قال من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

قال: "من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق" !

 فلسطين اليوم -

قال من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق

حسن البطل

مات الشهر الماضي، رينيه بوري، الذي له صورة شهيرة لـ "تشي" يدخّن سيجاراً. أنا أفضّل صورة "البيريه" تتوسطها النجمة الحمراء. سنقول: أجمل الصور لأجمل ثوار القرن العشرين.
سألني المصور أسامة السلوادي أن أكتب مقدمة لألبوم صور التقطها بعد سنة، وجميعها لوجه عرفات (بورتريه). حلّت المناسبة، ولعلّني أخلفتُ الوفاء بالوعد!
حسناً، من يقطع بجواب عن سؤال: من هو أحسن مصور التقط صورة وجه عرفات؟ وله ما لا يُحصى من الصور، قبل عصر التصوير الفوتوغرافي الملوّن، وبعد التصوير الملوّن الفوري.
كوفية عرفات أشهر من "نار على علم" كما يقال، لكن اعتماره الكوفية مرّ بمرحلتين؛ الأولى: عندما رفعها على جانب من "بروفيل" وجهه؛ والثانية عندما غطّى بقماشة الكوفية رقبته.
لا أعرف من قال إن طريقة اعتماره الكوفية تقارب، شكلاً، قبة المسجد الأقصى، وتنسدل على إحدى ذراعيه بشكل خارطة فلسطين!
لعرفات وجه غني في التعبير يشبه وجه جون لوتون، فهو في لحظة يبدو في قمة انفعال الغضب؛ وفي أخرى في ذروة السرور والانشراح.. أو حزيناً، مطرقاً في التفكير، أو تترقرق الدموع في عينيه.
هناك من يرى أن في وجه كل إنسان ما يشبه "مثلث برمودا" مقلوباً، ويشكل الحاجبان ضلعه، والأنف زاوية رأسه.
هناك من يرى أن لوجه بعض الناس "بروفيل" أيمن وآخر أيسر غير متشابهين في التعبير.. وهذا ما رآه الفيلسوف والصعلوك الثوري الفرنسي جان جينيه، الذي لاحظ أن "البروفيل" الأيسر لعرفات ذو شكل ناعم ورقيق، وشبه "أنثوي" أما "البروفيل" الأيمن لوجهه فهو "رجولي" وشديد الصرامة. 
ربما بعد هذه الملاحظة، صار عرفات يُرخي سدول كوفيته لتغطي "بروفيل" وجهه الأيمن، وتُعطي شكل خارطة فلسطين!
في المرحلة الثانية من "بورتريه" عرفات، صار يغطي رقبته بقماشة من "الكوفية" وأظن أن هذا بدأ شتاء العام 1985، حيث كان في زيارة للسويد، والتقط مصور سويدي بارع ما صار "بورتريه" لطريقة عرفات في ارتداء الكوفية على رأسه وتغطية رقبته.
أعرف، شخصياً، معظم "مصوري الرئيس"، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن لي دوراً في تعيين مصور خاص للرئيس. كيف؟
كانت جريدة ومجلة "فلسطين الثورة" تختار صوراً أرشيفية جامدة لوجه عرفات مرفقة بمقابلاته الليلية في بيروت، فقررت رفعها إن لم تكن صوراً حيّة ومرافقة لموضوع الخبر.. وهكذا، صار المصور المصري مراد عبد الرؤوف حتى وفاته مصوراً للرئيس.
بعد وفاة الرئيس ـ المؤسّس، أصدر مصورون محليون البومات صور عن حصاره في المقاطعة، وعن مغادرته للعلاج في باريس.. وعن مشهد وداعه ومواراته الثرى.
ومن ينسى صوره منكباً على العمل الليلي في ضوء الشموع أو البطاريات، وبالطبع منحنياً ومقبّلاً يدي طفل أو امرأة.
هاكم بعض عناوين أعمدتي في أسبوع غيابه: "تمرين على الغياب" 5/11/2004، و"الذي يحكم بالقلم" 1/11/2004، و"العرفاتية ـ اللاعرفاتية" 12/11/2004، أو "يوم من نهارين" 13/11/2004".
سأحكي عن "الذي يحكم بالقلم". لماذا؟ لأنه كان درساً لي خلال حصار مخيم تل الزعتر ـ بيروت الشرقية، وكان مانشيت الجريدة اليومية لا المجلة الأسبوعية: "تل الزعتر لن يسقط" وكتب عرفات على نسخة من العدد عبارة لن أنساها ما حييت: "من الخطأ المطلق التركيز على الصمود المطلق".
بعد سقوط المخيم الأسطوري، وانتقال من نجا إلى بلدة الدامور، ذهب عرفات إليهم، وتحدّث فيهم. ما الذي حصل؟ شبل مع بندقية احتدّ، وصرخ: لقد تركتمونا وتستحقون الموت؟
أم الشبل صفعته.. لكن عرفات قال: لا .. اتركيه يأتي إليّ هو وبندقيته أيضاً. عندما حضنه القائد العام، أجهش الشبل بالبكاء.
كان الشبل الحانق يعرف، والقائد العام أول من يعرف، ونحن في الجريدة والمجلة نعرف، أنه لولا الإسناد المدفعي الثقيل من بيروت الغربية، على قوات حصار المخيم، ما كان يستطيع الصمود فترة طويلة.. إلى درجة أن لِتر دم الشهداء كان يعادل لِتر الماء من الحنفيات الوحيدة على أطراف المخيم، وأنّ عبقرية نساء المخيم جعلت من "منقوع" العدس المغلي بديلاً من حليب الأطفال الذي جفّ في صدورهنّ!
***
لعلّني ذرفت آخر دموع الفرح في نيقوسيا بعد نجاة عرفات من سقوط طائرته في صحراء "السارة" الليبية؛ وذرفت آخر دموع الحزن يوم 11/11/2004. صرت هرماً و"عصيّ الدمع". وجفّت المآقي!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قال من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق قال من الخطأ التركيز المطلق على الصمود المطلق



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday