أزمة كورونا واهتزاز المنظومات
آخر تحديث GMT 08:27:17
 فلسطين اليوم -
استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي شرق رفح واستمرار الاعتداءات على منازل المدنيين أسرى محررون من قبضة حماس يوجهون نداء إلى نتنياهو للمطالبة باستكمال الاتفاق والإفراج عن بقية المحتجزين في غزة عائلات الأسرى الإسرائيليين تدعو إلى مظاهرات في تل أبيب والقدس للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم المحتجزين في غزة تعزيزات أمنية وحظر تجوال في مدينتي اللاذقية وطرطوس في سوريا بعد اشتباكات دامية اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري وفلول النظام السابق على طريق حلب - اللاذقية مصرف سوريا المركزي يتلقى أوراق نقدية جديدة من روسيا وسط تحديات اقتصادية متزايدة بغداد تستضيف القمة العربية في 17 مايو بمشاركة واسعة لزعماء الدول العربية الاحتلال يقتحم رام الله والبيرة ويشن مداهمات واسعة لمنازل المواطنين الاحتلال ينشر 3000 شرطي في القدس ويقيد وصول المصلين للأقصى في أول جمعة من رمضان جرافات الاحتلال تهدم منشآت سكنية وزراعية في خربة الطويل جنوب نابلس
أخر الأخبار

أزمة "كورونا" واهتزاز المنظومات

 فلسطين اليوم -

أزمة كورونا واهتزاز المنظومات

عزيز شوابكة
بقلم : عزيز شوابكة

هناك أحداث مفصلية في تاريخ البشرية قد تظهر نتائجها مباشرة، أو قد تظهر تدريجياً عبر حقبة من الزمن. ما نحن بصدده اليوم من انتشار لفيروس كورونا، وتخييم شبحه على الكرة الأرضية برمتها، وما نتج عنه من التزام الناس بيوتهم، وتعطيل مرافق الحياة، وتوقف عجلة الاقتصاد، والتغيير في سلوكيات البشر الاجتماعية، حدث تاريخي بكل المقاييس، ونتائجه ستؤسس لحقبة جديدة ومتميزة بأدواتها ومفاهيمها عما سبقها من الحقب. حدث قد لا يقارن بأحداث أخرى في العصور السابقة كتلك التي حدثت في القرن الخامس عشر من فتح القسطنطينية، وزوال دولة الأندلس، واكتشاف العالم الجديد، لكن نتائجه المباشرة والمنظورة ستؤثر في حياة كل فرد فينا، وستعمل على خلق أدوار جديدة، وتعيد أدواراً لمؤسسات فقدتها في ظل الحداثة.

أول المتأثرين بهذا الحدث هي منظومة التعليم، فما أن أعلنت حالة الطوارئ حتى بادرت الجامعات والمدارس لإغلاق أبوابها أمام جمهور الطلبة والعاملين فيها، وبدأت تفكر في آليات لمواصلة العملية الأكاديمية في ظل شبح انتشار الفيروس. لم تكن هذه المؤسسات جاهزة للبديل، فبدأت مرحلة البحث والتجريب. هيئة أكاديمية غير جاهزة لخوض غمار التجربة رغم الممارسات الفردية والتجارب الاستكشافية التي لم تصل إلى كتلة حرجة، وطلبة اعتادوا  نمط التدريس التقليدي في تلقي المحاضرات، وبنية تحتية تنقصها سرعة الاستجابة لمتطلبات المرحلة. مع كل ذلك، وحيث أنه لا بديل إلا التعليم عن بعد، انطلقت المؤسسات الأكاديمية وفي مقدمتها جامعة بيرزيت، في خوض غمار هذه التجربة الجديدة، وأصبح الصف الدراسي موزعاً بين بيوت الطلبة والأساتذة، واستبدل اللوح الصفي بشاشة الحاسوب. أستطيع بكل أمانة القول أن ما حدث في جامعة بيرزيت من نقلة نوعية في تغيير أساليب التعليم من الوجاهي إلى التعليم الافتراضي خلال أول أسبوعين من انطلاق العملية، لم يكن ليحدث في سنوات لولا فيروس الكورونا، منذ حوالي عشرين عاماً هناك محاولات لتعميم تجربة التعليم الإلكتروني في التعليم العالي، لكنها بقيت محاولات عقيمة تنتهي بانتهاء مدة المشروع الممول.

الصعوبات التي واجهها الطلبة والأساتذة في بداية الانتقال إلى التعلم الإلكتروني لم تكن لأسباب تقنية، حيث استطاع معظم الأساتذة التعرف إلى البرمجيات المتوفرة واستخدامها، سواء كانت برمجيات مفتوحة المصدر مثل موودل، أو برمجيات يمكن الاشتراك بها مثل زووم. هذه الصعوبات نتجت عن أن التعلم الإلكتروني يتطلب منهجيات جديدة للتعلم والتعليم، يكون فيه الطالب محور العملية التعلمية والأستاذ موجهها، إذ لا يمكن الانتقال من التعليم الوجاهي إلى التعلم الإلكتروني مع الإبقاء على طرق التعلم التقليدية، والحفاظ على أدوار كل من المعلم والطالب كما هي عليه. وهذا ما ولد صعوبة في البداية خاصة عند الطلبة.

قد يظن البعض أن التعليم الإلكتروني فرض نفسه في هذه المرحلة لحل مشكلة آنية وينتهي استخدامه بانتهاء أزمة كورونا، وهذا في رأيي قصر نظر، وعدم استغلال للفرصة المتاحة في توظيف التعلم الإلكتروني والقفز به إلى آفاق جديدة لم تكن متاحة من قبل، فالتعليم الإلكتروني وجد ليبقى، وعلى المؤسسات الأكاديمية أن تبدأ في تطوير خططها وبرامجها للاستفادة من هذه الوسيلة، وذلك عن طريق وضع برامج جديدة تستهدف جمهوراً جديداً من المتعلمين خارج حدود الحرم الجامعي، كما يمكن الاستفادة من ذلك في دعم البرامج القائمة عن طريق التعليم المدمج.

فيما يتعلق بالمنظومة الاقتصادية، فقد شهدنا كيف أثر انتشار الفيروس على وسائل الإنتاج والخدمات برمتها، وأضحت قطاعات كاملة في جميع أنحاء العالم مصابة بالشلل التام نتيجة التزام الطبقة العاملة بيوتهم. ولعل أهم التوجهات الجديدة التي سيتم تبنيها في قطاع الصناعة والإنتاج هو العمل من البيت بدل المصنع والورشة، والاعتماد على الروبوتات الصناعية في تشغيل المصانع، لدرجة أنه يمكن القول إن عصر الروبوتات الفعلي في الانتاج وتقديم الخدمات قد بدأ بانتشار «الكورونا»، كما أن عمليات البيع والشراء على الشبكة العنكبوتية ستصبح نمطاً روتينياً في الحياة العامة.

من ناحية اجتماعية، فقد أعاد الفيروس للبيت دوره الذي فقده في عصر الحداثة، وأصبح العمل من المنزل سمة المرحلة، وانعكس هذا النمط من الحياة على علاقات الناس الاجتماعية والسلوكية، فالمناسبات الاجتماعية القائمة على التجمعات الكبيرة مثل الاحتفال بالأعراس والمشاركة بالأتراح أصبحت من الماضي، وتعزز مفهوم التباعد الاجتماعي بين الأفراد حتى داخل الأسرة الواحدة. وحيث إن أزمة «الكورونا» أصبحت أزمة البشرية بمجملها، فقد تعزز الشعور الانساني عند البشر، وتلاشى الشعور بالفوقية والتميز العرقي رغم أن هذا الشعور ساد في البداية خاصة ضد الآسيويين، حيث نشأ الفيروس وانطلق من هناك إلى أصقاع الأرض المختلفة.مهما يكن من أمر، فإن انتشار فيروس كورونا أحدث هزات عنيفة في كثير من المنظومات القائمة، والتي سادت لعقود عديدة، وقد يُحدث هذا الانتشار هزات ارتدادية، خاصة إذا أصبح هذا الانتشار موسمياً، وعلى البشرية أن تتكيف مع عودته وتغير من سلوكها وأنماط حياتها، فما قبل «كورونا» ليس كما بعده

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة كورونا واهتزاز المنظومات أزمة كورونا واهتزاز المنظومات



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

الملكة رانيا تتألق بعباءة وردية مطرزة بلمسات تراثية تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ فلسطين اليوم
الإطلالات التراثية الأنيقة المزخرفة بالتطريزات الشرقية، جزء مهم من أزياء الملكة الأردنية رانيا ترسم بها هويتها في عالم الموضة. هذه الأزياء التراثية، تعبر عن حبها وولائها لوطنها، وتعكس الجانب التراثي والحرفي لأبناء وطنها وتقاليدهم ومهاراتهم في التطريز الشرقي. وفي احدث ظهور للملكة رانيا العبدالله خلال إفطار رمضاني، نجحت في اختيار إطلالة تناسب أجواء رمضان من خلال تألقها بعباءة بستايل شرقي تراثي، فنرصد تفاصيلها مع مجموعة من الأزياء التراثية الملهمة التي تناسب شهر رمضان الكريم. أحدث إطلالة للملكة رانيا بالعباءة الوردية المطرزة بلمسات تراثية ضمن اجواء رمضانية مميزة يملؤها التآلف، أطلت الملكة رانيا العبدالله في إفطار رمضاني، بعباءة مميزة باللون الوردي تميزت بطابعها التراثي الشرقي بنمط محتشم وأنيق. جاءت عباءتها بتصميم فضف...المزيد

GMT 03:23 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حساب خامنئي بالعربية يغرّد بذكرى أربعين نصر الله

GMT 04:54 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

درة تنسق قطع ازياء قصيرة بأناقة لتتناسب مع الأجواء الشتوية

GMT 05:06 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

نيللي كريم تعلن عن مفاجأة فنية تجمعها مع محمد ممدوح

GMT 01:46 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

النوم بعيون "مفتوحة" يرجع لأسباب مرضية

GMT 15:56 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

استمتعي بالفخامة الملكيّة في فندق "ريكسوس بريميوم دبي"

GMT 05:35 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

العثور على مواد بلاستيكية في أحشاء جميع السلاحف البحرية

GMT 05:13 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"كوكو بالم" في المالديف يجبرك على الابتعاد عن العالم

GMT 08:27 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

نادي "غزة الرياضي" يتعاقد مع اللاعب الجديد البيوك

GMT 10:43 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

رد عنيف من أحلام على متابعة سألتها عن ممتلكاتها في فرنسا

GMT 16:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

مى عمر تتألق بإطلالة مثيرة للجدل على الشاطئ.. شاهد

GMT 16:18 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

"الأرصاد" المغربية تعلن توقعاتها لطقس الأحد
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday