موسم النزول إلى الوحل
آخر تحديث GMT 16:54:54
 فلسطين اليوم -

موسم النزول إلى الوحل

 فلسطين اليوم -

موسم النزول إلى الوحل

بقلم : ممدوح المهيني

 

قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، يشتد القنص المتبادل بين المرشحين دونالد ترمب وكامالا هاريس. سخر ترمب من فرقعة ضحكاتها، وعدّها غير جديرة بمنصب ومناطحة شخصيات قوية مثل فلاديمير بوتين وشي جينبينغ. هاريس لم تتردد في وصفه بالفاشي بعد حديث رئيس موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي أن ترمب معجب بهتلر، ويروق له الولاء المطلق من جنرالاته له، وقال إن الزعيم النازي فعل بعض الأشياء الجيدة.

مع الأميال الأخيرة ينزل الجميع في الوحل، ويستخدم الجميع كل الحيل الرخيصة للنيل من الخصم. «بورتوريكو عبارة عن جزيرة قمامة عائمة»، هكذا قال المعلق الكوميدي توني هنشكليف في تجمع انتخابي في نيويورك، وأحرج ترمب في وقت حساس. ولكن هذه الفرصة المناسبة لهاريس أضاعها عليها بايدن الذي وصف أنصار ترمب بـ«القمامة». ترمب لم يتردد في استخدام هذه الهفوة لرصيده، عندما قاد شاحنة جمع القمامة، وقال للصحافيين، وهو يرتدي سترة العاملين: «شاحنة القمامة تكريم لبايدن وهاريس». وقبل ذلك اختار ترمب أن يتحوّل لبائع في مطعم ماكدونالدز ليحرج هاريس، التي يقول إنها ادّعت أنها عملت في صغرها في هذا المكان. هاريس وجّهت بندقيتها من جديد إلى ترمب، ووصفته بالمجنون والمضطرب.

وسنشهد في الأيام المتبقية مزيداً من الهجوم الشخصي المقزز والادعاءات المسمومة في معركة لا تعترف بالقواعد. المفارقة أن كل هذا الهجوم الوضيع من الطرفين يأتي بعد الأحاديث التي قالها البعض، وهي أن محاولة اغتيال ترمب ستغير من المشهد وتجعله أكثر تهذيباً ولياقة. ولكن الواقع أن العكس هو الذي حدث. لم تمر سوى أيام من الهدنة، ولكنها خرقت سريعاً وهو أمر متوقع. السبب أن طبيعة العملية السياسية تغيرت بعد دخول عناصر كثيرة، ولا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. مع أن الخلافات قديمة بين الجمهوريين والديمقراطيين، المحافظين والليبراليين، اليمين واليسار، فإن التحولات السياسية والإعلامية والتقنية أجّجتها.

هل كان من المنتظر أن تصعد الظاهرة الترمبية قبل 40 عاماً؟ على الأرجح لا، لأن الحزب القوي الذي يحرك القواعد الشعبية ويسيطر عليها سيلجمه ويمنعه من الترشح. سابقاً كان الحزب أقوى من الفرد، ولكن مع ظهور ظاهرة الفرد النجم، أصبح الفرد أقوى من الحزب. الحزب أصبح بحاجة إليه، وليس العكس. ونعرف أنه في انتخابات 2015 أرغم ترمب الجمهوريين بعد أن هزمهم واحداً تلو آخر على الوقوف في صفّه. والآن بعد أن تلاسن معهم بعد هزيمته في الانتخابات الأخيرة، عادوا الآن لدعمه بشكل كامل، لأنه لم يعد لهم خيار سوى الركوب في قطار ترمب. لقد خلق ترمب للمرة الأولى ما يسمى بعبادة الشخصية وثقافة الطائفة المهووسة، ويتمنى بعض الجمهوريين المعارضين له أن يتعرض ترمب للهزيمة حتى يستعيد الحزب قوته ويفيق أنصاره من الغيبوبة.

التحولات الإعلامية والتقنية زادت من حالة الاستقطاب والانقسام. ولهذا بدا غريباً وخارجاً عن المألوف (رغم أنه صحيح) موقف جيف بيزوس في الدفاع عن توجه صحيفته «واشنطن بوست» من التوقف عن دعم أي مرشح. في العقد الأخير، تحوّل الإعلام المشحون إلى منصات دعاية حزبية بين اليمين واليسار، وتعرضت المهنية لضربة قاسية. ودخول منصات التواصل رفع مستوى الغليان إلى درجات غير مسبوقة، حيث أصبحت في بحث لا يتوقف عن فضائح وأخطاء كل طرف، وإعادة نشرها وبثّها على أوسع نطاق. لقد هاجم الجمهوريون بقسوة بايدن بعد أن تعثر على السلم وتحوّل المشهد المثير للشفقة إلى سخرية واسعة. ولاحقت السمعة السيئة ترمب بعد محاكمات بتهم التحرش والاغتصاب، حرّكها خصومه من الديمقراطيين. حوّلت منصات التواصل الانتخابات من موسم يستمر لبضعة أشهر إلى موسم يستمر، لا يتوقف طيلة 4 سنوات. 4 سنوات من الفضائح التي لا تنتهي، حتى بدخول الرئيس إلى البيت الأبيض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم النزول إلى الوحل موسم النزول إلى الوحل



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday