تحديات الحركة النسائية في مواجهة الـ«كورونا»
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

تحديات الحركة النسائية في مواجهة الـ«كورونا»

 فلسطين اليوم -

تحديات الحركة النسائية في مواجهة الـ«كورونا»

ريما كتانة نزال
بقلم : ريما كتانة نزال

وَضَعَ تفشي وانتشار وباء «كوفيد ــ 19» العالم بأسره أمام المرآة العاكسة، وبطبيعة الحال فإن تداعيات هذا الحدث الخطير والمفزع طالَت أيضا التشكيلات والأطر في كل مجتمع، ومنها المؤسسات والأطر النسوية بجميع مسمياتها وبرامجها وتخصصاتها. تحدي وباء كورونا ليس تحديا اعتياديا لاعتبارات عديدة أبرزها، انه تحدٍ متعدد الأبعاد والآثار وان كان البعد الصحي هو المهيمن على الرأي العام والجمهور في شتى بلدان العالم، وهو أمر مفهوم لأن حق الحياة بالنسبة للبشر بات مهدداً بحكم هذا «الفيروس» الخبيث المتناهي في الصغر المتسلل خلسة إلى الجسد، وما زاد من خطورته؛ ان متطلبات الحماية منه لم يتم إنجازها بعد لعدم التوصل حتى الآن إلى لقاح فعّال، ما يزيد الإرباك لدى المؤسسات والفعاليات المجتمعية والاقتصادية من ناحية التأقلم والتكيُّف، بسبب انعدام مساحة أمان كافية للبشر بعد.

معلوم ان الإجراءات المتخذة من الحكومات هي تدابير وقائية احترازية، سواء المتعلقة بملازمة البيوت وعدم الاختلاط، أو تكييف البرامج والآليات لتتواءم مع التقنيات والوسائل المتاحة للتواصل والتداول والنقاش لتطويرها بالتوازي مع مسار انتشار الوباء والتجاوب مع التعليمات العامة للوقاية، ومواجهة مستجدات المتاعب الناشئة بمرور الوقت.

ما يهمني أكثر في هذا السياق؛ التحديات التي تواجه مكونات الحركة النسائية والتي يجب عدم الاستهانة بها او التقليل من دورها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تحدي الوجود والحضور في المساحات التي تتميز بها المنظمات النسائية، وتعبئة الفراغات التي تحتاج لمن يعبئها بتقديم المبادرات المجتمعية البناءة والفعالة، ومقاربة خطاب توعوي خاص بالنساء بما فرضه الوباء على الأسرة من إجراءات باعتبارها الوحدة الأصغر في المجتمع وخط الدفاع الأول عنه، والتي يتوقف عليها إنجاح او إفشال جهود الجهات الرسمية في السهر على التقيُّد بالتعليمات وقيادة البيت وتالياً المجتمع إلى بر الأمان.

كما أنه من الأهمية بمكان، ان تضطلع المؤسسات النسوية بدور إعلامي في هذه الأزمة من خلال التواجد في الفضاء الإعلامي العام لبث الأمل والتعاطي مع إفرازات الوباء المعيشية. فالأزمات تفرز الجهات التي تستطيع التقاط أنفاسها بسرعة وأن تتعاطى بمرونة مع مهامها الجديدة دون تردد؛ وهي مهام لا تختلف بجوهرها عن مهامها البرنامجية ذات الصلة بالبعد الوطني حيث وضعنا الاحتلال في حالة صراع من أجل البقاء ولم يتوقف عن استهداف الوجود الفلسطيني في حالة انتشار الوباء في ساحته، والوباء الخبيث فرض على شعبنا الصراع أيضاً من أجل البقاء بما يتطلب نشر الوعي والمعرفة ومتطلبات الحماية والتمكين الصحي والتشبيك والتنسيق الجماعي، في ظروف الهشاشة وغياب الإمكانيات الرفيعة المستوى في الواقع الفلسطيني.

ولعلّ التحدي الأبرز الذي لا بد من الانتباه إليه التنمر ومناقشة كيفية التعامل معه بما لا يحرف توجهنا الرئيس في الاستعداد للانخراط العملاني والتوعوي كما أسلفت في معركة شعبنا ضد الوباء. التنمر الممارس على المرأة بشكل مباشر أو غير مباشر منذ تفشي الوباء بالمنطقة فعلا أمر مُستغرب. حيث لوحظ انتشار أشكال من النكات التي تضع المرأة في قوالب نمطية حتى لو جاءت على شكل دعابات تثير الضحك والسخرية في وقت واحد، ولكنها تكرِّس صورا نمطية وتقليدية، باتهامها بالتنمر والتحكم والشكلانية والسطحية وسوء التقدير.

كذلك، ومن أشكال التنمر المباشرة التي تفوق في خطورتها ما سبق، حين لم تُثنِ المخاطر الوجودية التي تحيط بالمجتمع وانتشار الوباء البعض عن ممارسة الهجوم على مؤسسات المرأة لقلب الوعي رأسا على عقب، بجعل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة السبب في الوباء، عبر نشر شريط مصور يربط العلاقة بين انتشار الوباء والاتفاقية!

وبقناعتي، أن مثل هذا السلوك ليس عرضياً أو بعيداً عن الجهات التي ناصبت العداء للمرأة وتحررها ومساواتها، وهي جهات باتت معروفة للمؤسسات النسوية وللمجتمع عموما بسلوكها غير السوي وتفكيرها أيضاً، ولا سيما ان الوباء الذي تواجهه البشرية جمعاء يحتاج الى توحُد وتعاضد وتآزر داخلي، ويحتاج إلى نفس إيجابي يبعث الأمل ويرفع من معنويات الناس بدل البحث او افتعال معارك جانبية لا هدف لها سوى حرف المسار عن وجهته الصحيحة والمتمثلة في رصّ الصفوف وتوحيد كل الطاقات والإمكانيات وحشدها في سبيل نجاة شعبنا وخروجه بأقل الخسائر من هذا الوباء الفتاك.

قد يهمك أيضا :  

على هامش يوم المرأة العالمي

  إلى متى انتظار قانون حماية الأسرة من العنف؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحديات الحركة النسائية في مواجهة الـ«كورونا» تحديات الحركة النسائية في مواجهة الـ«كورونا»



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday