العولمة «مسرولة»  كمان
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

العولمة «مسرولة» .. كمان!

 فلسطين اليوم -

العولمة «مسرولة»  كمان

حسن البطل

كانت امرأة، وكان اسمها الأدبي ذكورياً: جورج ساند. هذه الفرنسية كانت، في زمنها، «فضيحة» المنتديات الثقافية في بلدها (ومن ثم في العالم قاطبة). ليش؟ بدلاً من الفستان الانثوي المعقّد، ارتدت سروالاً، يعني بنطالاً!
الآن، بصُ وشوف شوارع العالم، ترى النسوان والبنات نصفهن «مسرولات»، ونصف «المسرولات» محجبات، ونصفهن الثاني، تقريباً، يلبس «الزي الشرعي» الاسلامي.
تقريباً، غربت شمس الفستان الانثوي المحتشم عن شوارعنا، وبقيت في القصيدة المغناة: «حتى فساتيني التي اهملتها ... فرحت به، رقصت على قدميه"، وكذا غربت شمس التنورة/ الخراطة/ الجونلة/ الجوب، سواء كانت تحت الركبة بقيراط او فوقها بقيراطين، او كانت ضيقة او وسيعة.
في المغرب، حوكمت شابتان لارتدائهما تنورة في سوق شعبي، وفي جدّة تحرش عشرات الخناشير (يعني الرجّالة) بسيدتين ترتديان الزي الشرعي الكامل (جلباب وحجاب) وتسيران في حديقة عامة.
أتذكر، قبل ستة عقود، أن الفستان والخراطة كان زي الاناث، وكانت الخراطة هذه تأخذ تفاصيل القسم الانثوي الاسفل، راسمة شكل (S) مفتوحة، وكان غطاء «الرأس» ايشارب، على شكل مثلث مطوي يسمح لذؤابة الشعر وجديلتيه ان تلاعب الريح والشمس والمطر، وتجدون في رواية «الثلج» للتركي المتعربد أورهان باموك وصفاً جميلاً لنساء «الايشاربات» الثائرات كما وتجدون في صور بنات ايران الفرحات بالاتفاق الثوري غطاء رأس انثويا يسمح لذؤابة الشعر أن تغازل الريح.
ماشي الحال، فالعولمة «مسرولة» كمان، وللرجال والنساء على السواء، فالمستشارة الألمانية ميركل مسرولة مثلاً، ورئيسة الوزراء البريطانية تاتشر كانت ترتدي «التايور» ذا القطعتين، سوى ان سراويل او بناطيل الرجال واسعة نوعاً ما، وسراويل البنات ضيقة «نوعين» ما، ومعظم المسرولين والمسرولات يرتدين هذا «الجينز» العولمي بألوانه المختلفة، ويتسيّدها الأزرق (الكاوبوي) وبعضه «حائل» صنعاً، او ممزق صنعاً، او طويل وقصير .. هذا سروال معولم.
كان ايف سان لوران، مصمم الازياء الراقية «هوت كوتور» قد قال حسرته ومرارته، لأن سروال «الجينز» لم يكن اختراعه، او لأن «كوكو شانيل» لم تكتف بعطورها الفاخرة، بل ايضا صممت سراويل للنساء.
هل كانت «جورج ساند» مسترجلة او مخنثة .. او «مثليّة»؟ أم كانت قد ضاقت بتعقيد ملابس شاعر ذلك العصر الفيكتوري، الى ان شاعت ملابس احادية الجنس «يونيسكي» للذكور والاناث، ربما مع تغيير صف الأزرار في القمصان والبناطيل الى جهة اليمين للذكور او جهة اليسار للاناث.
من زي إلى زي آخر، تتبدل القبعات وغطاء رأس الرجال والنساء، لكن السراويل «معولمة» الى ما شاء الله، أما قبعات النساء التي كانت صناعة كاملة في الغرب فقد انقرضت، سوى عن رؤوس ملكات بريطانيا مثلاً.
في الشتاء تعرض بيوت الأزياء ثياب الصيف، وفي الصيف تعرض ثياب الشتاء، لكن معظم التصاميم الغريبة لا يرتديها أحد، ويبقى اللباس العالمي معولماً يميل الى البساطة و«الهركلة» وسراويل الجينز و«اغسل والبس».
تتغير «موديلات» السيارات كل سنة، او سنتين، لكنها «تدبّ على أربع» وهكذا حال السراويل التي تغير موديلاتها لكن تظل «تدب» «مستلبسة» ساقي النساء والرجال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العولمة «مسرولة»  كمان العولمة «مسرولة»  كمان



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday