بقلم : عبد اللطيف المناوي
برز اسم ستيفن ويتكوف فى المشهد السياسى الشرق أوسطى بعد تعيينه مبعوثًا خاصًّا للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب إلى المنطقة. هذا المستثمر العقارى البارز، الذى وُلد فى حى ذا برونكس بمدينة نيويورك عام ١٩٥٧، حاز شهرة بسبب دوره المحورى فى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
ينتمى ويتكوف إلى عائلة يهودية من الطبقة العاملة. درس القانون والعلوم السياسية، وبدأ حياته المهنية محاميًا فى مجال العقارات. سرعان ما توسع نشاطه فى هذا المجال، ليؤسس فى ١٩٩٧ «مجموعة ويتكوف العقارية»، التى حققت نجاحات بارزة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
علاقته بدونالد ترامب تعود إلى خلفيتهما المشتركة فى سوق العقارات بنيويورك، حيث جمعهما العمل والمصالح المشتركة. تحولت هذه العلاقة المهنية إلى صداقة قوية، لدرجة أن ويتكوف أصبح أحد أبرز داعمى ترامب سياسيًّا، خاصة خلال حملته الانتخابية عام ٢٠٢٤.
فى نوفمبر ٢٠٢٤، عيّن ترامب ويتكوف مبعوثًا خاصًّا للشرق الأوسط. ورغم أن ترامب لم يكن قد تسلم مهامه رسميًّا، بدأ ويتكوف ممارسة دور نشط فى المفاوضات بين إسرائيل وحماس. وفق مجلة نيوزويك وصحيفة هآرتس، لعب ويتكوف دورًا محوريًّا فى تقريب وجهات النظر وإبرام اتفاق وقف إطلاق النار.
وصف محللون ويتكوف بأنه ليس دبلوماسيًّا تقليديًّا، فهو يتبنى أسلوبًا حاسمًا ومباشرًا، مستندًا إلى خبرته كرجل أعمال. دبلوماسى إسرائيلى أشار إلى أن ويتكوف «لا يهتم بالبروتوكولات، بل يسعى لتحقيق النتائج بسرعة».
مثال على ذلك، فى مفاوضاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، مارس ويتكوف ضغوطًا استثنائية. عندما حاول مساعدو نتنياهو تأجيل الاجتماع إلى يوم السبت، وهو يوم عطلة اليهود، رد ويتكوف بحدة، مؤكدًا أن «السبت لا يهمه». دفع هذا الموقف نتنياهو إلى التراجع عن ممانعته والقبول بخطة وقف إطلاق النار.
تركزت المفاوضات على قضايا شائكة، مثل الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين وضمان انسحاب إسرائيلى كامل من غزة. ورغم الصعوبات، نجح ويتكوف فى إقناع الطرفين بالوصول إلى تسوية. ترامب وصف الاتفاق بأنه خطوة أولى نحو تعزيز السلام فى المنطقة، مشيدًا بدور ويتكوف فى هذا الإنجاز.
دور ويتكوف لا يقتصر على وقف إطلاق النار، بل يتسق مع رؤية ترامب لتوسيع اتفاقات إبراهام، التى تهدف إلى تحقيق سلام شامل فى المنطقة. ومع اقتراب تسلم ترامب مهامه، يبدو أن الإدارة الجديدة ستتبنى نهجًا حاسمًا لتعزيز السلام من خلال القوة والضغط السياسى.
ستيفن ويتكوف، رجل الأعمال الذى انتقل من سوق العقارات إلى المشهد السياسى، يجسد نموذجًا جديدًا فى الدبلوماسية، يعتمد على الحزم والسعى لتحقيق النتائج السريعة. دوره فى اتفاق غزة قد يكون البداية لحقبة جديدة فى السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.