من سيقطع دابر الداعشتانية
آخر تحديث GMT 18:50:45
 فلسطين اليوم -

من سيقطع دابر "الداعشتانية"؟

 فلسطين اليوم -

من سيقطع دابر الداعشتانية

حسن البطل

نال مخترع الـ د.د.ت جائزة نوبل في الكيمياء. الآن، يقولون إن الآثار الجانبية السيئة للاختراع، دفعت الى علاج بيولوجي للحشرات الضارة، وهي تسليط نوع على نوع، أي الحرب البيولوجية بديلاً من الكيميائية!
من سيقضي على "وباء" يسمى "الداعشتانية"؟ هل لا يفلّ الحديد غير الحديد، أي ما لا ينجح بقوة ينجح بقوة أكبر، أم بتسليط قوى "الإسلام المعتدل" على "الإسلام الجهادي"؟
يقول دعاة الإسلام المعتدل إن "الإسلام براء" من التطرف والغلو، ويقول نفر من المثقفين إن الظاهرة الداعشتية "منّا وفينا" أو "كل إسلام هو الإسلام" كما يقول صديقي التونسي محمد علي اليوسفي.
صار للداعشتية دولة خلافة، أو بلاد "داعشتان" على منوال الاشتقاق من أفغانستان، وهي تهدّد دول المنطقة، بل تهدّد العالم. وصارت مساحة دولتها تفوق مساحة بريطانيا.
تدعو أميركا الى ما يشبه "حلفاً عالمياً" ضد هذا الوباء، كما سبق وقادت حلفاً عالمياً ضد العراق، ومن قبل تحالفاً دولياً ضد النازية والفاشية. إسرائيل تدعو الى حلف إقليمي بينها وبين الدول الإسلامية السنية المعتدلة. فرنسا لا تستبعد مشاركة إيرانية في هذا الحلف. هل يمكن ضم إسرائيل وإيران في حلف عجائبي؟
لا أدري كيف سيعمل حلف يضم ايران الملالي والسعودية الوهابية، وإسرائيل اليهودية، لكن أساسه هو تسليط الضد على الضد، كما في العلاج البيولوجي للحشرات الضارة.
سيعمل هذا التحالف الغريب كما في مفهوم تشرشل: لا صداقات دائمة، بل مصالح دائمة، وسبق وان طبقته أميركا في العراق عندما شجعت القبائل والعشائر السنية على القتال ضد سيطرة "القاعدة" على مناطق في شرقي العراق. وباء الإيبولا لا يشكل تهديداً مثل الطاعون.
هل صار يبدو بن لادن معتدلاً قياساً بخليفته أيمن ظواهري، و"النصرة" معتدلة قياساً بـ "داعش" والأصولية الشيعية الإيرانية، والأصولية السنية الوهابية شركاء في حلف عالمي ضد "الداعشتية"؟
سارعت إسرائيل، على لسان الغوغائي نتنياهو، الى تصوير نفسها جداراً ضد الإسلام الأصولي، السني والشيعي سواء بسواء، من "حماس" جنوباً، الى "حزب الله" شمالاً، الى "داعش" شرقاً .. لكنها شذّت قليلاً عندما أبدت ارتياحاً لسيطرة "النصرة" على خط وقف إطلاق النار في الجولان!
أميركا انقلبت على صنيعتها نوري المالكي المتطرف شيعياً، وإيران ايضاً، ودفعتا الى حكومة جديدة قد تتمكن من مدّ اليد الى السنة في العراق والأكراد أيضاً.
أمّا إسرائيل؟ فقد غيرت مفاهيم أمنها، بناء على مصالحها، من اعتبار النظام السوري "حارساً ابدياً" للهدوء في الجولان، بينما اميركا وبعض اوروبا متردّدة في التعاون مع النظام السوري ضد دولة الخلافة في سورية والعراق. كيف تكون مع حكم مركزي عراقي ضد "داعش" ولا تكون مع حكم مركزي ضدها في سورية؟
يقولون إن أميركا هي من تسبب في تشكيل "الطالبان" في أفغانستان، بدعوى "الجهاد الإسلامي" ضد روسيا الشيوعية، ومن ثم تفرعت "القاعدة" عن "طالبان" و"النصرة" عن "القاعدة".. والآن "داعش" عن "القاعدة". لا ذروة أعلى في التطرف!
سنعود الى الأيام الأولى للثورة الإسلامية الإيرانية، حيث شجعت اميركا العراق على مناطحتها، ودعمته كما دعمت دول الخليج نظام صدام، الذي بدأ الحرب بصفتها حرباً قومية (عرب ضد الفرس)، لكنها صارت في نهايتها حرباً سنية - شيعية، رغم ان السنة العرب في الأهواز - عربستان لم يؤازروا حرب العراق، وشيعة العراق لم يؤازروا حرب إيران.. ولاحقاً شجعت أميركا شيعة العراق على الانتفاضة ضد الحكم السني لصدام حسين، والحكم العربي لأكراد العراق بذريعة مجزرة حلبجة.
بعد ذلك، انقلبت أميركا على حكم حليفها مبارك في مصر، لصالح حكم الإخوان المسلمين، علماً ان سائر الفرق الإسلامية المتطرفة، ثم الأصولية، ثم الجهادية، هي بمثابة أبناء شرعيين او غير شرعيين للإخوان المسلمين.
لكن، عندما صحح الشعب المصري خياره الديمقراطي، وقفت اميركا معارضة او متحفظة لحركة التصحيح هذه، مخالفة ان الديمقراطية تصحيح للانحراف الديمقراطي.
ما الذي سيقطع دابر الداعشتية هذه؟ إنه الحقيقة الماثلة وهي أن "داعش" هي ذروة التطرف، وليس بعد الذروة الأعلى من طالبان والقاعدة وحتى "بوكو حرام" في نيجيريا، سوى الانحدار .. وأيضاً انقلاب بقية فرق السنة عليها. هكذا يقول تاريخ الفرق الإسلامية.
الآن، هناك وباء "الإيبولا" ومن قبل كان وباء حمى الطيور وجنون البقر، وحمى الضنك؛ ومن قبل الإيدز (سيدا) ومن قبل الكوليرا والطاعون.
تمّ القضاء على الكوليرا والطاعون، والسيطرة على "الإيدز" الذي هو نقص المناعة المكتسبة، أما "فقاعة" داعش هذه، فإن السبب يعود الى نقص مناعة العروبة أمام الإسلام المتطرف، ونقص مناعة الإسلام المعتدل أمام الأصولية فالجهادية، وفق متوالية: إسلام حنيف، ضعيف، عنيف!
يقولون: عزة الإسلام بالعرب، وهذا يفسر كيف عندما ضعفت العروبة زادت قوة الإسلام. في دول الغرب لم يعودوا يقولون: عزة المسيحية بعزة الفاتيكان .. وفي إسرائيل صاروا يخلطون بين عزة اليهودية ودولة إسرائيل.

نقلاً عن جريدة : الأيام  الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من سيقطع دابر الداعشتانية من سيقطع دابر الداعشتانية



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday