مع التجسير الفرنسي للمشروع الفلسطيني
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

مع التجسير الفرنسي للمشروع الفلسطيني !

 فلسطين اليوم -

مع التجسير الفرنسي للمشروع الفلسطيني

حسن البطل

على فلسطين أن تحسم، خلال أيام وقبل نهاية الشهر، هل ستكون فرنسا، وتالياً الاتحاد الأوروبي شريكة في مشروع القرار الفلسطيني المنوي تقديمه إلى مجلس الأمن.
الشراكة الفرنسية مشروطة، أي لها ما لها وعليها ما عليها. لها أن قبول الإضافات والتعديلات الفرنسية على المشروع الفلسطيني (العربي) سيجعله يحظى بالدعم الأوروبي، أي يجتاز حاجز الأصوات التسعة الضرورية للتصويت عليه.
إذا اجتاز المشروع المعدّل حاجز الأصوات التسعة، سيكون أمام واشنطن خيار واحد: الامتناع عن التصويت على مشروع قرار يحظى بالدعم الأوروبي.
ما هو ملخص المشروع الفلسطيني الأصلي؟ إنه من مدماكين: الاعتراف بدولة فلسطين "على خطوط 1967"، وتحديد أجل غايته العام 2016 لإنهاء الاحتلال. بتعبير آخر مبتذل: الدولة، هي الدجاجة والبيضة هي إنهاء الاحتلال.
حالياً، ترى فلسطين أن "النقطة الحاسمة" في موقفها من التعديلات الفرنسية هي تحديد أجل لإنهاء الاحتلال، في حين ترى فرنسا، وبالتالي الاتحاد الأوروبي، أن النقطة الحاسمة هي دعم الصوت الفرنسي، وبالتالي البريطاني للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
إذا اعترف مجلس الأمن بالدولة ستتوالى الاعترافات الأوروبية بالدولة، أولاً بشكل غير ملزم بتصويت برلماني، ومن ثم بشكل ملزم كما فعلت السويد.
إذا صوتت فرنسا وبريطانيا لصالح الاعتراف بفلسطين في مجلس الأمن، ستكون أربع دول من خمس تملك حق "الفيتو" (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا... وأميركا) في مقابل صوت الولايات المتحدة.
لأوروبا والولايات المتحدة سياسة خارجية منسقة في مواضع سياسية ساخنة، مثل الموقف من سياسة موسكو إزاء أوكرانيا، والموقف من مواجهة الحركات الجهادية الأصولية. يبدو أن غاية التعديلات الفرنسية هي الوصول إلى تنسيق أوروبي ـ أميركي حول سياسة مشتركة إزاء دولة فلسطين.
لنلاحظ أنه، سوية مع تسريب وزير الخارجية الفلسطينية، رياض المالكي، للأفكار الفرنسية ـ الأوروبية، سرب الاتحاد الأوروبي، بشكل غير رسمي، (28 دولة) مشروع عقوبات متدرجة على إسرائيل إذا أفشلت حل الدولتين، تصل حد سحب سفرائها من إسرائيل.
يقال، في المساومة الدبلوماسية والسياسية: تكلم بلطف واحمل هراوة وراء ظهرك. إسرائيل فهمت من مشروع العقوبات الأوروبية أنها الجزرة والعصا، لكن مع ميل للعصا. فلسطين تفهم أن الأفكار الفرنسية هي جزرة وعصا، لكن مع ميل للجزرة!
ليس في جعبة كيري والسياسة الأميركية غير ما فشلت فيه، أي مزيدا من المفاوضات مع إسرائيل، بديلاً للاحتكام للتصويت الدولي، والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية، علماً أن إسرائيل تقول الآن، بصوت رسمي، إن السلطة الفلسطينية برئاسة عباس "ليس شريكاً". هذا رفض لحل الدولتين.
إذن؟ على فلسطين أن تحسم: هل ستقدم مشروعها الأصلي، أو بالعرف الدبلوماسي مشروعاً على "ورقة زرقاء" للتصويت أو تحاول إدخال تعديلات على التعديلات الفرنسية للتصويت.
شخصياً، أميل إلى المساومة مع التعديلات الفرنسية، لأن الأساس هو التصويت لصالح الدولة مبدئياً، إذ يقول المشروع الأصلي الفلسطيني بدولة "على خطوط 1967" شرطاً للدخول في مفاوضات لترسيم جديد ومعدّل لهذه الخطوط.
رغم التشنج الإسرائيلي، فإن اسرائيل تحسب حساباً للعزلة السياسية الدولية، وبخاصة في علاقاتها مع أوروبا، لكن فلسطين لا تخشى العزلة السياسية، خاصة في علاقاتها مع أوروبا، وتريد أن ترى أميركا معزولة في سياستها إزاء فلسطين.
أميركا ليست، مبدئياً، ضد الدولة الفلسطينية، فهي من اقترح "خارطة الطريق" ثم "الحل بدولتين" وهي مع إسرائيل دولة، لكن ليس مع سياستها إزاء دولة فلسطين.
إذا لم تستطع إسرائيل، ولو مؤقتاً، تجاهل الضغط الأردني إزاء الوضع الراهن للحرم القدسي، فهي من المشكوك فيه أن تتجاهل الضغط الأوروبي للحدّ من تمادي الاستيطان، وتعطيل "الحل بدولتين" بالتالي!
بعد احتلال إسرائيل للضفة وأراضٍ عربية أخرى، سحبت دول الكتلة الشرقية سفراءها لدى إسرائيل، وأعادتهم بعد اتفاقية أوسلو. الآن، تلوّح أوروبا بسحب سفرائها لدى إسرائيل.
على فلسطين أن تعبر فوق "التجسير" الفرنسي ـ الأوروبي، لأن معناه أن فلسطين دولة تحت الاحتلال وليس سلطة تحت الاحتلال.. ومفاوضات إنهاء الاحتلال تتبع الاعتراف الدولي بالدولة. هل هي مفارقة؟ فلسطين أوروبية وإسرائيل أميركية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع التجسير الفرنسي للمشروع الفلسطيني مع التجسير الفرنسي للمشروع الفلسطيني



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday