وقف إطلاق النار وشرط صموده
أخر الأخبار

وقف إطلاق النار... وشرط صموده

 فلسطين اليوم -

وقف إطلاق النار وشرط صموده

بقلم : نبيل عمرو

 

على مدى أحد أطول الصراعات في العصر، وقعت حروبٌ كانت تتوقف بصورة مؤقتة أو دائمة، من خلال اتفاقات وتفاهمات على وقفٍ لإطلاق النار. غالباً ما كان يتم بتدخل خارجي، يُتوِّجُه قرارٌ من مجلس الأمن.

أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار تم بالأمس القريب، ونُفّذ صبيحة الأربعاء السابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2024، كان ثمرةً لتفاهمات أولياء الأمور، إيران ولية «حزب الله»، وأميركا ولية إسرائيل؛ إذ اجتمعت مصالح أولياء الأمور على ضرورة وقف إطلاق النار بتشجيع من الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي وافق على منح غريمه الانتخابي بايدن، جائزة ترضية يتباهى بها فيما تبقى له من رئاسة وعمر، ذلك حين شجّع الوسيط الأميركي آموس هوكستين على المضي قدماً في مساعيه، بينما لم تكن إيران في حاجة إلى تشجيع؛ لإدراكها حساسية الستين يوماً المتبقية قبل أن يعتلي ترمب سدة الرئاسة والقرار في واشنطن.

حين يتفق أولياء الأمور لا يملك تلاميذهم سوى الامتثال وبلاغة تصوير ما حدث على أنه نصر مبين تهون من أجله كل الخسائر والتضحيات!

حرب السنة وشهرين، كانت بمثابة حربٍ مختلطة وسائلها بين نهج الجيوش ونظم الميليشيات، كانت الأطول من بين كل الحروب الكبرى التي خاضتها إسرائيل على كل الجبهات، كانت حافلة بمفاجآت حددت مساراتها على نحوٍ جعل توقفها مثلما توقف غيرها أمراً يكاد يكون مستحيلاً، مفاجأة البداية كانت زلزال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أنتجت مفاجأة الصمود القتالي الغزي، أمام الاجتياح الانتقامي الإسرائيلي، وأنتجت كذلك مفاجأة الاتساع لتشمل جغرافية الإقليم من رفح إلى الناقورة إلى باب المندب. ذلك أيضاً أدّى إلى مفاجأة الانشغال الدولي الرسمي والشعبي على نحو لم يحدث مثله من قبل، ثم مفاجأة محكمة العدل الدولية وقراراتها، ومحكمة الجنايات ومذكرات الاعتقال التي أصدرتها وأشياء كثيرة مرئية وخافية، أنتجتها هذه الحرب الأطول والأعنف من كل حروب الشرق الأوسط.

مرَّت ثلاثة أيام على دخول وقف إطلاق النار الأخير حيّز التنفيذ وصموده بفعل حاجة كل أطراف الحرب إليه، على هيئة هدنة مدتها ستون يوماً لعلها تكون حاضنة جهداً سياسياً يتجاوز وقف النار، ليذهب إلى الحد الأقصى كترسيم الحدود البرية؛ ما يفتح باباً إلى سلام وتطبيع مشابه «للسلامات والتطبيعات» التي أُنجِزت واستقرت في المنطقة، وهذا ما جرت الإشارة المباشرة إليه وما يُنتظر أن يتواصل العمل عليه الذي بدأ بوتائر مختلفة قبل هذه الحرب وأثناءها.

في مسألة الحرب والسلام لا استثناء عن القاعدة التي حكمت كل الحروب، ومفادها وقف إطلاق النار هو المبتدأ والتسويات السياسية هي الخبر، ولا جملة مفيدة بمبتدأ بلا خبر.

المبتدأ في الشرق الأوسط وفي كل الحروب هو الصراع الرئيس مع إسرائيل وأساسه المسألة الفلسطينية، وقل عن حضورها في الصراع ما تحب وما تختار... سبب حقيقي أم ذريعة، التزام مبدأي أو عقائدي أو تكتيكي أو مصيري، اقتصادي تجاري، أو غلاف للصراعات الداخلية والبينية ولبرامج الأحزاب وبلاغات الانقلابات العسكرية، هي في الواقع هذا كله؛ ذلك لكونها بؤرة اشتعال سحرية، تمتلك قدرة على استحالة الانطفاء، أو كمعدن لم يُخترَع بعد السائل الذي يقوى على إذابته.

غير أن لهذه البؤرة السحرية ميزة تجعلها قابلة للمعالجة والحل الجذري، بدايتها وقف لإطلاق النار على جبهة غزة، أسوةً بتوأمتها اللبنانية، شريطة الذهاب على الفور إلى معالجة الجذر ولا أخال أن الفلسطينيين والعرب، غير جاهزين للتعاون بحدوده القصوى.

وقف إطلاق نار في غزة بدأ العمل عليه من قِبل مصر التي تحاول طَرق الحديد الساخن والإفادة من الفرص قدر ما تستطيع، أمّا التسوية الجذرية الدائمة فتعمل عليها المملكة العربية السعودية وقد أسست لإطار دولي نوعي جامع لتركيز الجهد نحو الحل الجذري، ومثلما قال عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل عقود لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، يقول التحالف الدولي الذي تعزز بإجماع عربي وإسلامي وعالمي، لا تضيعوا الفرصة هذه المرة لأن بديلها حرب أو حروب تقف خلف الباب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقف إطلاق النار وشرط صموده وقف إطلاق النار وشرط صموده



GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:26 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

أزمة الوسيط العربى بين أطراف الصراع

GMT 05:24 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

التعلم بالتعليم

GMT 05:23 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

لكن من يُصلح الخطاب الديني؟

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 11:50 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

أجمل 5 شواطئ في المملكة العربية السعودية

GMT 19:04 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

كيف تعلمي طفلك الصبر؟

GMT 09:43 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تطلق سيارتها "سي إل أس"الجديدة والمميزة

GMT 19:49 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

أرامكو تنفذ صفقة الاستحواذ على 70% من سابك

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 09:38 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 09:11 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

أسباب نجاح مسلسلات السيرة الذاتية لكثير من الشخصيات المهمّة

GMT 22:38 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

هل يمكن تنفيذ التعليم الاستيعابي الجيد بتكلفة بسيطة؟

GMT 14:48 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:19 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ترامب يكشف الحقيقة‎

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday