فإن كنت لا تدري
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

فإن كنت لا تدري؟

 فلسطين اليوم -

فإن كنت لا تدري

حسن البطل

كم عدد المواقع الفلسطينية على الشبكة العنكبوتية؟ لا أدري ولا أُبالي، أيضاً، بعدد الفضائيات العربية والناطقة بها. لماذا؟
لا أبحر بعيداً، ولا أغوص عميقاً بها، وهاتفي النقال في حزامي على نطاقي لا ينتمي إلى حقبة هواتف «شُبّيك لُبّيك.. العالم بين يديك».
كصحافي مخضرم، عشت زمن «الصحافة الصفراء» و»الأقلام المأجورة»، ولا أدري بماذا توصف مواقع وفضائيات على غرارها، بعضها الفلسطيني يتسابق إلى نشر صور وأسماء الضحايا قبل أن تعلم بها أسر الضحايا، ربما من مدرسة صحافية قديمة تقول: بسرعة استعْلِم وبسرعة أَعْلِم!
في قصة جريمة النار الحارقة ـ القاتلة في قرية دوما، قصة سباق بين سرعة الصوت وسرعة الضوء مثلاً.
كيف؟ خلال 24 ساعة من وقوعها، كلف رئيس السلطة وزير الخارجية، بتقديم ملف للجريمة إلى مجلس حقوق الإنسان، وبصورة خاصة إلى «المحكمة الجنائية الدولية».
هكذا، قدّم رياض المالكي ملف جريمة وقعت في آخر يوم من شهر تموز إلى مجلس حقوق الإنسان ـ جنيف يوم الثاني من آب، وإلى محكمة الجنايات الدولية في اليوم التالي. هذه سرعة قد نقول عنها أنها سرعة الصوت.
لكن موقعين إخباريين فلسطينيين أو ثلاثة عقّبت تواً على تكليف الرئيس وزير الخارجية، فتذكرت بيتاً شهيراً منسوباً للإمام ابن القيّم يقول: إن كنت تدري فتلك مصيبة/ وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.
يبدو أن محرّري هذه المواقع لا يميزون بين طريقة عمل محكمة الجنايات الدولية، ومحكمة العدل الدولية ـ لاهاي ومجلس حقوق الإنسان.
كانت «لغوصة» في تقرير غولدستون نال رذاذها السلطة ورئيسها، لأن هناك من نصحها بالتروّي في عرضه رسمياً، على مجلس حقوق الإنسان، ولم تكن السلطة نالت عضوية فلسطين دولة مراقبة في الجمعية العامة، أو وقّعت وثائق الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية.
المهم، قالت تلك المواقع أن وزير الخارجية لا يدري بعطلة محكمة الجنايات، وأنه سيقدّم الملف إلى بوّاب المحكمة، فإن كان الوزير لا يدري، فلماذا لا يدري موظفو الوزارة الغشماء!
الواقع خلاف هذا الاجتهاد المتسرّع، أو الجهل، فقد تم تقديم مذكرة تكميلية لجريمة دوما إلى المدعية العامة للمحكمة فاتو بنسودا في لاهاي يوم 3 آب، أي بعد أربعة أيام من الجريمة، ليضاف إلى ملف أصلي قدّم في وقت سابق.
تُرى، لو تلكّأت السلطة وتمهّلت أسابيع وشهوراً لتقديم الملف، هل كنا سنرى «لغوصة» سياسية في الموضوع أكبر من «لغوصة» لا دخل للسلطة فيها عندما قدم غولدستون تقريره عام 2009.
لا أعرف حيثيات المذكرة التكميلية، لكن الملف الأصلي يربط الإرهاب الإسرائيلي بالاحتلال، وهذا بالاستيطان، وهذا بجرائم الحرب، لأن الاستيطان غير قانوني في القانون الدولي، كما أن الجدار الفاصل غير قانوني كما قررت محكمة العدل الدولية ـ لاهاي قبل سنوات.
الآن، تقول إسرائيل إن «الإرهاب اليهودي» سيعالج بإجراءات شرطية وقضائية وقانونية إسرائيلية تقل عن الإرهاب الفلسطيني.
لكن، الإرهاب الفلسطيني هو ردّ فعل على الاحتلال والاستيطان معاً، وحكومات إسرائيل، وهذه الحكومة بخاصة، تشجع الاستيطان وتوسعه معاً.
* * *
أعتبر نفسي محرّراً قبل أن أكون كاتباً، ومن ثم لو حرّرت خبر عريضة قدمها عشرات من كبار الأمنيين الإسرائيليين إلى نتنياهو، لقدّمت فقرة فيها تحث رئيس الوزراء على طرح مبادرات سياسية في الموضوع الفلسطيني، على دفعه للتسليم بأن الاتفاق النووي الدولي مع إيران صار «حقيقة ناجزة» على إسرائيل بعدها أن تلتفت إلى غير مقارعة الإدارة الأميركية بصدده، بل التعاون معها، دون «اللغوصة» التي في العريضة عن تحالف إسرائيلي ـ أميركي ـ عربي مع الدول السنية العربية لمواجهة الإرهاب الأصولي الإسلامي، خاصة أن كتّاب رأي إسرائيليين عقدوا مقارنة بين «الدعوشة» الإسلامية وأختها اليهودية.
ليس كل الإسرائيليين مجانين يدعون لمناطحة إدارة أوباما، لأنها ستمرّر الاتفاقية على الكونغرس، ولو بغالبية عددية وليس بغالبية الثلثين لشلّ «فيتو» الرئيس.
نحن «نلغوص» وهم يلغوصون، أيضاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فإن كنت لا تدري فإن كنت لا تدري



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday