً محتملاً في ائتلاف مستقبلي».

ردّ رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، بقوله إن غباي لن يحصل على دعم القائمة «لأن الأصل العنصري للحكومة الحالية أحسن من ظلها الباهت».

من بين الأحزاب الإسرائيلية، هناك، ثلاثة فقط تجري فيها انتخابات ديمقراطية (الليكود، العمل، وميرتس) وكذا في القائمة المشتركة، أو بالذات عمادها «الجبهة الديمقراطية» التي انتخبت لرئاستها أيمن عودة.

في انتخابات العام 2015 كان هناك خلاف بين أحزاب «المشتركة» بين «الجبهة» وبعض أحزابها حول اتفاقية توزيع الأصوات الفائضة مع «ميرتس» كما ترى «الجبهة» وفي النتيجة ذهبت فوائض الصوت بشكل مقعدين لصالح الحزب الأكبر الفائز وهو الليكود (30 مقعداً).

على الأغلب، قد يُدان ويُحاكم ويُقال زعيم حكومة اليمين نتنياهو، لكن لن يفوز غباي بتشكيل ثالث حكومة بقيادة حزب «العمل» منذ العام 1991، أي منذ حكومة رابين المتحالفة مع «ميرتس»، التي فازت بتصديق الكنيست على اتفاقية أوسلو بفضل أصوات النواب العرب؛ علماً أن ايهود باراك، خسر الانتخابات، رغم أن العرب منحوه 95% من أصواتهم، لما كان انتخاب رئيس الحكومة يمر عبر التصويت الشعبي.

يفكر غباي أن يجذب إليه الحزب الثاني «يوجد مستقبل ـ يش عتيد» برئاسة يائير لبيد، الذي انعطف مثله من تراث والده العلماني، يوسف (تومي) لبيد، إلى تملق موجة الاتجاه اليهودي، كما يفكر بجذب الجنرال موشي يعالون، أحد الأعضاء القدامى في الحزب، الذي انضم لليكود بعد الانتفاضة الثانية، وأيضاً تسيفي ليفني، زعيمة «كديما» المتهاوية وحزب «الحركة» حالياً المؤتلف مع «العمل» في»الاتحاد الصهيوني».

إن رئيس حزب يرفع شعار «لا يوجد شريك فلسطيني» سوية مع شعار «لا ائتلاف مع (القائمة المشتركة)» لن يكون، على الأرجح، أول رئيس وزراء شرقي الأصول لإسرائيل.

ترفع «الجبهة» التي تضم بين نوابها يهودياً هو دوف حنين، شعار «بناء ائتلاف يساري مع (ميرتس)» بالذات، وشخصيات يسارية أخرى، وهذا ما لا توافق عليه بعض أحزاب «المشتركة»، وخصوصاً نواب الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية.

هناك من بين المصوّتين الدائمين «للجبهة» مثل عماد شقور من يفضّل أن تصبح «المشتركة» مشتركتين، لأن خسارة بعض أحزابها قد يعوّضه التحالف الانتخابي مع «ميرتس» بأصواتها الـ 4-5، وأيضاً صوت شخصيات يسارية صهيونية، مثل تيار ابراهام بورغ، ابن رئيس حزب «المفدال» الديني السابق الوزير يوسف بورغ، وهو رئيس الكنيست السابق الذي انضم لعضوية «الجبهة».

قبل تشكيل «المشتركة» توصّل الفلسطينيون في إسرائيل إلى تشكيل إطارات ائتلافية، مثلك اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي العربية، ولجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، وبالذات «لجنة المتابعة» وهي برئاسة رئيس «الجبهة» السابق، محمد بركة، وهي لن تتأثر كثيراً، أو تنفرط بفضّ الشراكة في «المشتركة» وتشكيل قائمتين حزبيتين عربيتين.

منذ كان حزب «راكاح» وحده يمثل الصوت العربي في الكنيست، إلى «الجبهة» التي تقود «المشتركة» وهو وفيّ لشعاره: «السلام والمساواة»، وصار ائتلاف «المشتركة» يشترك مع أهداف السلطة الفلسطينية في إقامة دولة فلسطينية، وتفكيك المستوطنات، ومسألة القدس، وحل عادل لمشكلة اللاجئين.

كان حزب «العمل» في ما مضى، يستقطب معظم أصوات العرب، وصارت القائمة المشتركة هي التي تستقطبهم، وقد يخسر «العمل» ما تبقى من أصوات عربية بعد تصريحاته اليمينية، ويذهب بعضها إلى «المشتركة أو «المشتركتين» ليبقى النواب العرب القوة البرلمانية الثالثة.

في انتخابات العام 1977 حصل انقلاب سياسي وأيديولوجي وفاز «الليكود» بفضل أصوات الشرقيين التي استخفّ بها حزب «العمل» لكن «الشرقي» غباي في رئاسة حزب العمل، لن يستطيع «فرملة» اتجاههم إلى أحزاب اليمين رافعاً شعارات «لا يوجد شريك فلسطيني» ولن أشكل ائتلافاً مع «القائمة المشتركة»؛ وإن كسب «يوجد مستقبل» الذي يرفع زعيمه يائير لبيد شعار:  «لا يوجد ما يجمعني مع (الزعبيين) نسبة للنائب حنان الزعبي، فقد تجاوزه آفي غباي من اليمين: «لا ائتلاف مع (القائمة المشتركة)» التي تقود «الجبهة» بائتلاف مع ما تبقى من اليسار الصهيوني وغير الصهيوني.

يتعرض نواب المشتركة إلى انتقادات حادة من باقي أحزاب اليمين، وصلت إلى المطالبة بإخراجهم من الكنيست، لتغدو «ديمقراطية باليهود ولليهود» فقط، وبذلك لا ديمقراطية في إسرائيل إلاّ بوجود العرب في الكنيست.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشتركة مشتركتان المشتركة مشتركتان



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday