السودان أمام المجهول
آخر تحديث GMT 11:34:38
 فلسطين اليوم -

السودان أمام المجهول

 فلسطين اليوم -

السودان أمام المجهول

بقلم : عبد اللطيف المناوي

يعيش السودان اليوم واحدة من أحلك مراحله التاريخية، مع استمرار الصراع الدموى بين الجيش وقوات «الدعم السريع» منذ منتصف إبريل ٢٠٢٣، وهى حرب لا تلوح فى الأفق أى بوادر لحلها، بل تتفاقم حدتها مع مرور الوقت. هذا الصراع الذى بدأ بدوافع سياسية وعسكرية يتحول الآن إلى كارثة إنسانية، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر، وسط مشهد دولى وإقليمى معقد.

الحرب أخذت منحى أكثر عنفًا وانتقامًا، خاصة مع الانتهاكات الوحشية التى ارتكبتها قوات «الدعم السريع» ضد المدنيين فى شرق ولاية الجزيرة. هذه الممارسات لم تقتصر على القتال التقليدى، بل شملت النهب، والتهجير القسرى، والاعتداء على البنية التحتية.

الجيش، رغم ما يواجهه من تحديات لوجستية واستراتيجية، يحظى بدعم شعبى نسبى يسعى من خلاله لاستعادة السيطرة على البلاد. لكن هذا الصراع لا يقتصر على الداخل السودانى، بل تتحكم فيه قوى إقليمية ودولية تسعى لتحقيق مصالحها، سواء عبر الموارد الطبيعية أو الممرات المائية الاستراتيجية، مما يعقد فرص التوصل إلى حل سريع.

على الصعيد الدولى، تبدو أزمة السودان على هامش اهتمامات القوى العالمية، التى تنشغل بصراعات أخرى مثل الحرب فى أوكرانيا وغزة. حتى جهود الأمم المتحدة تعثرت بسبب نقص التمويل وغياب الإرادة السياسية، ما يجعل احتمالية نشر قوات دولية لحماية المدنيين أمرًا مستبعدًا. فى الوقت نفسه، تعانى دول الجوار الإفريقى، مثل إثيوبيا وتشاد، أزمات داخلية تجعلها غير قادرة على لعب دور فعال فى حل الأزمة السودانية.

أما على الصعيد الأمريكى، فلم يذكر السودان أثناء الحملة الانتخابية، ولم تتضح ملامح السياسة الخارجية للإدارة الجديدة.

تتزايد المخاوف من أن تتوسع رقعة الحرب لتشمل مناطق جديدة، مثل شرق السودان ودارفور وغرب كردفان. هذه التوقعات يعززها الانتشار العسكرى المتزايد لكلا الطرفين، بالإضافة إلى استقطاب مجموعات إثنية وقبلية لم تكن منخرطة فى الصراع من قبل. ومع انتهاء موسم الأمطار وعودة الطرق للعمل، يُتوقع أن تصبح المعارك أكثر دموية وتدميرًا.

وسط هذا المشهد القاتم، يرى العديد من المحللين أن الحل الوحيد لإنهاء هذا الصراع يكمن فى إرادة وطنية خالصة. هناك حاجة ماسّة إلى مائدة مستديرة تجمع جميع مكونات الشعب السودانى، بعيدًا عن التدخلات الخارجية للوصول إلى رؤية شاملة تُنهى الحرب وتعيد بناء السودان.

ورغم صعوبة هذا المسار، فإن التجارب الدولية تشير إلى أن الحوار الوطنى هو السبيل الأنجع لتجاوز الأزمات. دعم أصدقاء السودان من دول الجوار والمجتمع الدولى يمكن أن يسهم فى خلق بيئة مواتية للحوار.

السودان يقف اليوم على مفترق طرق. استمرار الحرب يعنى المزيد من التمزيق والدمار، بينما يتطلب السلام شجاعة سياسية وتنازلات مؤلمة من جميع الأطراف. ومع أن الواقع الحالى يبدو قاتمًا، إلا أن الأمل يظل معقودًا على إرادة السودانيين أنفسهم لوقف هذه الحرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان أمام المجهول السودان أمام المجهول



GMT 11:34 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

خلق الإنسان كريما

GMT 05:00 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 04:57 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 04:50 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يصنع كتالوجه الخاص

GMT 04:47 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 04:42 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 04:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday