كوريّتان، نمران اقتصادي ونووي
آخر تحديث GMT 11:33:52
 فلسطين اليوم -

كوريّتان، نمران: اقتصادي ونووي!

 فلسطين اليوم -

كوريّتان، نمران اقتصادي ونووي

بقلم : حسن البطل

خلّينا نشرّق إلى أقصى شرق آسيا، فقد نتلمّس كيف سيكون المخرج من إعادة بحث الملفّ النووي الإيراني، في أقصى غرب آسيا!

في شبه الجزيرة الكورية، المفصولة بخط عرض جغرافي وهمي، ولكن بنظامين سياسيين واقتصاديين، التقى الرئيسان الشمالي والجنوبي عند قرية الهدنة «بانمو نجوم» الفاصلة بين البلدين، منذ الحرب الكورية 1950 ـ 1953.

الرئيسان الشيوعي والرأسمالي أهديا الشعب الكوري المقسوم في دولتين نقل حال الهدنة إلى حال السعي للتوصل إلى سلام. هذه قمة «تاريخية» هي الثالثة بعد قمتين عامي 2000 و2007، وأهديا مفتاح قمة «تاريخية» لاحقة بين الدكتاتور النووي كيم الثالث وكيم جونغ أون، والرئيس ترامب الـ45 لأميركا.
كيم الأول الجدّ، كيم إيل سونغ، وضع مبادئ «زوتشة» الخمسة، واحد منها يحلم بإعادة توحيد الوطن الكوري. أمّا كيم الثالث، الحفيد، فتحدّث إلى نظيره الجنوبي كما تتحدث الدول العربية عن «الدم الواحد، واللغة الواحدة، والتاريخ المشترك والثقافة الواحدة.»

انتهت الحرب العالمية الثانية إلى تقسيم ثلاث دول: فيتنام، ألمانيا، كوريا. الأولى استعادت وحدتها القومية بعد حرب ضروس، وبزغ «قمر فيتنام» الموحّدة عام 1975. الثانية استعادت وحدتها سلماً، دون طلقة واحدة، وانهار جدار برلين التي عادت عاصمة تاريخية لألمانيا الموحّدة والرأسمالية.
في زمن الحرب الكورية، التي كانت أهلية وعالمية كان الاتحاد السوفياتي صوتاً وحيداً بين خمسة أعضاء في مجلس الأمن لهم حق «الفيتو» على مشروع قرار أميركي بشن حرب، تحت راية الأمم المتحدة، لإنقاذ الجنوب من الشمال، وكانت غالبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة موالية للغرب، ومن ثم استخدمت أميركا بند «متّحدون من أجل السلام» للتغلب على «الفيتو» السوفياتي.

في أزمة المشروع النووي الإيراني صارت تركيبة مجلس الأمن هي صوت الصين ـ بكين الذي أزاح صوت «الصين الوطنية ـ فرموزا» وتغيّرت تركيبة أعضاء الجمعية العامة. لذلك كان اتفاق فيينا النووي خارج مجلس الأمن ودول الفيتو الخمس، مضافاً إليها صوت ألمانيا.. والجمعية العامة.
انتهت الحرب الكورية إلى كوريتين، وإلى نصيحة الجنرال ماك ـ آرثر إلى ولده: «إياك أن تخوض حرباً برية في آسيا»، لكن أميركا خاضت حروباً آسيوية لاحقة في فيتنام وأفغانستان والعراق، ولن تخوض حرباً أخرى في كوريا. لماذا؟ لأن دولة سلالة كيم تحوّلت، شيئاً فشيئاً، منذ العام 2007 إلى قوّة نووية.

في المقابل، تحوّلت سيئول، منذ العام 1968 إلى نمر اقتصادي آسيوي آخر، بعد أن كانت متخلفة أكثر حتى من السودان.

منذ الحرب الكورية و»هدنتها» انضمت موسكو وبكين وإسلام آباد إلى النادي النووي، ولحقتها بيونغ يانغ، التي اجتازت الحافة النووية، كما انضمت سيئول إلى النمور الاقتصادية الآسيوية، وصارت الصين بمخالب وأنياب نووية و»تنّيناً» اقتصادياً يحتل المرتبة الاقتصادية الثانية عالمياً.
العقوبات الاقتصادية على بلاد كيم الثالث لم تفلح في منعها من اجتياز الحافة النووية إلى النادي النووي، لكن عندما وصلت مدايات الصواريخ النووية الكورية إلى أميركا، وافقت الصين على تشديد العقوبات الاقتصادية على بيونغ يانغ، وهي شريكتها الاقتصادية الأولى.

مفهوم أن بكين لعبت دور الوساطة والتوفيق في تهدئة رقصة الحرب الكورية النووية الثانية بين بلاد كيم وبلاد ترامب، أي بين القوي والذكي كيم الثالث والرئيس الأقوى والأحمق في البيت الأبيض بعد أن تبادلا الإهانات الشخصية والعراضات النووية.

القمة الكورية الثالثة نقلت حال هدنة منذ العام 1953 إلى حال السعي للسلام بين الكوريتين. في هذه الأثناء صارت فيتنام الموحّدة مشروع نمر اقتصادي آسيوي آخر، وزارت حاملة طائرات أميركية ميناء دانانغ الفيتنامي، حيث دارت أقسى معارك حرب توحيد الجنوب بالشمال، دلالة انعطاف فيتنام الموحّدة من الاقتصاد الاشتراكي إلى العولمة الاقتصادية الرأسمالية!

صارت ألمانيا الموحّدة الرأسمالية أقوى دول أوروبا اقتصادياً، ومن سياسة «الانفتاح نحو الشرق» في عهد المستشار الاشتراكي الغربي براندت إلى المستشارة الألمانية ميركل القادمة من ما كان ألمانيا الشرقية.

بعد القمة الكورية الثالثة، الأكثر دفئاً قومياً، تحدّث الرئيسان عن الانتقال من حال الهدنة إلى حال السعي لاتفاق سلام ونزع الأسلحة النووية.
الهدنة استمرت 65 سنة، والسعي إلى السلام ينتظر هدنة بين بلاد كيم الثالث وبلاد دونالد الثاني، الرئيس الـ45 لأميركا.

ترامب يريد تعديل اتفاق فيينا مع بلاد الملالي، ومنعها من اجتياز الحافة النووية، بإضافة قيود اقتصادية على الصواريخ الإيرانية، لتبقى إسرائيل الدولة النووية الوحيدة في أقصى غرب آسيا.

فرنسا وألمانيا تسايران أميركا في مطلب تعديل اتفاق فيينا وليس نقضه، وكذلك تحجيم إيران داخل إيران، ووقف تمدّد أذرعها نحو البحرين المتوسط والأحمر.. وإلاّ، خنقها بعقوبات أقسى!

هل ستلي القمة الكورية قمة كورية شمالية ـ أميركية تقوم بتخفيف العقوبات عنها إذا سالمت كوريا الجنوبية التكنولوجية؟
السؤال: هل ستتغلب النزعة القومية الكورية على الخلاف السياسي ـ الاقتصادي ـ الأيديولوجي؟ وهل ستبتلع التكنولوجيا آخر الأيديولوجيات الماركسية ـ الماوية الباقية من زمن الحرب الباردة؟
العالم يجنح من الأيديولوجيا إلى التكنولوجيا، ومن اليسار إلى اليمين!

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوريّتان، نمران اقتصادي ونووي كوريّتان، نمران اقتصادي ونووي



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

الملكة رانيا تتألق بعباءة وردية مطرزة بلمسات تراثية تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ فلسطين اليوم
الإطلالات التراثية الأنيقة المزخرفة بالتطريزات الشرقية، جزء مهم من أزياء الملكة الأردنية رانيا ترسم بها هويتها في عالم الموضة. هذه الأزياء التراثية، تعبر عن حبها وولائها لوطنها، وتعكس الجانب التراثي والحرفي لأبناء وطنها وتقاليدهم ومهاراتهم في التطريز الشرقي. وفي احدث ظهور للملكة رانيا العبدالله خلال إفطار رمضاني، نجحت في اختيار إطلالة تناسب أجواء رمضان من خلال تألقها بعباءة بستايل شرقي تراثي، فنرصد تفاصيلها مع مجموعة من الأزياء التراثية الملهمة التي تناسب شهر رمضان الكريم. أحدث إطلالة للملكة رانيا بالعباءة الوردية المطرزة بلمسات تراثية ضمن اجواء رمضانية مميزة يملؤها التآلف، أطلت الملكة رانيا العبدالله في إفطار رمضاني، بعباءة مميزة باللون الوردي تميزت بطابعها التراثي الشرقي بنمط محتشم وأنيق. جاءت عباءتها بتصميم فضف...المزيد

GMT 11:57 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 18:05 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء غير حماسية خلال هذا الشهر

GMT 08:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العذراء" في كانون الأول 2019

GMT 10:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة وسلبية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 08:34 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 16:06 2016 الخميس ,25 آب / أغسطس

عين الزمان "استثمار السياحة الأثرية"

GMT 01:23 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود عباس يقلد السفير الياباني السابق نجمة الصداقة

GMT 09:54 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يحمل إليك هذا اليوم تجدداً وتغييراً مفيدين

GMT 18:53 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

لاعب البايرن يردّ على تصريحات لاعب السد

GMT 04:57 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد عديدة ومُذهلة لتناول القهوة على حركة الأمعاء

GMT 04:42 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

تدشين صالون ابن رشد في المجلس الأعلى للثقافة الأحد

GMT 01:23 2015 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أعمال النحات الأميركي ألكسندر كالدير تجسّد حركة الحيوانات

GMT 13:53 2015 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المطربة أحلام تنفي تسجيل أغنية باللهجة اللبنانية في بيروت

GMT 05:27 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

تعرفي على أسباب نزول الدم بعد الأربعين

GMT 17:51 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ماريو بالوتيلي يؤكد أن علاقته ببريندان رودغرز سيئة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday