بريطانيا الحكومة العمالية بين فكي رحى
آخر تحديث GMT 11:58:37
 فلسطين اليوم -

بريطانيا... الحكومة العمالية بين فكي رحى

 فلسطين اليوم -

بريطانيا الحكومة العمالية بين فكي رحى

بقلم : جمعة بوكليب

 

النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الأميركية أبانت مؤخراً أنَّ المرشحَ الجمهوري دونالد ترمب قد فاز بكل الولايات السبع المتأرجحة، وأصبح الرئيسَ السابع والأربعين، مدعوماً بأغلبية أصوات الناخبين وبالمجمع الانتخابي، وبأغلبية حزبية في مجلس الشيوخ، وأغلبيةٍ محتملةٍ في النواب، ودعمِ أكبر هيئة قضائية: المحكمة العليا.

الحزب الديمقراطي عليه، منذ الآن وصاعداً، الركون إلى هدوء الصفوف الخلفية، ولعق الجراح، والتفكير في احتمالات المستقبل، وما يتوجب عليه القيام به من تغييرات، تعيد إليه ما فقده من دعم شعبي.

المحللون الإعلاميون الأميركيون والغربيون مشغولون هذه الأيام بمحاولة معرفة الأسباب التي دفعت بالناخبين الأميركيين إلى انتخاب مرشح رئاسي بسجل جنائي، مضافاً إليه علمهم بزئبقيته. ومن جهة أخرى، انشغل آخرون بمعرفة الأسباب التي أدت إلى هزيمة الديمقراطيين في معركة انتخابية كان من المفترض أن تكون لصالحهم، حسب زعمهم.

على الضفة الأطلسية المقابلة، وجدت الحكومة العمالية البريطانية نفسها في موقف لا تحسد عليه. فهم، أي العماليون، تاريخياً يصطفون إلى جانب الحزب الديمقراطي. وخلال الحملة الانتخابية الأخيرة قاموا بإرسال كوادر شبابية عمالية لتساعد في الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، هذا من جانب.

من جانب آخر، يعاني المسؤولون في الحكومة العمالية من الشعور بالذنب نتيجة تصريحات مسيئة أدلوا بها ضد دونالد ترمب في أوقات سابقة، حينما كانوا على مقاعد المعارضة. وحالياً، هم يجلسون على مقاعد الحكومة، وعليهم التعامل مع الرئيس المنتخب وإدارته الجديدة. وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة، حرص رئيس الحكومة كير ستارمر مصحوباً بوزير خارجيته على لقاء المرشح ترمب في واشنطن، والحديث معه بهدف رأب الصدع.

الحكومة البريطانية الحالية وجدت نفسها هذه الأيام بين شقي رحى. فهي من ناحية وصلت إلى الحكم في وقت كانت فيه بريطانيا قد تركت الاتحاد الأوروبي وأغلقت الباب وراءها. ومن ناحية أخرى، وجدت نفسها في مواجهة معقّدة مع رئيس أميركي قادم، يحمل أجندة سياسية واقتصادية لا تتلاءم وما تريده لندن. فهي، أي لندن، تريد استمرار الدعم الأميركي لحكومة كييف، لمنع حدوث نصر عسكري روسي، الأمر الذي لا يتفق وما أعلنه الرئيس الأميركي المنتخب من رغبة في إطفاء نيران الحرب. وفي حالة حرصه على تنفيذ تلك الرغبة، فإنَّ الرئيس الروسي بوتين سيحقق أهدافه العسكرية والسياسية. ويأمل الساسة العماليون البريطانيون محاولة إقناع الرئيس المنتخب بالاستمرار في تقديم الدعم العسكري والمالي لحكومة كييف لتفادي هزيمة أوكرانيا. بريطانيا، في هذا السياق، لن تكون وحدها، بل ستكون مدعومة بالدول الأعضاء في حلف الأطلسي، وبالدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. واحتمال إقناع الرئيس الأميركي المنتخب بتغيير أجندته ليس محتملاً. الأمر الذي سيزيد من تعقيد الأمور سياسياً بين واشنطن وحلفائها.

هناك أيضاً الجانب الاقتصادي، ممثلاً في رغبة الرئيس المنتخب رفع التعريفة الجمركية على أسعار السلع والبضائع المستوردة بقيمة تتراوح بين 10 و20 في المائة. وفي حالة تنفيذ تلك السياسة، فإن الصناعات البريطانية ستعاني من جرائها الكثير، وستلحق بها خسائر. كما أنها سوف تعوق بشكل أو بآخر السياسة الاقتصادية للحكومة العمالية الرامية إلى رفع نسبة نمو الاقتصاد البريطاني. ويأمل الساسة العماليون البريطانيون في السعي لدى الرئيس المنتخب لتجنيب السلع البريطانية الزيادة في التعريفة الجمركية، متوسلين في ذلك بالعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين. وهناك احتمال ضعيف أن يجد مطلبهم هذا آذاناً مصغية في واشنطن. ذلك أن الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب ترمب لن تكون كالسابقة. واستناداً إلى التقارير الإعلامية، فإن الإدارة الجديدة ستكون من الموالين للرئيس ترمب، وحريصة على تنفيذ الأجندة التي وعدوا بها الناخبين.

وهذا يقود إلى استنتاج ليس في صالح حكومة لندن على المستويين السياسي والاقتصادي. وربما هذا كان السبب وراء حالة القلق السياسي التي تسود الحكومة البريطانية، لعلمها بأن الرياح الأميركية من المحتمل لها أن تسير عكس اتجاه إبحار السفن البريطانية خصوصاً والأوروبية عموماً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا الحكومة العمالية بين فكي رحى بريطانيا الحكومة العمالية بين فكي رحى



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday