مستر أبو سمبل
آخر تحديث GMT 09:04:54
 فلسطين اليوم -

مستر أبو سمبل!؟

 فلسطين اليوم -

مستر أبو سمبل

بقلم : دكتور زاهي حواس

لا أذكر أنني سافرت مرة إلى مدينة نيويورك الأميركية ولم أقم بزيارة متحف المتروبوليتان، فبغض النظر عن قصر أو طول مدة إقامتي بالمدينة ومدى انشغالي بالمحاضرات أو اللقاءات الصحافية والتلفزيونية، لا بد أن أجد الوقت لزيارة المتروبوليتان، وذلك فقط لعشقي لقسم المصريات بهذا المتحف، بخاصة أنه يحوي أكبر قاعة عرض متحفي ربما في العالم كله خصصت لعرض معبد دندور المصري. نعم هناك معبد مصري كامل معروض داخل متحف المتروبوليتان منذ عام 1978. وهو للأسف الشديد أحد المعابد التي قامت الحكومة المصرية بإهدائها إلى الدول التي ساهمت وساعدت مصر في إنقاذ معابد النوبة من الغرق بسبب إنشاء السد العالي وتكوين أكبر بحيرة صناعية في العالم، وهي بحيرة ناصر خلف السد العالي.

شيد معبد دندور في عهد الإمبراطور الروماني أغسطس، وذلك على أنقاض معبد فرعوني قديم يعود لعصر الأسرة 26 الفرعونية. وقد كرَّس المعبد لإيزيس وزوجها أوزير، وبالطبع تم بناء المعبد على الطراز المصري القديم وبروح العصر الروماني في مصر، وذلك لدمج الآلهة المصرية القديمة مع نظيرتها الرومانية. أما عن اسم دندور، فهو يعود إلى قرية دندور النوبية، التي كانت موجودة بجوار المعبد الذي تحوَّل في العصر المسيحي إلى كنيسة.

أهدت مصر معبد دندور إلى أميركا لمساهمتها بمبلغ خمسين مليون دولار في مشروع إنقاذ معابد النوبة، وأشهرها بالطبع معبد أبو سمبل الذي شيده الملك رمسيس الثاني أشهر ملوك الفراعنة على الإطلاق والذي حكم مصر لأكثر من ستة عقود، ويعد من أكثر ملوك الفراعنة تعميراً وبناءً، فلم يترك مكاناً في مصر من دون وجود أثر له. وهنا لا بد أن أُشيد بالمجهودات العظيمة التي قام بها العالم الجليل الراحل ثروت عكاشة وزير الثقافة المصري في ذلك الوقت، الذي استطاع أن يقنع الحكومة المصرية ومنظمة «اليونيسكو» والعالم كله للمساهمة في إنقاذ معبد الملك رمسيس الثاني في أبو سمبل والعديد من معابد وآثار النوبة. وقد ذكر لي الصديق الراحل جمال مختار، الذي كان يرأس هيئة الآثار بأنه تم الاتصال بالسفارة الأميركية في ذلك الوقت للمساهمة في مشروع الإنقاذ. وبالفعل قام السفير الأميركي بإرسال الطلب إلى حكومته لإنقاذ أبو سمبل من الغرق، والطريف أن الحكومة الأميركية أرسلت ردها إلى السفير تسأل من هو مستر أبو سمبل؟ كانت ملحمة إنقاذ معابد النوبة من الغرق من أعظم الأعمال الأثرية التي تمت، والتي أعتقد أنها لم تأخذ حقها من التعريف بها وتوثيقها بأحداثها الملحمية بالكامل رغم توفر مواد تسجيلية كثيرة وبلغات مختلفة عن مراحل هذا المشروع الذي أدى إلى شهرة الآثار المصرية والتعريف بأهميتها، ولكن في الوقت نفسه تحولت «اليونيسكو» من مجرد منظمة مجهولة تابعة للأمم المتحدة إلى أحد أشهر المنظمات الثقافية في العالم كله، وذلك بفضل إنقاذ مستر أبو سمبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستر أبو سمبل مستر أبو سمبل



GMT 04:12 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 04:11 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 04:09 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 04:06 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 04:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 04:01 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 03:59 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

GMT 03:57 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عن قمّة الفرص في إقليم مضطرب

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 18:02 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

"العرقة" يزرع ويوزع 150 غرسة من الأشجار

GMT 02:12 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي حمزة تستضيف سوزان نجم الدين على الفضائية المصرية

GMT 08:55 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

نقشة المخطط في ديكورات منزلك بأسلوب مختلف وعصري

GMT 12:54 2019 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

حملة مداهمات واعتقالات بالضفة والقدس

GMT 16:21 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

حالة الطقس المتوقعةعلى المملكة العربية السعودية الأحد

GMT 16:15 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 29 مسلحا من حركة طالبان في غارات جوية وبرية في أفغانستان

GMT 17:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ورشة فنية تعزز مهارات الرسم والقدرات الإبداعية لدى الأطفال

GMT 06:06 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

انتقادات واسعة تطال إعلان لسلسلة فنادق "سوفيتيل"

GMT 17:21 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

صحف فرنسا تُبرِز خسارة أولمبيك مارسيليا الثقيلة أمام ليل

GMT 00:00 2018 الثلاثاء ,29 أيار / مايو

كوكاكولا تطرح أول مشروب كحولي في تاريخها
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday