العودة عودات
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

العودة عودات !

 فلسطين اليوم -

العودة عودات

بقلم : حسن البطل

ما الفرق بين «يعرف» و»يعلم»؟ قد «يعرف» المرء إذ يسمع أو يقرأ، لكن إن رأى رؤية العين فهو «يعلم».

كان هذا جوابي على سؤال فيسبوكي طرحه الإعلامي الفلسطيني ـ الأسترالي النشيط، يوسف الريماوي، الذي يتقن الإنكليزية والعربية.
كنتُ أعرف أن العودة عودات: اللاجئون، النازحون.. والمُهَجَّرون.. أنا لاجئ من زمن النكبة، وعائد إلى «الجزء المتاح» من الوطن بعد أوسلو، وهناك النازحون بعد نكسة حزيران إلى الأردن، ورفعوا في عتليت المُهَجَّرة ـ المُدَمَّرة منذ النكبة في مظاهرة الـ 30 ألفاً شعاراً يقول: «لا عودة عن حق العودة»، بعد يوم واحد من احتفال إسرائيل بسبعينية قيامها حسب التوقيت العبري. بحرٌ من الأعلام الوطنية ترفرف في عتليت الكنعانية على ساحل البحر، ونشيد «موطني» وكوفيات على الأعناق.

لا «أعرف» هل أنّ «المُهَجَّر» قاسم شعبان كان مشاركاً، لكن هذا المدير الفني، آنذاك، لـ «بيت الكرمة» قادنا، قبل الانتفاضة الثانية، من مكتبه في حيفا إلى بيته في «شَعَب» الجليلية، وفي الطريق ألقى تحية على قبر جدّه في قرية الدامون المُهَجَّرة.
العودة عودات، وحوالى ربع الفلسطينيين في إسرائيل هم مُهَجَّرون عن قراهم الأصلية منذ النكبة.
في سبعينية إقامة إسرائيل، نظمت «جمعية الدفاع عن حقوق المُهَجَّرين» مسيرتها الشعبية إلى عتليت، جنوب حيفا (17كم)، وإلى شمالها قليلاً طيرة الكرمل حيث ولدت العام 1944، والتي سقطت حرباً في 18 تموز 1948، وليس فيها سوى عائلة فلسطينية واحدة الآن!
في الصور المنشورة عن المسيرة إلى عتليت الكنعانية منذ 10 آلاف عام رأيتُ أن كل المشاركين فيها تقريباً ولدوا بعد عام النكبة.

ينوي الفلسطيني ـ الفرنسي، المولود في دوما السورية، محمد الأبطح، قريب العائلة الفلسطينية الوحيدة في الطيرة، أن يشارك في مسيرة النكبة يوم 15 أيار، ومعه زرنا الطيرة وهي الزيارة الثالثة لي لعائلة الأبطح المقسومة بين الشتات العربي والباقية في الطيرة، وكذا مع الطيراوية ساهرة درباس المُهَجَّرة إلى حيفا، وهناك فرع من عائلة الدرباس في مدينة دوما السورية، من أصدقاء طفولتي.

في حوزتي، بعد أوسلو، رقم وطني وهوية السلطة الفلسطينية؛ ولمحمد الأبطح، أستاذ البيئة في جامعة فرنسية جواز سفر فرنسي؛ ولساهرة وشقيقها ناهد درباس جواز سفر إسرائيلي؛ وليوسف الريماوي جواز سفر أسترالي، ولابن حيفا المولود فيها قيس مراد جواز سفر سويدي.. والجميع فلسطينيون، معنيون بـ «لا عودة عن حق العودة» وأولها عودة «المُهَجَّرين» في إسرائيل إلى بعض قراهم، وهي نحو 50 قرية مُدَمَّرة ـ مهجورة، من أصل 450 قرية ومدينة كانت عربية فلسطينية قبل النكبة.

هذه السنة، أحيا الفلسطينيون في إسرائيل «يوم الأرض» في قرية سخنين، حيث أقيم فيها نصب تذكاري مهيب لشهداء «يوم الأرض» الستة، بتصميم مشترك بين عبد عابدي وغرشون غنيسبل، وصار «يوم الأرض»، يوماً وطنياً لعموم الشعب في البلاد والشتات، كما «يوم النكبة».

.. وهذه السنة، بدأت أسابيع مسيرات الفلسطينيين في قطاع غزة إلى «خط التحديد» يرفعون العلم ذاته الذي يرتفع في كل يوم أرض في الجليل، وارتفع على ساحل عتليت.

لماذا اضطر الفلسطيني ــ الإسرائيلي الهوية قاسم شعبان إلى الهجرة لشقة صغيرة في قرية شَعَب، بدلاً من العودة وبناء بيت في أراضي جدّه بالدامون؟ ولماذا لا يعود المُهَجَّرون من قرية عين حوض، قضاء حيفا، إلى قريتهم، والمُهَجَّرون من إقرث وكفر برعم إلى قريتهم، وحتى أهل لفتا إلى قريتهم؟

تقول دراسة إن حق عودة اللاجئين إلى قراهم الأصلية يمكن أن يمارسه 400 ــ 600 ألف لاجئ خلال عشرين سنة، وهذا لا يخل بالأغلبية اليهودية في دولة إسرائيل، التي تمنع عودة ربع مليون فلسطيني مُهَجَّر منذ النكبة إلى قرى مُدَمَّرة أو مخلاة في إسرائيل.

إسرائيل تعارض «حل الدولتين» كما تعارض حل الدولة الواحدة، وكذا حق العودة، سواء للاجئين في مناطق السلطة، أو للنازحين إلى الأردن، كما تعارض عودة الفلسطينيين المُهَجَّرين إلى ما يمكن من قراهم الأصلية. صديقي عاد من زيارة ترشيحا بحجر بناء من بيت والده المهدوم!

في سبعينية إسرائيل ونكبة الشعب الفلسطيني، نشروا إحصائية عن عدد اليهود وعدد الفلسطينيين فيها في العام 2048، حيث سيبلغ عدد اليهود أكثر من 15 مليوناً، بينما الفلسطينيون فيها أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون.

خلال سبعين سنة من النكبة، بنت إسرائيل مئات المدن والبلدات والقرى لليهود فيها، ولكن لم تبنِ مدينة ولا قرية للفلسطينيين فيها.

حق العودة ـ العودات، يبقى مطلب الفلسطينيين اللاجئين منهم، والنازحين والمُهَجَّرين. الكبار ماتوا.. والصغار لا ينسون!

شعب فلسطين حي، وقضيته حيّة، وهذه الأرض لمن يحبها أكثر في النهاية. وفي سبعينية إسرائيل، قال ديفيد غروسمان: «إسرائيل حصن ولكن ليست وطناً بعد» ولن تصير كذلك قبل أن يقام وطن للشعب الفلسطيني.
اليهودية العالمية صار في مقابلها الفلسطينية العالمية.

المصدر :جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة عودات العودة عودات



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday