كتاب المراثي فهد العبيدي
آخر تحديث GMT 23:06:33
 فلسطين اليوم -
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن انتهاء أول تدريبات مع القوات الأميركية باستخدام ذخائر حية لمنظومات دفاع جوي الجيش الاسرائيلي يعلق على تقارير استهداف حزب الله لقوات اليونيفيل مؤكدا استمرار حزب الله في انتهاك القانون الدولي وتعريض المدنيين والمنظمات الدولية للخطر وزارة الخارجية الأميركية تعلن أن التشريع المتعلق بحظر عمل الأونروا قد يترتب عليه عواقب وفقًا للقانون والسياسة الأميركية الخارجية الأميركية تقول إن الغارة الإسرائيلية التي قتلت العشرات في شمال غزة "مروعة" قصف إسرائيلي يستهدف سوق الصحابة في غزة ويخلّف عشرات القتلى والجرحى ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 43 ألف قتيل و101 ألف مصاب وفق وزارة الصحة في القطاع" استشهاد شاب فلسطيني مُتأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب رام الله إطلاق نار في دير بميانمار يودي بحياة 22 ومعارضون يتهمون الجيش الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن 4 فتيان فلسطينيين شرط إبعادهم عن البلدة القديمة بالقدس الجيش الإسرائيلي يعتقل شابًا يعتقد أنه تسلل من الأراضي اللبنانية
أخر الأخبار

كتاب المراثي فهد العبيدي

 فلسطين اليوم -

كتاب المراثي فهد العبيدي

حسن البطل

أعرف "فهد" كيف قاتل. كيف مات.. وكيف تزوج لكن قناطر وأنفاق وفضاءات سمر بين هذه الأركان قد تختصر (أو لا تختصر) إحدى أكثر الشخصيات الحميمة غنى وتعقيداً. إنه البدوي (من حيث الشهامة) والشيوعي جلداً وعظماً (وحكماً بالقلب والعقل) .
هكذا تزوج فهد: بعد جفوة باعدتنا عن سهرات السمر، لأنني سبقته إلى "زيجة حرب". صادفته وزوجتي على باب سينما كليمنصو ببيروت الغربية. قال: هذه زوجتي. قالت زوجته: هل تعرف فهد؟ أومأت. قالت: إذاً تعرفني!. ستقولون هذا برتوكول رفاقي في زمن الحرب يليق بمذكرات نيرودا.. ثم ماذا؟ حملنا عروسه وركضنا بها خمسين متراً. ذراعاها على منكبينا ويدانا على خصرها النحيل.
هكذا قاتل فهد: هو الذي يكتب مقالته ببطء (ويطبخ المقلوبة ببطء) يطلق الرصاص بغزارة (ذات ليلة أطلقنا في الهواء من بندقيته الكلاشن صليتين كاملتين لمخزنين كاملين) .
لماذا في الهواء؟ لأن المقاتل الشيوعي فيه غضب غضبة يدوية - مضرية. كنا في جلسة ندم وسمر ومقلوبة وسهر مديد مع بعض رفاقه في "فصيل الأنصار"، عندما لعلع الرصاص الغزير في سماء بيروت الغربية.. بل تحت نافذة البيت، قرب مستديرة مسجد جمال عبد الناصر (مستديرة أبو شاكر، نسبة لكنية ابراهيم قليلات، قائد تنظيم "المرابطون" الناصري السني) .
تواً، قال فهد للرفاق: لعل الجيش هجم .. تمنطق جعبته وحمل بندقيته، وذهب إلى المعركة.. ثم عاد حانقاً مغضباً. كان كل هذا الرصاص في الهواء احتفالاً ببدء السنة الهجرية. نظر إليَّ نظرة كسيفة، وإلى بندقية ساخنة السبطانة نظرة اعتذار. قال: لقد أهنّا كرامة السلاح. صليتان رشاً لمخزنين كاملين تستوجبان تنظيف السلاح.. وباشر الفك والتنظيف!
هكذا مات فهد: مات احتضاراً بطيئاً في مضارب قبيلته - فخده - عشيرته الأردنية.. بعد سنوات من خروج بيروت وطرابلس. أحد من رفاق الفصيل ومن زملاء العمل لم يحضر وفاته. قال وصيته لكبار العائلة: البنتان تبقيان مع أمهما اللبنانية الشيوعية. أولادي لأمهم وليسوا لكم.
إضافة إلى زواج فهد: حاك لي مع رفاقه في الفصيل مقلباً لن أنساه. نهاني عن الزواج. قال: الوقت وقت موت أو وقت جندية مطلقة في الإعلام، أما أنا فوضعت خاتم الخطيبة في كأسي وارتشفت وقلت: ادفعوا الموت بالحب. ثم، أين الخاتم يا رفاق؟ صار في جوفك.. قالوا.. لكنه، بعد أن حملنا عروسه وركضنا، قبلني وناولني الخاتم.
إضافة إلى فهد المقاتل: شيوعيون أردنيون، وعراقيون؛ سوريون وفلسطينيون تمركزوا في قصر مهجور في منطقة مصيف بحمدون، لصد التدخل السوري العام 6791، ثم تمركزوا جوار بلدة برمّانا أو حمّانا (لا أذكر!). صارت شقة فهد في بيروت قاعدة لوجستية وقت الاجازات.
ماذا في روايات الحب والحرب؟ سأضيف قصة: أحد الرفاق وكان عراقياً، تهيأ للقاء حبيبته صباحاً بحمام ساخن ليلي. فجأة ورد أمر هاتفي: سقط رفيق وعلى الرفيق هذا أن يأخذ مكانه في الغداة.. وفي غداة الغداة بكى رفيق رفيقه العاشق بكاء كعويل النساء. فهد البدوي زجره.. ثم وضع المسدس في صدغه: اسكت.. وتماسك يا رفيق.. يا رجل!
هكذا انهار فهد: لم يجد جواباً شافياً لدى قيادة الحزب. كان سؤاله: لماذا قررتم انخراط الرفاق في الحرب الأهلية كفصيل جديد في المنظمة.. ثم لماذا قررتم حل الفصيل؟ لسنا من جعلها حرب طوائف.. وهل ذهب رفاقي سدى؟
عاد هائجاً الى بيته لينهي حياته ببندقيته، لكن زوجته كانت قالت لي: "تعرف فهد؟.. إذن، تعرفني" كانت خبأت المخزن (ربما لأن طفلته الاولى كثيرة اللهو). تواً، ذهب الى المطبخ و "بعط" بطنه بضربة سكين. في المستشفى حيث تعافى قال حكمته الثانية: "لقد أهنت الموت".. وكأنه قال: "الحزب أهان موت الرفاق"!
هكذا اختلفنا: بعد اتفاق خروج الفدائيين من بيروت، قال فهد: خسرنا فرصة أن تكون بطولة بيروت كبطولة ستالينغراد! قلت: لكنهم سيدمرون مدينة ليست لنا؟ قال: ليست لديهم ذخيرة كافية لتسوية المدينة بالأرض.
مع هذه النبرة صدقت اعتذاره السابق، لأنه في قبرص احتضنني وقبلني وبكى.. وقال: كدت أقتلك ببيروت فعلاً. كيف؟ هو الشيوعي كان مع الثورة الاسلامية الايرانية، وأنا كنت ضدها. احتد النقاش.. فمدّ يده إلى مسدسه الذي كان قد سقط بفعل جلسة استرخاء على الأريكة.. الرفاق هبوا وأمسكوا به، وأبعدوا المسدس عن متناوله!
هكذا رأيته آخر مرة: استدعوني خارج مكاتبنا بنيقوسيا. كان هو على الباب. هو سيطبخ مقلوبة في بيتي كما في بيروت، هو قال: عيب يا حسن أن تقول عن "الانتفاضة" انها "انشقاق". لم آت اليكم لأعمل معكم.. جئت لأراك فقط. آنذاك، كان زملاء في المجلة يذهبون بحراً وتسللاً الى طرابلس لبنان.
اختلفنا على "الخروج" وعلى الدخول، وبينهما كانت صداقة غريبة في زمن عجيب. كان بدوياً شهماً وشيوعياً صلباً.. مع حزب أو بدونه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب المراثي فهد العبيدي كتاب المراثي فهد العبيدي



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ فلسطين اليوم
في مهرجان الجونة السينمائي 2024، تألقت الممثلة التونسية هند صبري بإطلالة مميزة أبهرت الحضور وجذبت الأنظار، اختارت هند صبري فستانًا باللون الوردي الراقي من توقيع علامة MOONMAINS، والتي تميزت بتصاميمها العصرية والأنيقة، الفستان تميز بقصته الأنيقة وأكمامه المنفوخة، التي أضافت لمسة من الأنوثة والرقي لإطلالتها، اللون الوردي اللامع أضفى على هند لمسة مشرقة وملفتة، تتماشى تمامًا مع الأجواء الاحتفالية للمهرجان. لم تكتفِ هند صبري بالفستان الراقي فحسب، بل أضافت لمسة من الفخامة على إطلالتها من خلال ارتدائها لمجوهرات مميزة من تصميم عزة فهمي، المصممة المصرية الشهيرة، اختارت سوارًا مزينًا بأحجار كريمة تضفي بريقًا إضافيًا على مظهرها، هذه المجوهرات لم تكن مجرد إضافة جمالية، بل كانت بمثابة تكريم للتراث المصري بلمسات عصرية تتماشى مع أجواء ...المزيد

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
 فلسطين اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 06:11 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
 فلسطين اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 09:41 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 08:34 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 12:32 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل وفيس بوك تطلقان مبادرة لمواجهة الأخبار الكاذبة

GMT 14:46 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاثة عروض جديدة ومميزة في مهرجان "آفاق مسرحية" الأحد

GMT 07:22 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نور عرقسوسي تستعد لتصوير جديدها الغنائي في أربيل

GMT 15:13 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد "التجميل" التي تجعل النساء يرغبن في الاعتناء بأظافرهن

GMT 13:51 2016 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

اوبل" تعلن عن إطلاق سيارتها الجديدة كاسكادا موديل 2017
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday