غزة التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة
أخر الأخبار

غزة.. التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة!

 فلسطين اليوم -

غزة التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

 

على مدار عقود، كان قطاع غزة فى نظر العالم مجرد بقعة جغرافية تعيش تحت سيطرة حركة حماس، وتشكل تهديدًا من حين لآخر لحليفة الغرب، إسرائيل. وفى أوقات العدوان الإسرائيلى عليها وتصاعد الأزمات الإنسانية، تتصدر أخبارها العناوين والمانشيتات.. لكن فجأة، وجدت غزة نفسها فى قلب الاهتمام الدولى، ليس فقط بسبب العدوان الإسرائيلى الدموى الأخير، بل بسبب كنوزها المخفية التى ظلت لعقود خارج الحسابات.

ما كشفت عنه الأرقام حول احتياطيات الغاز الطبيعى فى قطاع غزة، التى تقدر بـ1.4 تريليون قدم مكعب فى حقلى (مارين 1 و2)، فضلًا عن حقل (نوا) الذى استولت عليه إسرائيل، وكذلك وجود احتياطيات مؤكدة من النفط تقدر بحوالى 1.5 مليار برميل، يشير إلى حقيقة مختلفة تمامًا؛ وهى أن القطاع المدمر حاليًا ليس مجرد منطقة عادية، بل منطقة غنية بالموارد، قادرة على تحقيق استقلال اقتصادى حقيقى، إذا ما أُتيحت لها الفرصة.

ولكن إسرائيل ربما تكون واعية تمامًا لهذا الواقع، وهو ما يفسر سياساتها القائمة على الحصار والتدمير الممنهج للبنية التحتية للقطاع. فإن كل الحروب التى شنتها إسرائيل منذ 2008 كانت تهدف إلى إبقاء غزة فى حالة ضعف دائم، ومنعها من النهوض اقتصاديًا، حتى المساعدات الدولية التى خُصصت لإعادة الإعمار لم تصل بالشكل المطلوب، حيث خُصص 5.4 مليار دولار بعد حرب 2014، لكن إسرائيل لم تسمح بإدخال سوى 0.1٪ من المواد المطلوبة، فى عملية ممنهجة لتكبيل أى محاولة للتعافى الاقتصادى، وفقًا للمحللين.

لكن.. لماذا أصبحت غزة فجأة محط أنظار العالم؟ الإجابة ببساطة تكمن فى تغير المعادلات الإقليمية.. الثروات الطبيعية فى القطاع، وعلى رأسها الغاز، أصبحت اليوم أكثر أهمية فى ظل التنافس الدولى على مصادر الطاقة، خاصة بعد الأزمة الأوكرانية. أضف إلى ذلك أن القطاع يمتلك واجهة بحرية بطول 41 كيلومترًا، ما يجعله مؤهلًا ليكون مركزًا تجاريًا وسياحيًا واقتصاديًا ضخمًا، وهذا ربما يكون أثار شهية ترامب للحديث عن إعادة إعمار القطاع ووصفه بـ«ريفييرا الشرق».

الاهتمام العالمى بغزة هذه المرة لا يُبنى نهائيًا على القيم الأخلاقية، لأن غزة صارت ضحية معادلة غير عادلة، فهى تمتلك ثروات طبيعية، لكنها أولًا تُحرم من استغلالها، وثانيًا صارت مطمعًا للقوى الاستعمارية الاقتصادية والسياسية فى العالم.

إن مستقبل غزة يجب ألا يكون مرهونًا بخطط إعمار جزئية، بل يجب أن يقوم على رؤية تنموية حقيقية، تستند إلى استغلال الموارد الطبيعية، وتحقيق الاستقلال الاقتصادى، بعيدًا عن الوصاية الإسرائيلية والدولية. وهنا، أتحدث عن خطة عربية حقيقية للإعمار والتنمية، تضمن للفلسطينيين حقوقهم فى أرضهم وثرواتهم.

غزة اليوم أمام مفترق طرق، إما أن تبقى ساحة صراع لقوى مستغلة عالمية، أو أن تصبح نموذجًا اقتصاديًا يثبت أن الفلسطينيين قادرون على بناء مستقبلهم بأيديهم.

وهنا أقول إن المحنة قد تكون منحة، ولكن لابد من استغلالها وبمساعدة عربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة غزة التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة



GMT 01:18 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

اغتيال فاطمة حسونة منح فيلمها الحياة

GMT 01:14 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

هل أخطأت سلسلة بلبن؟

GMT 00:53 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

غزة مسئولية من؟

GMT 00:50 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

«هزيمة» أم «تراجع»؟

GMT 00:48 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

الأردن في مواجهة إوهام إيران والإخوان

GMT 00:43 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

عصر الترمبية

GMT 00:41 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

قراءة لمسار التفاوض بين واشنطن وطهران

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 18:32 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

داليا زكي تتألق في ديوان سدنة العشق

GMT 01:54 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

ياسمين عبدالعزيز تُحضِّر لمشروع فيلم "الدادة دودي 2"

GMT 14:07 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توافقك الظروف المهنية اليوم لكي تعالج مشكلة سابقة

GMT 23:34 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

طلب عراقي لاستضافة النسخة رقم 24 من بطولة كأس الخليج

GMT 16:42 2014 الجمعة ,10 تشرين الأول / أكتوبر

داليا كريم تعرض الحلقات الأولى من "داليا والتغيير" قريبًا

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday