ديسمبر الكبير
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ديسمبر الكبير !

 فلسطين اليوم -

ديسمبر الكبير

بقلم : حسن البطل

«المصالحة: أوسلو فلسطينية ـ فلسطينية» كانت العبارة «بوست» عقّب البعض عليه: هذا خطير ويصلح مقالاً. لم أفعل. «موقع الصلحة من الصفقة» كان عنوان عمود لاحق. «المشتركة مشتركتان» كان هذا عنوان عمود حول اجتهادات رأي مختلفة في «القائمة المشتركة» العربية، بخصوص التحالف الانتخابي مع حزب «ميرتس» بدءاً من توزيع فوائض التصويت.

المصالحة كناية عن اتفاق مبادئ، شأنها شأن مبادئ اتفاق أوسلو، من المأمول أن تكتمل في كانون الأول ـ ديسمبر. موقعها من «الصفقة» أكدته تصريحات لاحقة أميركية، من المبعوث الخاص جيسون غرينبلات، ومصادر في الخارجية الأميركية.. والأهم، إماطة اللثام بالأمس عن فحوى خطة «الصفقة» للرئيس ترامب.

قوام الخطة هو معادلة نصف ـ نصف (فيفتي ـ فيفتي) بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. حسب تسريبات أميركية فإن رئيس السلطة معنيّ باتفاق؛ ورئيس حكومة إسرائيل غير معني بخلاف مع إدارة ترامب!

موعد إعلان خطة الصفقة هو نهاية كانون الأول ـ ديسمبر، وتتوقع صحيفة «إسرائيل هايوم» المقربة من نتنياهو أن يسبب إعلانها «زلزالا سياسياً» في إسرائيل!

أولاً، لماذا تحديد نهاية العام الجاري موعداً لإعلان خطة الصفقة؟ فلسطينياً قد يقال إن العام 2017 هو مرور قرن على «وعد بلفور» ونصف قرن على احتلال إسرائيل لما تبقّى من أرض ـ فلسطين. أميركياً، ربما أن ترامب حدّد ديسمبر لأنه يتوسط انتخابه في تشرين الثاني (يوم الثلاثاء الكبير من الشهر) وتتويجه في 20 كانون الثاني ـ يناير. تحدث عن صفقة قبل انتخابه وبعده.

في مرور عام على ولايته، يريد ترامب أن ينجز ما قصر في تحقيقه رؤساء سبقوه (كلينتون.  بوش ـ الابن.. وبالذات أوباما). لماذا أوباما بالذات؟

فاز أوباما بـ «نوبل للسلام» على نيّاته، ويريد خلفه المثير للجدل في أميركا والعالم أن يستحقها على أعماله في حلّ ما يصفه بأصعب وأعقد المشاكل الدولية.

على خلاف سابقيه، لم يرسل ترامب وزراء خارجية أو جنرالات إلى إسرائيل وفلسطين والمنطقة، بل شكل فريقاً ثلاثياً يهودياً على وجه السرعة، خلافاً للبطء والتردد والتقلب في شغل مناصب رئيسية في إدارته.

ليس أولبرايت، أو رايس، أو كيري.. وليس، أيضاً، ريكس تيلرسون المعني بأزمة قطر، أو خلاف ترامب مع رئيس كوريا الشمالية (طالب تيلرسون بالحوار مع بيونغ يانغ فوبخه ترامب، وقال له، بغير تهذيب، أن «اخرس» أو «شات أب». هل تذكرون؟ كان قد مدح الرئيس كيم ثم هدده بالسحق والمحق!

أبرز اليهود الثلاثة في طاقم الإعداد للصفقة هو جيسون غرينبلات، وهو كأنه مقيم في المنطقة، كما كان توني بلير مندوب «الرباعية»، لكن هذا مندوب شخصي لترامب.

ليس في تشكيل هذا الثلاثي مصادفة ما، بل تعمّد لطمأنة إسرائيل التي شملت انسحاب واشنطن من منظمة «اليونسكو» وأمور أخرى.

موقع الصلحة من الصفقة أكدته، أخيراً، تصريحات «مسؤول كبير» في البيت الأبيض (لا وزارة الخارجية!) أنها «فرصة إيجابية للسلام، وأن إدارة ترامب مصممة على إعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة». لماذا؟

لأن صفقة القرن تبدأ بحل مشكلة فلسطينية ـ فلسطينية، ومن ثم تمهّد لحل المشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية ضمن إطار حل إقليمي شامل، أي دمج مبادرة السلام العربية في حل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي كما تردد من قبل كثيراً، والآن بناء محور عربي معتدل في تحالف أميركي ـ سنّي ـ إسرائيلي ضد الإرهاب وإيران و»حزب الله».

في الواقع، منذ ما عرف بـ «النقطة الرابعة» الأميركية، ومشروع جونستون لتقاسم مياه نهر الأردن، ومبادرة وليم روجرز، فالولايات المتحدة سعت إلى حل إقليمي، لكن الظروف الآن اختلفت، أو نضجت بالأحرى.

من هنا حتى ديسمبر ستتشكل حكومة توافق وطني فلسطينية تخلف حكومة الوفاق. أما في إسرائيل فإن نتنياهو يسعى، عبر مقربيه، إلى تجاوز المطالبات بإقالته عبر سن قانون يمنع محاكمة رئيس الوزراء أثناء خدمته. إذا لم يشرّع ما يعرف بـ «القانون الفرنسي» فإن نتنياهو سيدعو إلى انتخابات مبكرة، وفق إعادة العمل بنسبة الحسم للكنيست من 3,25% الحالية، إلى 2% السابقة، ما يعني تفتيت بعض الأحزاب، ومن ثم يشكل نتنياهو حكومة جديدة تقلل من اعتماده على ائتلاف من الأحزاب الحالية، وتشكيل حكومة عمادها الليكود ـ العمل، مع جنوح رئيس «العمل» الجديد آفي غباي إلى اليمين والاستيطان.

مع هذا الجنوح، سيخرج بعض «العمل» من صفوفه إلى الائتلاف مع «ميرتس» التي ستمنح أصواتاً برلمانية لقبول نتنياهو بـ «صفقة القرن» الأميركية.

واشنطن تفضّل حكومة يمينية معدّلة في إسرائيل، لأن حكومة يسارية لن تستطيع تمرير قبول «الصفقة» في الكنيست، كما تفضّل حكومة وفاق فلسطينية مع «حماس» تلتزم بأوسلو وشروط «الرباعية».

ما هو التغيير؟ سابقاً كانت الإدارات الأميركية مع مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية مباشرة إذا نجحت ستوافق عليها واشنطن. هذه المرّة يريد ترامب مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية مباشرة وقصيرة، ولكن تحت سقف «صفقة القرن».

موجز الصفقة هو وضع السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي تحت مظلة سلام عربي ـ إسرائيلي يشمل تطبيع العلاقات بين محور الاعتدال العربي ـ السنّي وإسرائيل. الفكرة ليست جديدة، لكن ظروف وشروط تمريرها هي المستجدة في دول المنطقة.

مع ذلك، فإن نتنياهو لن يقول «لا» لصفقة «نصف ـ نصف» فقد يدعو إلى انتخابات مبكرة آخر هذا العام أو مطلع العام المقبل، وخلالها قد لا يبقى الرئيس ترامب في منصبه، بينما يشكل نتنياهو حكومة أكثر يمينية وتطرفاً من حكومته الحالية.

إنها فترة شهور حرجة، ستدور فيها لعبة عضّ أصابع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبين السلطة وبعض الدول العربية، هذا إن لم تصرف مشاكل أميركية ـ داخلية أو مشاكل أميركية ـ عالمية الرئيس ترامب عن «ديسمبر الكبير» الإقليمي ـ الفلسطيني ـ الإسرائيلي.. إنه رئيس مُتقلِّب و»غير شكل».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديسمبر الكبير ديسمبر الكبير



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday