فيروس «كورونا» وأهمية الاستثمار في القطاع الصحي
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

فيروس «كورونا» وأهمية الاستثمار في القطاع الصحي!!

 فلسطين اليوم -

فيروس «كورونا» وأهمية الاستثمار في القطاع الصحي

عقل أبو قرع
بقلم : عقل أبو قرع

أثبتت أحداث الأيام أو الأسابيع القليلة الأخيرة فيما يتعلق بتفشي فيروس "كورونا" وتبعات التعامل معه، مدى أهمية وجود قطاع صحي فاعل وقوي ومتماسك في كل بلد ضربه الفيروس، قطاع صحي يتعامل مع الأحداث من منطلق الوقاية وسبق الأحداث، وليس من خلال ردات الفعل الضعيفة، وقطاع يتصف بالخطط المدروسة والمتكاملة، من حيث التوعية والفحوصات لمنع التفشي وإعلان النتائج واتخاذ إجراءات الوقاية، وقطاع صحي يمتاز برعاية صحية أولية فاعلة من حيث التتبع وتوفير الاحتياجات والشفافية والوضوح في التوثيق والتواصل، ويمتاز بتماسك الرعاية الصحية من حيث توفر المختصين والأسرة في المستشفيات وغرف الطوارئ والأجهزة والمختبرات وما الى ذلك.

وبينت الأحداث أن الدول التي تملك نظاما صحيا كهذا، استطاعت ان تتعامل وبفعالية مع أزمة كورونا وربما مع غيرها من الأزمات القادمة، ومن الأمثلة على ذلك بلدان مثل الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة، وربما ما حدث وما زال يحدث في دولة أوروبية مثل "إيطاليا" ورغم النظام الصحي القوي وذي الأسس المتينة الذي يشهد له الجميع، إلا ان غياب التواصل الفعال، والشفافية في توثيق الحدث، واتخاذ إجراءات الوقاية، وربما الاستهانة بما حدث هو الذي أوصل الوضع عندهم فيما يتعلق بـ"كورونا" الى الوضع المأساوي الحالي.

وفي بلادنا، فإننا ودون شك قد شهدنا ودون أي تحيز تقدما في جوانب صحية عديدة، سواء أكان ذلك فيما يتعلق بالرعاية الصحية الأولية وفلسفة الصحة العامة، أو فيما يتعلق بتوفر العيادات المتخصصة والمستشفيات وعدد الأسرة ونوعية الكادر وكذلك غرف الطوارئ والأجهزة والمعدات والمختبرات المركزية، والتنسيق والتوثيق والعمل الجماعي وما الى ذلك، وهذا ربما انعكس وبشكل ما على موضوع التحكم بأزمة "كورونا" والسيطرة عليها حتى الآن، سواء من حيث توزيع المسؤوليات وأخذ العينات وإجراء الفحوصات والتعامل مع الناس والتحضير للخطوات القادمة، وهذا تم بفعالية، وباعتراف تقرير منظمة الصحة العالمية حول الوضع في فلسطين فيما يتعلق بفيروس "كورونا" ونتمنى أن يستمر الوضع على ما هو عليه الآن، ويتطور اكثر.

ومن الدروس التي ربما قد تعلمناها ولو مبكرا من أزمة "كورونا"، أنه من الواجب تواصل الزخم وتكاتف الدعوات من اجل الارتقاء بهذا القطاع، سواء فيما يتعلق بتدريب المختصين او إحضار الأجهزة او استخدام الخبرات، او فيما يتعلق ببناء او افتتاح مراكز صحية متخصصة، من اجل توفير الخدمة ذات الجودة المطلوبة للمواطن، حيث إن القطاع الصحي في بلادنا ما زال يحتاج الى المزيد من العمل ومن الاستثمار، سواء على الصعيد البشري، أي الكفاءات أو الأجهزة والمعدات أو والاهم على صعيد التعامل والتواصل وتوفير الطريقة الملائمة للمواطن، من أجل الوصول الى الخدمة الصحية دون عناء أو مشقة أو تكلفة زائدة أو اتباع الطرق الالتفافية التي لا يستطيع الجميع السير فيها.  
والقطاع الصحي في بلادنا، أسوة في العديد من الدول في العالم، والتي جل اهتمامها المواطن، من المفترض ان يحتل مستوى الأولويات الوطنية، وبالأخص على مستوى الميزانية الحكومية، سواء من حيث رصد الميزانيات المطلوبة، او من حيث إعداد وتدريب والاحتفاظ بالكفاءات المتخصصة او من حيث الحصول على افضل الأجهزة والمعدات، او من حيث فعالية الإدارة والمسؤولين، او من حيث طبيعة التعامل والاحترام مع المريض والمواطن، او حتى من حيث الكيفية او الطريقة التي يتم اتباعها للحصول على الخدمات، وعلى المعلومات المتعلقة بصحة المواطن، او من حيث الاهتمام بالرعاية الصحية بشكل عام، سواء أكانت الرعاية الأولية وهي الأساس، او الثنائية او الثلاثية، او من حيث التركيز على مفهوم الصحة العامة كمفهوم وقائي شامل للبلد وللمجتمع، أي العمل على الوقاية من المرض قبل حدوثه.
ومن ضمن مجالات الاستثمار في القطاع الصحي، والكفيلة ببناء ثقة المواطن فيما يتعلق بالقطاع الصحي، توفر الأدوية في عيادات الرعاية الأولية التابعة لوزارة الصحة، هذا الموضوع الذي ما زال يؤرق الناس، سواء من حيث توفرها، او من حيث تطبيق قرارات تخفيض أسعارها للحصول عليها من الخارج، وهذا يتطلب إعادة النظر في الآلية التي يتم من خلالها مراجعة أسعار الأدوية والاهم الآلية لتطبيق التغيير في الأسعار في الصيدلية. 
ومع التمكن من التعامل مع موضوع فيروس "كورونا" وبشكل ذاتي حتى الآن، أي دون الاعتماد على الآخرين، من حيث المتابعة وأخذ العينات وإجراء الفحوصات والتأكد من النتائج والتعامل مع المرضى حسب البروتوكولات العالمية فإن هذا من المفترض أن يشكل حافزا إيجابيا للتعامل مع الموضوع الأكثر تكلفة للقطاع الصحي، ألا وهو موضوع التحويلات الطبية، حيث إن هذا الموضوع ما زال موضوعا مقلقا، ومربكا، ومكلفا للقطاع الصحي، ويحتاج الى العناية والدراسة والمراجعة، وما زال هناك اعتقاد ان ذلك حكر على جهات او على أشخاص محددين، وبالتالي ما زالت هناك الحاجة الى الضبط، والى التوفير في هذه الفاتورة الأكثر تكلفة لميزانية وزارة الصحة، والى توخي العدل والإنصاف لمن يستحق، والى التوجه اكثر نحو زخم الاعتماد على الذات، من خلال الاستثمار اكثر وبشكل مستدام في إمكانيات وكفاءات وخدمات محلية.
ومع مواصلة أزمة فيروس "كورونا" بالتعمق في العديد من دول العالم، ومع الأثر الإيجابي والنتائج المقبولة التي تمت حتى الآن من خلال تعاملنا مع هذه الأزمة، فإننا من المفترض أن نواصل الاستثمار في القطاع الصحي وفي جوانب مختلفة، من حيث التركيز اكثر على التخطيط لاستراتيجيات بعيدة المدى، تعتمد مبدأ الوقاية والتوعية كأولوية للحفاظ على الصحة العامة، وتركز على التطور النوعي وليس الكمي وبشكل مستدام في الرعاية الصحية الأساسية، أي الرعاية الأولية من عيادات ومختبرات وفحوصات وتأمين صحي وتطعيم وتثقيف وتوفر الأدوية والمختصين، ويحتاج الى إرساء فلسفة وأسس نظام المتابعة والتقييم والمساءلة والتعلم بشكل ممنهج وموضوعي، وبالتالي تعود ثقة الناس الى هذا القطاع الذي هو من أهم القطاعات الكفيلة بإعادة بناء الثقة مع الحكومة والسلطة، والاهم أن يكون جاهزا للتعامل مع أزمات أخرى ربما تكون أكثر خطورة من أزمة "كورونا" الحالية. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيروس «كورونا» وأهمية الاستثمار في القطاع الصحي فيروس «كورونا» وأهمية الاستثمار في القطاع الصحي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday