«أخذنا بلداً عربياً وحوّلناه بلداً يهودياً»
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

«أخذنا بلداً عربياً وحوّلناه بلداً يهودياً» !

 فلسطين اليوم -

«أخذنا بلداً عربياً وحوّلناه بلداً يهودياً»

حسن البطل

الآن، سوسيا جنوب جبل الخليل، وبيت البركة شمال مدينة الخليل. الآن، قرية العراقيب في النقب (هُدمت 86 مرة.. حتى الآن) ومن قبل إقرث وكفر برعم أقصى شمال فلسطين، وقرية عين حوض جنوب حيفا.
ثنائي الدبابة ـ الطائرة للحروب العربية ـ الإسرائيلية (الغابرة الآن) وثنائي الجرافة ـ المستوطنة للصراع في فلسطين وعليها.
هذا الشهر، سيهدمون ويجرفون نصف سوسيا الفلسطينية لصالح سوسيا اليهودية المقامة سنة 1983، والذريعة ذات شعبتين: المنطقة أثرية، وسوسيا الفلسطينية لا تملك بنية تحتية عكس سوسيا اليهودية. لكن، سوسيا اليهودية فيها بنية تحتية، وأقيمت في أرض أثرية!
قبل عامين رفضت الإدارة المدنية مخططاً هيكلياً أعدّه سكان سوسيا، يتضمن إقامة بنية تحتية.
لا تستطيع إسرائيل، كما عادتها، الاتكاء على أن سوسيا العربية "غير معترف بها" لأنها سابقة في الوجود على الاحتلال الإسرائيلي، لكن العراقيب "غير معترف بها" هي و40 قرية في النقب بخاصة، وبعضها في الجليل. الهدف هو السيطرة على 850 ألف دونم، حسب خطة برافر، التي جُمّدت، ثم أُعيد تنشيطها أخيراً.
إقرث وكفر برعم قصة أخرى، وأيضاً عين حوض جنوب حيفا، فهما أقدم من إقامة دولة إسرائيل.
أُخليت عين حوض من سكانها عام النكبة، وصارت "قرية للفنانين" ببيوتها الحجرية الجميلة عام 1954 تحت اسم "عين هود". تحريف بسيط من لغة إلى أخرى، والعملية تطهير عرقي.
ماذا فعل سكان عين حوض 40 سنة حتى أُجبرت إسرائيل على الاعتراف بقرية عين حوض العربية، على بعد قليل (5 كم) من "عين هود". علّموا أولادهم أولاً، وزوّدوا القرية بكهرباء شمسية، لأن إسرائيل منعت عنهم الكهرباء والماء وهدمت عدة مرات الطريق للقرية، بل وأقاموا شيئاً جديداً: بيوت خلاء كيماوية بدعم سويدي وهولندي تُسمّى بالإنكليزية Dry Latrines.. وأخيراً، اضطرت إسرائيل للاعتراف بعين حوض العربية ـ الجديدة، قبل عشرين عاماً.
ما هي خلاصة القصة ـ الرواية ـ الصراع؟ في أواخر خمسينات القرن المنصرم، قُتل مستوطن إسرائيلي في "غلاف غزة" اسمه "روعيه" وفي تأبينه نطق موشي دايان بالحقيقة. قال: "نحن نحوّل بلداً عربياً إلى بلد يهودي".
هل هذا كلام مناسبات؟ أي لا جمرك عليه، علماً أنه يناقض الادعاء القديم: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"؟
بعد حرب 1967 بشهر واحد، قال فيلسوف يساري، هو هربرت ماركوز، الألماني اليهودي: قيام إسرائيل دولة ذات سيادة يمكن اعتباره عدم عدالة، لأنها أقيمت فوق أرض أجنبية.
في كانون الثاني العام 1972 نشرت "هآرتس" مقالة للفيلسوف نفسه قال فيها: "على إسرائيل الموافقة على قيام دولة فلسطينية". لماذا؟
في كانون الأول 1971 التقى ماركوز بوزير الحرب الجنرال موشي دايان، وسمع منه اعترافاً مفاجئاً. قال دايان: "أخذنا منهم بلداً عربياً وحوّلناه إلى دولة يهودية". علّق ماركوز "هل تُقرّ بذلك؟ أنت الإسرائيلي الأول الذي يُقرّ بذلك من بين الذين التقيت بهم في البلاد".
مات ماركوز 1979، بعد مشاركته في قمة لتفكيك الرايخ النازي الثالث، وألف العديد من الكتب بوصفه نصيراً لليسار الجديد، وخاصة كتابه عام 1964 "الإنسان ذو البعد الواحد" الذي انتقد فيه الرأسمالية.
الجنرال دايان الأسطوري بعد حرب 1967، ولد في فلسطين (كفر ملال) قبل إقامة إسرائيل، وله قول شهير "الحمار وحده لا يغيّر رأيه" وهذا بعد أن كان معارضاً لإعادة سيناء إلى مصر مقابل سلام، وصار مؤيداً لذلك بعد حرب 1973.
المهمّ في الموضوع هو اعترافه مرتين في زمنين مختلفين بأن إسرائيل هي نتيجة عملية تحويل بلد عربي إلى بلد يهودي (إحلال بدل احتلال).
هذا يفسّر ما جرى في إقرث وكفر برعم، وما يجري في النقب، وما حصل في قرية عين حوض، وكذلك هدم سوسيا، والسيطرة على بيت البركة باسم "بيت براخا" وسياسة تهويد المنطقة (ج).
كان دايان قد قال بعد احتلال الضفة إن سياسة إسرائيل فيها مستوحاة من "حق الفتح".. ولم يتحدث عن حقوق تاريخية وتوراتية وأمنية.. إلخ.
ملاحظة: حديث الفيلسوف والجنرال منشور في مجلة "قضايا إسرائيلية" 57 ربيع العام 2015 بقلم تسفي تاوبر، أستاذ الفلسفة المعاصرة ـ جامعة تل أبيب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أخذنا بلداً عربياً وحوّلناه بلداً يهودياً» «أخذنا بلداً عربياً وحوّلناه بلداً يهودياً»



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday