فوضى الأعلام مهّدت لفوضى الربيع العربي
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

فوضى "الأعلام" مهّدت لفوضى "الربيع العربي"!

 فلسطين اليوم -

فوضى الأعلام مهّدت لفوضى الربيع العربي

حسن البطل

إحجام "محبوب العرب" عن التلويح بعلم بلاده، دفعني لمقارنة بين فوضى أعلام الدول العربية، وفوضى انهيار الأنظمة ودولها.
هل هي محض مصادفة أن تكون فوضى "الربيع العربي" على أشدّها في دول عربية بدّلت أعلامها الوطنية، كما يغيّر نجوم تحكيم "أرب آيدول" لباسهم وتسريحات شعرهم!
في سورية والعراق وليبيا واليمن سبقت فوضى تبديل الأعلام فوضى الاحتراب الأهلي، وانهيار النظام، وتفكك الدولة، بينما بقيت تونس ومصر خارج فوضى الأعلام، وكذلك الحروب الأهلية.
سأبدأ بسورية. كم مرّة غيّرت علمها منذ استقلالها حتى إحجام حازم شريف الانحياز إلى "علم الدولة" أو "علم المعارضة"؟
بدأت فوضى تبديل العلم الوطني السوري عام 1958، بعد الوحدة مع مصر، حيث تركت سورية علم الاستقلال والنجوم الحمر الثلاث، إلى علم الجمهورية العربية المتحدة والنجمتين الخضراوين.
بعد الانفصال السوري 1961 عادت إلى علمها الأول، وبقيت مصر ترفع علم الوحدة مع سورية، متخلية عن علمها الوطني التاريخي (هلال أبيض وثلاث نجوم بيض في مستطيل أخضر).
بعد فترة وجيزة، اشتركت سورية والعراق ومصر برفع علم واحد، وأضيفت نجمة خضراء ثالثة إلى علم الجمهورية المتحدة.
لسبب ما، انسحب العراق من وحدة العلم، وحلّت مكانه ليبيا. هكذا صار للدول الثلاث علم جديد، يتوسطه صقر ذهبي (صقر قريش)، وكان شعار قديم لسورية ومصر والعراق هو نسر صلاح الدين الأيوبي (شعار فلسطين الآن بدلاً من النجمة الثمانية!).
بعد كامب ديفيد المصري ـ الإسرائيلي، عادت سورية إلى رفع علم وحدتها مع مصر، بينما رفع القذافي علماً لبلاده هو رقعة خضراء دون رموز ودون كتابة.
فإلى العراق، حيث كان له علم وطني لما كانت البلاد مملكة، ويشبه العلم الأردني. بعد ثورة 1958 غيروه إلى علم تتوسطه أشعة شمس، ومحاطة بالسيف العربي والخنجر الكردي، ثم العلم المشترك مع سورية ومصر بنجومه الخضر الثلاث، إلى أن اندلعت الحرب العراقية ـ الإيرانية، فأضاف صدام حسين بخط يده عبارة الجهاد: "الله أكبر" بين النجوم الثلاث.
بعد صدّام، حذفوا من العلم نجومه الخضر الثلاث، وعدّلوا عبارة الجهاد من خط يدوي بيد صدام إلى خط كوفي، وصار للبلاد علم مركزي وطني واتحادي وآخر كردي يُرفع إلى جانب العلم الوطني في كردستان العراق.
هكذا، خاضت جيوش سورية ومصر حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973 تحت علم واحد وبقيت مصر وحدها بعد كامب ديفيد ترفعه.. سواء في أيدي جماهير ثورة يناير أو ثورة حزيران (يونيو) ولم تنكفئ مصر وتعود إلى علمها القديم والجميل قبل مشاريع وحدة الأعلام كناية عن نوايا وحدة الدول. حسناً، لماذا لا يرفع "محبوب العرب" علم جامعة الدول العربية.
العلم اليمني للمملكة المتوكلية اليمنية جرى تغييره إلى علم مشتقة ألوانه من علم الثورة العربية الكبرى، كما اعلام فلسطين، والسودان الجديد، وبعض دول الخليج.. حتى أن علم اليمن الديمقراطي كانت مشتقة معظم ألوانه من ألوان علم الثورة العربية.
العلم التونسي بقي كما هو، سواء بعد الاستقلال، أم بعد التمرد الشعبي الذي صار يدعى الربيع العربي، ولم تفكر لا الدولة ولا الشعب في تغييره، وبقي العلم الوطني للبلاد.
الآن، سؤال: أي علم لأية دولة عربية هو أقدم الأعلام و"عميدها"؟ إنه علم الجزائر الشهير بمستطيلين عرضانيين أبيض وأخضر، يقطعهما هلال أحمر وثلاث نجوم حمر. إنه علم ثورة عبد القادر الجزائري منذ العام 1830.
دول المغرب العربي الثلاث (تونس. الجزائر. المغرب) لا تغير أعلامها، وهناك أربع دول عربية في المشرق العربي لا تغير أعلامها (لبنان. الأردن. السعودية.. وفلسطين).
علم فلسطين أقرب الأعلام العربية إلى علم الثورة العربية، باستثناء تبديل مكان المستطيل الأبيض في علم الثورة العربية 1916 إلى مستطيل أسود.
تركيا حافظت على علمها، والصين أيضاً، وروسيا عادت إلى علمها القيصري المشتقة ألوانه من العلم الفرنسي، ودول أوروبا الشرقية عادت في معظمها إلى أعلامها قبل الاشتراكية، وألمانيا غيّرت علمها النازي.. وإيران وضعت لفظ الجلالة على علمها الإسلامي.
معظم أعلام الدول الأوروبية مشتقة من العلم الفرنسي، أو مشتقة من رسم الصليب، وكانت بعض الدول الإسلامية تضع الهلال على أعلامها، وبعض الدول العربية تجري تنويعات على علم الثورة العربية بألوان الخلافة الراشدية والعباسية والأموية.
اللواء، البيرق، الراية مسميات مشتقة للدلالة على العلم، لكن لكل دولة علماً وطنياً.. والآن، تزيد "داعش" و"النصرة" فوضى الرايات والبيارق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوضى الأعلام مهّدت لفوضى الربيع العربي فوضى الأعلام مهّدت لفوضى الربيع العربي



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday