كورونا وشيوخ من زمن الطاعون
آخر تحديث GMT 11:58:37
 فلسطين اليوم -

كورونا وشيوخ من زمن الطاعون

 فلسطين اليوم -

كورونا وشيوخ من زمن الطاعون

زكرياء الابراهيمي
بقلم : زكرياء الابراهيمي

ينشط العقل الديني زمن الأزمات، ويجد في مصائب الأمم ومآسيها مناسبات لإنتاج أغاليط وترهات تقتات على الخوف والقلق الذي يميز الأمم والشعوب في أزماتها عادة، لم يشذ بعض تجار الدين في المغرب عن هذه القاعدة، ولم يكتفوا بالبحث في تاريخ للدين لا يعرفون أسانيده إلا هم، واختيار ما يناسبهم من وقائع وأحاديث وآيات يفسرون بها سبب الوباء والبلاء. بل اجتهد بعض كبار جهالهم في رفض قرار سيادي يكفله الدستور لرئيس الدولة بالمغرب باعتباره ملكا وأميرا للمؤمنين، ويسانده أغلب رجاح العقول، بل وأفتى المجلس العلمي بالمغرب بإغلاق المساجد بالمغرب، مثلما أفتت الكثير من الهيئات الدينية في العالم بنفس الفعل.

لن نناقش جهل هذا الشيخ بالدين، ولن نعتبر خفته في إطلاق الأحكام والتحريض على العنف بعدما جعل من المغرب دار حرب، مسألة ذات بال، فهو كأي معتوه، لا يسمع الناس كلامه ولا يثقون في أحكامه، وهذا بالفعل ما قام به المغاربة الذين عابوا على أبو الجهل إسهاله، وضحكوا من كلام شيخ إحدى الجماعات السياسية، مثلما تندروا بكل الأشكال على كثير من تجار الدين من الرقاة والدعاة والمتظاهرين بالتدين من كل نوع. وإنما سنسعى عبر هذه الحلقات إلى تفكيك الخطاب الديني حول الأوبئة والأمراض والمسائل التي فكر فيها، والأحكام والفتوى التي أنتجت طيلة تاريخ هذا العقل بالمجتمعات المسلمة، والتي عبرت في الغالب عن الشرط التاريخي التي أنتجته بما شرط لم يكن للعلم ولا للطب الموقع الذي عليه اليوم في مجال إنتاج المعرفة بالعالم، ولا الحاجة إلى إنتاج معرفة سياسية حول الأوبئة كالتالي كانت فالماضي.

إن النصوص التي أنتجها الفقهاء والمؤرخون والإخباريون والرواة من كل نوع وجنس، تعبر من جهة أولى عن عصرها، وتجيب على أسئلة أهلها، وهي على قلتها تقدم الكثير من النماذج على ضعف ما يعتقده هؤلاء حقائق لا شك فيها، نتحدث هنا عن بذل الماعون في فضل الطاعون لابن حجر، وأحكام الطاعون للرهوني، أقوال المطاعين للمشرفي، ما رواه الواعون في أخبار الطاعون للسيوطي...إلخ. تطرح هذه النصوص نفس الأسئلة تقريباً وتقدم نفس الإجابات، عن طبيعة الطاعون والوباء وسبب الإصابة به، عن الفرق بين وجوده كابتلاء ووجوده كعقاب، عن حقيقة استثناء الوباء لمكة، وعن الهروب من الطاعون، والدعاء برفعه، وعن وجوده كقضاء وقدر....إلخ.

لا يعلم أبو النعيم ربما أن عمر ابن الخطاب لم يدخل الشام بسبب حيطته من الطاعون، وربما لم يعلم أن الحنابلة حرموا حتى الدعاء برفعه، وأن ابن يحي السوسي دعا فقط إلى الصبر، ما لا يعلم أن هوميروس قبلهم جميعاً اعتبر أن الطاعون ليس إلا عقابا من الإله أبولون للإغريق بسبب حصارهم الطويل لطروادة.

لا نحتاج أبو النعيم ولا غيره للإفتاء في الحرام والحلال والجائز والمكروه والممنوع وخلافه من الأحكام الفقهية، نحتاج اليوم علماء يفكرون في حلول عملية لملايين المغاربة يعيشون على وقع الخوف من المرض والحاجة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا وشيوخ من زمن الطاعون كورونا وشيوخ من زمن الطاعون



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday