«غزة الأسود» شهادة على مأساة إنسانية
آخر تحديث GMT 11:03:36
 فلسطين اليوم -

«غزة الأسود»: شهادة على مأساة إنسانية

 فلسطين اليوم -

«غزة الأسود» شهادة على مأساة إنسانية

بقلم : عبد اللطيف المناوي

صدر حديثًا عن دار لوسوى الفرنسية كتاب «غزة الأسود»، وهو عمل يوثّق مأساة الحرب فى غزة عبر شهادات مباشرة وتقارير مؤسسات محلية ودولية. حرّرت الكتاب أنييس لوفالوا، المتخصّصة فى قضايا الشرق الأوسط، وقدّمه رونى برومان، الرئيس السابق لمنظمة «أطباء بلا حدود». يُعَد الكتاب شهادة مؤلمة على أهوال الحرب التى اندلعت فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وما تلاها، مُظهرًا ما يغيب عن تغطيات الإعلام التقليدى.

يتناول الكتاب فى أقسامه السبعة الجذور التاريخية للصراع، بدءًا من الحصار المفروض على غزة قبل الحرب، وتأثيره على النظام الصحى، ووصولًا إلى الهجمات التى طالت الصحفيين والسكان المدنيين. يوثّق أيضًا التدمير الهائل للبنية التحتية واستهداف العاملين فى المجال الإنسانى، مشددًا على غياب المحاسبة عن الانتهاكات.

الكتاب يتضمن تقارير موثّقة من منظمات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمات فلسطينية وإسرائيلية، بالإضافة إلى تحقيقات صحفية وشهادات ميدانية.. ويُلقى الضوء على كيف أن الحرب ليست مجرد صراع عسكرى ضد حماس، بل جزء من سياسة أوسع لتدمير النسيج الاجتماعى والاقتصادى لسكان غزة، كما يصفها بيتر هارلينج، مدير مركز سينابس للأبحاث.

وصفته صحيفة «لوموند» الفرنسية بأنه شهادة جريئة تتحدى الروايات الإعلامية السائدة، فى ظل مناخ يُساوى بين انتقاد السياسات الإسرائيلية ومعاداة السامية. يرفض الكتاب هذا الترهيب الفكرى ويُسلّط الضوء على التلاعب فى الخطاب الإعلامى، مما يعوق النقاش الموضوعى حول جذور الصراع وآثاره.

يتطرق الكتاب إلى أوضاع سكان غزة، الذين يعيشون منذ سنوات فى ظروف تزداد قسوة بسبب الحصار المفروض منذ عام ٢٠٠٧. وفقًا لتقرير صادر عن منظمة بتسليم، يُشكّل القطاع مسرحًا لكارثة إنسانية تفاقمت جراء سياسات إسرائيلية منهجية، من تدمير البنى التحتية الزراعية والصناعية إلى قصف المستشفيات والمخابز، مما أدى إلى انهيار شبكات الدعم الاجتماعى والعائلى.

فى مقال بعنوان «حرب بلا نهاية»، تُبرز أنييس لوفالوا كيف أن جذور الصراع تعود إلى تأسيس إسرائيل عام ١٩٤٨، حيث لجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى غزة. تشير الكاتبة إلى سلسلة من الإجراءات الإسرائيلية التى تهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية، بدءًا من إجهاض نشوء حركة وطنية فلسطينية، وصولًا إلى بناء الجدار العازل وتشديد الحصار.

لا يقدم الكتاب فقط توثيقًا للكارثة، بل يطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل المنطقة. تؤكد الكاتبة أن هذه الحرب، بعنفها المطلق، ليست مجرد حلقة عابرة بل جزء من سياق أوسع سيُشكّل ذاكرة تاريخية مؤلمة للأجيال القادمة.

«غزة الأسود» هو شهادة شجاعة تسعى للحفاظ على الحقيقة فى وجه النسيان، وهو تذكير مُلحّ بأن الإنسانية تدفع دائمًا الثمن الأغلى فى صراعات القوى والسياسات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«غزة الأسود» شهادة على مأساة إنسانية «غزة الأسود» شهادة على مأساة إنسانية



GMT 05:00 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 04:57 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 04:50 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يصنع كتالوجه الخاص

GMT 04:47 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 04:42 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 04:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

GMT 04:37 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة العشرين وقمة اللاحسم

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday