جنازة حسن نصرالله
أخر الأخبار

جنازة حسن نصرالله

 فلسطين اليوم -

جنازة حسن نصرالله

بقلم : عبد اللطيف المناوي

 

تشكل جنازة حسن نصرالله، الأمين العام السابق لحزب الله، حدثًا مفصليًّا فى تاريخ لبنان والمنطقة، إذ لا تقتصر دلالاتها على الجانب العاطفى أو التنظيمى، بل تتعداه إلى أبعاد سياسية وأمنية تعكس موازين القوى داخل لبنان وخارجه.

فالسؤال الأهم الذى يطرح نفسه هو: هل تُعدّ هذه الجنازة تحديًا للدولة اللبنانية الجديدة؟، وهل تمثل نهاية حزب الله أم بداية مرحلة جديدة؟.

يتزامن هذا الحدث مع وضع سياسى جديد فى لبنان، حيث تواجه الدولة تحديًا فى تأكيد سيادتها وإثبات قدرتها على احتواء أى تصعيد محتمل. وحضور شخصيات دولية وإقليمية بارزة، مثل رئيس البرلمان الإيرانى محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجى، ومساعد قائد الحرس الثورى الإيرانى على فدوى، يعكس اهتمامًا إيرانيًّا واضحًا، ويؤكد أن طهران لا تزال تدعم حزب الله، وربما لن تتخلى عنه.

ورغم التوترات الداخلية، تمكنت القوى الأمنية اللبنانية من ضبط إيقاع تشييع الجنازة، ما يُظهر فرض الدولة الجديدة سلطتها، ولو بشكل جزئى.. غير أن الحزب، الذى يسيطر فعليًّا على جزء كبير من القرار اللبنانى، نجح فى فرض جنازة مليونية أظهرت قوته الشعبية، ما يضع الدولة أمام اختبار حقيقى فى كيفية التعامل مع هذا النفوذ المستمر، كما يضع إسرائيل فى الموقف ذاته، وهى لطالما تحدثت عن فقدان الحزب اللبنانى لقوته وتأثيره فى الشارع!.

يروج البعض لفكرة أن وفاة حسن نصرالله تشكل ضربة قاصمة لحزب الله، إلا أن التشييع الجماهيرى والتغطية الدولية يشيران إلى أن الحزب يستعد لمرحلة جديدة بديلة للانهيار، حيث تشير المعطيات إلى أن الحزب لن يتراجع، بل سيعتمد على الجنازة كفرصة لإعادة ترتيب صفوفه، وتوصيل رسالة بأنه لا يزال لاعبًا أساسيًّا فى المعادلة اللبنانية والإقليمية. لكن ما يزيد من تعقيد المشهد هو أن الحزب يواجه تحديات داخلية، بما فى ذلك الوضع الاقتصادى المتردى، والعقوبات الغربية، ومحاولات بعض الأطراف السياسية تقليص نفوذه.

لطالما شكّل «الثنائى الشيعى»، المكون من حزب الله وحركة أمل، ركيزة أساسية فى السياسة اللبنانية.. لكن فى ظل هذه التطورات، يبرز التساؤل حول موقع حركة أمل فى هذه المعادلة. على الرغم من دعمها الرسمى لحزب الله، وقد ظهر ذلك فى بيان أصدراه، منذ أيام، إلا أن الحركة قد تسعى إلى وضع جديد لها من أجل الحفاظ على مكانتها ضمن التوازنات اللبنانية، خصوصًا أن جزءًا من جمهورها قد لا يكون مرتاحًا للتوجهات التصعيدية لحزب الله.

جنازة حسن نصرالله ربما تكون استفتاءً سياسيًّا كشف عن حجم التأييد الذى لا يزال يتمتع به حزب الله فى لبنان، وفى الوقت نفسه أظهر التحديات التى تواجه الدولة اللبنانية فى فرض سيادتها. الجنازة تؤكد أن الحزب لم ينتهِ بوفاة زعيمه، بل يبدو أنه يدخل مرحلة جديدة يسعى فيها لإعادة تأكيد نفوذه، وسط تغييرات إقليمية ودولية معقدة. والأيام المقبلة ستكون حاسمة فى تحديد الاتجاهات الجديدة للبنان والمنطقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنازة حسن نصرالله جنازة حسن نصرالله



GMT 02:41 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 02:21 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

حلّ «إخوان الأردن»... بين السياسة والفكر

GMT 02:10 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

GMT 02:04 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بعثة الملكة حتشبسوت إلى بونت... عودة أخرى

GMT 02:01 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 01:59 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

عين البابا البصيرة

GMT 01:57 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

هيروشيما تتكلم

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 07:01 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز توصيات لجنة الوبائيات الوطنية في فلسطين

GMT 15:23 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

مؤشرات تدل على تأخر نمو الأطفال تعرفي عليها

GMT 16:34 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إليكِ أجمل الفنادق التي يملكها النجوم في العالم

GMT 05:35 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

ادعيس يعلن صندوق الزكاة أنفق أكثر من 20 مليون دولار

GMT 10:00 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل وزارة الداخلية يبحث مع نظيره الروماني تعزيز التعاون

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday