أميركا دونالد ترمب
أخر الأخبار

أميركا دونالد ترمب

 فلسطين اليوم -

أميركا دونالد ترمب

بقلم : جمعة بوكليب

 

بدتِ الصورةُ المنشورة مؤخراً على صدر صفحات الجرائد، غير قابلة للتجاهل، ولافتة للانتباه، ومدعاة للاهتمام، حتى لغير المهتمين بالشأن السياسي.

الصورةُ المعنية تجمع بين الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، والرئيس المنتخب دونالد ترمب، في المكتب البيضاوي، بالبيت الأبيض، وهما جالسان على كرسيَّين مريحَين، يتدفآن بنار مدفأة تبدو في الخلفية واضحة وجميلة، وأمامهما على منضدة صغيرة باقة من ورود حمراء، تزيد من حرارة دفء الاجتماع والأُنس.

الأهمُّ من ذلك أن الرجلَين/ الرئيسَين في الصورة يوحيان للناظر وكأنهما صديقان قديمان التقيا بعد فراق سنوات طويلة، يتجاذبان أطراف حديث عن حكايات ومواقف قديمة، لا تخلو من طرافة.

هل نصدِّق الصورة التي التُقطت لدى استقبال الأول للثاني يوم الأربعاء المنصرم في البيت الأبيض بواشنطن دي سي، للتباحث حول تسليم سلمي وهادئ للسلطة في يوم 20 يناير (كانون الثاني) 2025، أو نصدِّق ما نعرفه عنهما، وما شهد به كل واحد منهما ضد الآخر في خطابات علنية، منذ أيام قليلة سابقة ليوم الاقتراع، ومنقولة مباشرة على القنوات التلفزيونية الأميركية والدولية؟

الرئيس بايدن كان حريصاً، في كل خطاباته، على تحذير الأميركيين من انتخاب دونالد ترمب؛ لكونه - حسب زعمه - خطراً على الديمقراطية الأميركية.

وعلى الجانب الآخر، ظل الرئيس المنتخب ترمب يصف الرئيس جو بايدن بكونه أسوأ رئيس عرفته الولايات المتحدة الأميركية. وفي رأيي الشخصي، فإن الوصفين لم يجانبا الصواب.

العديد ممن يقفون على الضفة المقابلة للرئيس المنتخب دونالد ترمب، يتمنَّون لو أن بيدهم مقاليد الزمن؛ كي يتمكنوا من إيقافه في نقطة معينة، وإغلاق الأبواب وإحكام أقفالها؛ كي لا يتمكن عام 2024 من الخروج، مُفسحاً المكان لعام 2025، لبدء مرحلة ترمبية ثانية! لكن الزمن هو الزمن، لا يخضع لسيطرة. يواصل سيره للأمام بلا مبالاة. وليس أمام أنصار الرئيس المنتخب ترمب وخصومه، على السواء، في أميركا والعالم، سوى التأهب والاستعداد لاستقبال عام جديد وشيك، حاملاً إليهم في صِراره الكثيرة مفاجآت قد تبهج البعض، ومن المحتمل كذلك أن تذهب بعقول البعض الآخر من شدة الغيظ.

الشعب الأميركي قال كلمته في الانتخابات. والأميركيون بأغلبية ملحوظة منحوا أصواتهم وثقتهم لرئيس سابق، يعرفونه جيداً، بهدف أن يقودهم لمدة أربع سنوات أخرى. فأين المشكلة؟

المشاكل لا تأتي بها الرياح أو تقذف بها أرواحٌ لا مرئية. المشاكل بشرية، ومن صُنع البشر. والبشر تحكمهم مصالحهم. ووُجدتِ السياسة والأحزاب منذ القدم لتحدد مصالح كل فئة مجتمعية، بهدف حمايتها من الآخرين وتطويرها.

اختلاف المصالح كان وراء ظهور المشكلة؛ فما ينفع فئة أو طائفة أو شعباً، قد يضر بمصالح غيرهم. ومهمة الرئيس المنتخب ترمب - حسب برنامجه المعلن - حماية مصالح الشعب الأميركي وتطويرها؛ ولهذا السبب قاد حملة انتخابية هائلة تحت شعار: «لنجعلْ أميركا عظيمة ثانية». وحظي بتأييد أغلبية الأميركيين.

العظمة الموعودة والمأمولة ستكون بالضرورة على حساب مصالح شعوب ودول وأمم أخرى، حسب ما يردده ويتفق حوله الساسة والاقتصاديون والمحللون السياسيون. لكن هذه المشكلة تحديداً، لا تُهمُّ المواطنين الأميركيين الذين صوَّتوا لصالح ترمب، ولا يَضيرهم ما قد يحُلُّ بمصالح الآخرين من ضرر.

ما يُهمُّهم هو أن يفي الرئيس المنتخب ترمب بوعوده، ويعيد لأميركا ثانيةً ما فقدت من عظمة. اللافت للاهتمام، أن أميركا، بعد ما يقرب من 250 عاماً من ظهورها كدولة على خريطة العالم، أضحت أكبر قوة سياسية وعسكرية واقتصادية، لم يرَ العالم مثلها منذ قرون طويلة. فهل توجد عظمة أكثر من ذلك؟

الصورة السالفة التي جمعت بين رئيسَين، واحد في طريقه إلى المغادرة، وآخر في طريقه إلى الحلول مكانه، تبدو عادية جداً في سياقها السياسي المتعارف عليه. المقصود منها التأكيد على استمرار التقاليد الأميركية السلمية في انتقال السلطة، رغم علمنا المسبق أن الرئيس المنتخب ترمب، خرج عن تلك التقاليد حينما كان رئيساً، ورفض في عام 2020 استقبال الرئيس المنتخب آنذاك جو بايدن، بسبب رفضه نتيجة الانتخابات.

أميركا دونالد ترمب من 2025 إلى 2028، ستكون مختلفة عن أميركا جو بايدن وكامالا هاريس، وباراك أوباما، وبيل كلينتون... إلى آخر القائمة. الاختلاف لن يتوقف عند حد طرد مهاجرين غير قانونيين في عمليات ترحيل لم تُشهد من قبل. الاختلاف، هذه المرّة، ليس مسبوقاً، وعلى مستوى العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا دونالد ترمب أميركا دونالد ترمب



GMT 22:25 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

«بلبن».. ومناخ الاستثمار

GMT 22:24 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

مفهوم «الزمن» ومحاولات الإنكار

GMT 22:22 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

وفاة البابا فرنسيس.. خسارة لقضية السلام

GMT 22:21 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

خَواء في عقول مغلقة

GMT 22:19 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

الدعم والدهس

GMT 22:18 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

رمضان «نمبر ون» والفن «نمبر كم»؟

GMT 22:15 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

وعود القادة في التنفيذ

GMT 22:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس... رحيل صديق للعرب والمسلمين

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 11:50 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

أجمل 5 شواطئ في المملكة العربية السعودية

GMT 19:04 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

كيف تعلمي طفلك الصبر؟

GMT 09:43 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تطلق سيارتها "سي إل أس"الجديدة والمميزة

GMT 19:49 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

أرامكو تنفذ صفقة الاستحواذ على 70% من سابك

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 09:38 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 09:11 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسباب نجاح مسلسلات السيرة الذاتية لكثير من الشخصيات المهمّة

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday