حسن البطل
وحده، من بين الكبار والقادة الفلسطينيين، كان يلقب بـ «الأمير».. ولكن، ليس من سلالة ملكية، بل هو ابن عبد القادر الكبير، أي من سلالة البارود المخلوط بالسياسة، والسياسة المخلوطة بالدبلوماسية، والكلّ في خلطة وطنية جعلته عن حق «أمير القدس»، وحامل حقيبتها في اللجنة التنفيذية.
ابن قائد الجهاد المقدس، شهيد معركة القسطل، هو أبرز قادة انتفاضة 1987 وبعدها بالذات صار للقدس مَعْلَم آخر غير القبة المذهّبة والحائط، ومقر للنشاط السياسي، الفكري، الجماهيري في «بيت الشرق» (أورينت بالاس) الذي صار في الصحافة العالمية كأنه المقر غير الرسمي لمنظمة التحرير، مثل «المنتدى» في غزة و»المقاطعة» في رام الله.
هو من وضع مع الليكودي موشي عميراف أساساً للحل المقدسي، انطلاقاً من مسألة السيادة على الحرم، إلى مسألة أن السيادة على القدس التي هي لله، وعلى وثيقة الحسيني ـ عميراف كانت وثيقة ستانفورد الفلسطينية ـ الإسرائيلية ـ الأميركية 1992، ثم بنى عليها الملك حسين 1994، ثم وثيقة يوسي بيلين ـ أبو مازن.. ومن هذه الوثائق بنى بيل كلينتون اقتراحه الشهير للحل المقدسي: ما هو يهودي الآن يعود لإسرائيل، وما هو عربي الآن يعود للفلسطينيين.
فيصل هو صاحب الفكرة البسيطة ـ العملية لإنقاذ القدس من التهويد: «اشترِ زمناً في القدس» ثانية واحدة، ثوانيَ، دقيقة، ساعة.
فيصل الحسيني هو الرديف للقائد ـ المؤسس ياسر عرفات، وهو قائد «فتح» في فلسطين، وعضو الحركة منذ تأسيسها 1964، بل وعمل في صفوف جيش التحرير الفلسطيني فترة.. وجرّب الاعتقال، والإقامة الجبرية، والملاحقة، والمطاردة.. والنفي، أيضاً.
منذ العام 2001 ومقر قيادته في القدس «بيت الشرق» مغلق، ويتجدد أمر الإغلاق كل (6) شهور، وفي الذكرى الـ14 لرحيله نظّموا وقفة أمام البيت المغلق، ورفعوا صورة «أمير القدس».
كان فيصل الحسيني رئيساً أعلى للوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد، لا يحضر الجلسات، لكن يدير الوفد المفاوض الذي يترأسه المناضل حيدر عبد الشافي.
أرسلنا من «فلسطين الثورة» ـ قبرص من يغطّي أخبار المؤتمر، ويجري مقابلات مع الوفد، وفي مقابلة أجراها الزميل أحمد عبد الحق مع فيصل سأله: حسن البطل من أين في فلسطين؟ من الطيرة. من أي طيرة؟ من طيرة ـ حيفا.
بعد عودة محمود درويش، جرى له احتفال صغير ومقلّص في متنزه البردوني، قبل أن يصير عمارة، وكان مقعدي إلى جانب مقعده، وسؤالي: هل ضاعت القدس؟ قال: لا.. ويجب أن لا تضيع.
قبل وفاته، اقترح فيصل إقامة مدينة ترفيه ومطاعم وحدائق ونشاط سياحي قرب الرام، لكن بعض المقادسة اعترضوا على ذلك لأسباب مختلفة، أبرزها أن هذا لا يليق بالمدينة المقدسة.
كان مصرع عبد القادر في معركة القسطل، نقطة انعطاف في الكفاح، وكانت جنازته في القدس هي الأكبر، ونسي المجاهدون حكمة «يا سارية الجبل» والإمساك بالقسطل والثبات فيها.
للأسف، كان موت فيصل الحسيني في الكويت، نقطة انعطاف في الصراع على إبقاء بيت الشرق بيتاً للمقادسة ولمنظمة التحرير.
التوجيهي 2015
كل سنة، يتكرر «اللازم والمتعدّي» في امتحانات التوجيهي. الامتحانات في القاعات لازمة، لكن لماذا هذه «العراضات» المصورة لكبار المسؤولين من رئيس الوزراء في رام الله، إلى المحافظين في المحافظات.. وكل مسؤول يرافقه «رهط»!
الامتحان يتطلب من الطلبة التركيز، و«العراضات» الأبوية ـ التفقدية تشتّت انتباه الطلاب.
لا بأس من زيارة تفقدية لمسؤول واحد إلى كل قاعة، لكن ليس حتى عشرة يدخلون القاعة، بينهم ضباط، أيضاً، من المرافقة.
كان الامتحان الأول سهلاً في مادة التربية الدينية، وأثار ارتياح الطلبة.. لكن المؤشرات غير مريحة، حيث من بين 80569 طالباً مشاركاً، هناك 54 ألفا في الفرع الأدبي، و16 الفا في الفرع العلمي، و3300 في الفرع الشرعي.. وفقط 360 في الفروع الأخرى.
عندما يصبح الفرع العلمي هو الأقوى، ثم الفروع الأخرى، نكون قد بدأنا ثورة تصحيح في امتحانات التوجيهي.