أميركا دونالد ترمب
آخر تحديث GMT 23:17:11
 فلسطين اليوم -

أميركا دونالد ترمب

 فلسطين اليوم -

أميركا دونالد ترمب

بقلم : جمعة بوكليب

 

بدتِ الصورةُ المنشورة مؤخراً على صدر صفحات الجرائد، غير قابلة للتجاهل، ولافتة للانتباه، ومدعاة للاهتمام، حتى لغير المهتمين بالشأن السياسي.

الصورةُ المعنية تجمع بين الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، والرئيس المنتخب دونالد ترمب، في المكتب البيضاوي، بالبيت الأبيض، وهما جالسان على كرسيَّين مريحَين، يتدفآن بنار مدفأة تبدو في الخلفية واضحة وجميلة، وأمامهما على منضدة صغيرة باقة من ورود حمراء، تزيد من حرارة دفء الاجتماع والأُنس.

الأهمُّ من ذلك أن الرجلَين/ الرئيسَين في الصورة يوحيان للناظر وكأنهما صديقان قديمان التقيا بعد فراق سنوات طويلة، يتجاذبان أطراف حديث عن حكايات ومواقف قديمة، لا تخلو من طرافة.

هل نصدِّق الصورة التي التُقطت لدى استقبال الأول للثاني يوم الأربعاء المنصرم في البيت الأبيض بواشنطن دي سي، للتباحث حول تسليم سلمي وهادئ للسلطة في يوم 20 يناير (كانون الثاني) 2025، أو نصدِّق ما نعرفه عنهما، وما شهد به كل واحد منهما ضد الآخر في خطابات علنية، منذ أيام قليلة سابقة ليوم الاقتراع، ومنقولة مباشرة على القنوات التلفزيونية الأميركية والدولية؟

الرئيس بايدن كان حريصاً، في كل خطاباته، على تحذير الأميركيين من انتخاب دونالد ترمب؛ لكونه - حسب زعمه - خطراً على الديمقراطية الأميركية.

وعلى الجانب الآخر، ظل الرئيس المنتخب ترمب يصف الرئيس جو بايدن بكونه أسوأ رئيس عرفته الولايات المتحدة الأميركية. وفي رأيي الشخصي، فإن الوصفين لم يجانبا الصواب.

العديد ممن يقفون على الضفة المقابلة للرئيس المنتخب دونالد ترمب، يتمنَّون لو أن بيدهم مقاليد الزمن؛ كي يتمكنوا من إيقافه في نقطة معينة، وإغلاق الأبواب وإحكام أقفالها؛ كي لا يتمكن عام 2024 من الخروج، مُفسحاً المكان لعام 2025، لبدء مرحلة ترمبية ثانية! لكن الزمن هو الزمن، لا يخضع لسيطرة. يواصل سيره للأمام بلا مبالاة. وليس أمام أنصار الرئيس المنتخب ترمب وخصومه، على السواء، في أميركا والعالم، سوى التأهب والاستعداد لاستقبال عام جديد وشيك، حاملاً إليهم في صِراره الكثيرة مفاجآت قد تبهج البعض، ومن المحتمل كذلك أن تذهب بعقول البعض الآخر من شدة الغيظ.

الشعب الأميركي قال كلمته في الانتخابات. والأميركيون بأغلبية ملحوظة منحوا أصواتهم وثقتهم لرئيس سابق، يعرفونه جيداً، بهدف أن يقودهم لمدة أربع سنوات أخرى. فأين المشكلة؟

المشاكل لا تأتي بها الرياح أو تقذف بها أرواحٌ لا مرئية. المشاكل بشرية، ومن صُنع البشر. والبشر تحكمهم مصالحهم. ووُجدتِ السياسة والأحزاب منذ القدم لتحدد مصالح كل فئة مجتمعية، بهدف حمايتها من الآخرين وتطويرها.

اختلاف المصالح كان وراء ظهور المشكلة؛ فما ينفع فئة أو طائفة أو شعباً، قد يضر بمصالح غيرهم. ومهمة الرئيس المنتخب ترمب - حسب برنامجه المعلن - حماية مصالح الشعب الأميركي وتطويرها؛ ولهذا السبب قاد حملة انتخابية هائلة تحت شعار: «لنجعلْ أميركا عظيمة ثانية». وحظي بتأييد أغلبية الأميركيين.

العظمة الموعودة والمأمولة ستكون بالضرورة على حساب مصالح شعوب ودول وأمم أخرى، حسب ما يردده ويتفق حوله الساسة والاقتصاديون والمحللون السياسيون. لكن هذه المشكلة تحديداً، لا تُهمُّ المواطنين الأميركيين الذين صوَّتوا لصالح ترمب، ولا يَضيرهم ما قد يحُلُّ بمصالح الآخرين من ضرر.

ما يُهمُّهم هو أن يفي الرئيس المنتخب ترمب بوعوده، ويعيد لأميركا ثانيةً ما فقدت من عظمة. اللافت للاهتمام، أن أميركا، بعد ما يقرب من 250 عاماً من ظهورها كدولة على خريطة العالم، أضحت أكبر قوة سياسية وعسكرية واقتصادية، لم يرَ العالم مثلها منذ قرون طويلة. فهل توجد عظمة أكثر من ذلك؟

الصورة السالفة التي جمعت بين رئيسَين، واحد في طريقه إلى المغادرة، وآخر في طريقه إلى الحلول مكانه، تبدو عادية جداً في سياقها السياسي المتعارف عليه. المقصود منها التأكيد على استمرار التقاليد الأميركية السلمية في انتقال السلطة، رغم علمنا المسبق أن الرئيس المنتخب ترمب، خرج عن تلك التقاليد حينما كان رئيساً، ورفض في عام 2020 استقبال الرئيس المنتخب آنذاك جو بايدن، بسبب رفضه نتيجة الانتخابات.

أميركا دونالد ترمب من 2025 إلى 2028، ستكون مختلفة عن أميركا جو بايدن وكامالا هاريس، وباراك أوباما، وبيل كلينتون... إلى آخر القائمة. الاختلاف لن يتوقف عند حد طرد مهاجرين غير قانونيين في عمليات ترحيل لم تُشهد من قبل. الاختلاف، هذه المرّة، ليس مسبوقاً، وعلى مستوى العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا دونالد ترمب أميركا دونالد ترمب



GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 02:01 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شبحا كافكا وأورويل في بريطانيا

GMT 01:58 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

التوسع والتعربد

GMT 01:52 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا طاح الليل...

GMT 01:42 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

صدمة البنتاجون!

GMT 01:34 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب والشرق الأوسط

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 10:10 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:54 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

لاس بالماس الإسبانية المدينة المثالية لتمضية أجمل شهر عسل

GMT 22:20 2017 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

"ميلان الإيطالي" يعبر عن رغبته في إنفاق 150 مليون يورو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday