حول دعوة غوتيريس إلى وقف إطلاق النار
آخر تحديث GMT 06:05:23
 فلسطين اليوم -

حول دعوة غوتيريس إلى وقف إطلاق النار

 فلسطين اليوم -

حول دعوة غوتيريس إلى وقف إطلاق النار

ريما كتانة نزال
بقلم : ريما كتانة نزال

وجه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس نداءً إلى العالم، يطالب فيه الدول التي تشهد الصراع المسلح على وجه الخصوص بالتوقف الفوري عن إطلاق النار، وإخلاء الساحة للدبلوماسية والعمل السياسي، من أجل تهيئة الظروف أمام الفرق الإغاثية لإيصال المساعدات إلى الأماكن الأكثر تعرضا لوباء "كورونا"، قائلاً: "يجب أن تكون هناك معركة واحدة في عالمنا – معركة مشتركة ضد (كوفيد-19)".

دعوة الأمين العام محقة وفي ظرفها الموضوعي ولكن.. وقرارات الأمم المتحدة دائما قابلة للاستدراك.. ومؤخراً أصبحت الأمم المتحدة تجمل وتدمج الحالات المختلفة في العالم في نص واحد، لا تخصص في قراراتها ونداءاتها ومن بينها نداء الأمين العام المشار إليه، بين الدول التي تعيش واقع الحروب والصراعات المسلحة المختلفة المصادر والأسباب، وبين المناطق التي تعيش تحت الاحتلال.

للحقيقة، لاقت دعوة الأمين العام الصدى في جميع أنحاء العالم وخاصة الدول التي تشهد حروباً وصراعات مسلحة ضارية وأهمها ما تشهده المنطقة العربية، حيث تجاوبت مع الدعوة، وأذكر منها ليبيا وسورية واليمن وكذلك في جنوب السودان وبعض الدول الإفريقية مثل الكونغو التي تشهد عمليات حربية. بعض التجاوب استمر لبعض الوقت والآخر انطلق من الاعتبارات والضرورات الإعلامية ومن ثم واصل الجميع أعمالهم القتالية. بينما أيدت منظمات المجتمع المدني وكذلك بعض الشخصيات الدينية مثل "البابا فرنسيس" المبادرة الأممية باعتبارها دعوة أخلاقية وقيمية، وفي المحصلة جمع النداء المذكور أكثر من مليون مؤيِّد في الدول المعنية.

في الواقع العربي الذي مزقته الحروب والانقسامات، عاشت اليمن فترة قصيرة من الهدوء قبل العودة إلى تصعيد النزاع، بينما في ليبيا التي رحبت الحكومة بالدعوة إلّا أن الاشتباكات المسلحة استمرت على جميع الخطوط الأمامية ما أعاق جهود الاستجابة لمجابهة الوباء. أما في سورية التي دعمت حكومتها أيضاً وقف إطلاق النار حصراً في "إدلب" من أجل إتاحة الفرصة لوصول المساعدات الإنسانية.. إلا أن إسرائيل استمرت في توجيه ضرباتها التي تشنها بين فترة وأخرى، في ظل صمت مريب.

في محصلة قراءة النتائج، ينبغي من الأمين العام رؤية واستخلاص صدى دعوته على عين أماكن الصراع، أن يرى أن التأييد الذي حصلت عليه دعوته لم يُتَرجم واقعياً على أرض الصراع، وأن هناك مسافة كبيرة بين التصريحات والأفعال، وبين ترجمة الكلمات إلى حالة سلام على الأرض وفي حياة الناس، وأن يلاحظ الصعوبات الضخمة أمام التنفيذ بسبب تفاقم الصراع لسنوات، المترافق مع انعدام الثقة والشكوك العميقة؛ ودور هيئة الأمم الشكلي في إنفاذ القانون، ما يتطلب من الأمم المتحدة إنْ أرادت أن تكون فاعلة ومؤثرة وضع استراتيجيات مستقلة عن الدول المتنفذة والنأي بنفسها عن التسييس وتجاذبات المصالح وتطبيق القانون على الجميع، والأهم أن تذهب الى إصلاح نظامها المهترئ والمتقادم الذي أصبح لا يحاكي الواقع المُعاش.

إسرائيل، دولة الضم والاحتلال، لم تعتبر نفسها معنية بالدعوة من حيث المبدأ، على اعتبار أنها لا تمسها من قريب أو بعيد، لأن ممارستها سياسة الترهيب الفكري والابتزاز الكوني تُلاقي نجاحاً منقطع النظير، فلم تعلّق لا بالسلب أو الإيجاب على الدعوة، لقد أعفت نفسها حتى من التصريحات الإعلامية، مستمرة في اتخاذها الوضع القتالي في فلسطين الذي يتواصل منذ أكثر من مئة عاماً، وبسبب التراخي الدولي في التعامل معها على ذات المسطرة والمعايير المصطلح عليها بسياسة ازدواجية المعايير المسموح لها دولياً التمادي في غيِّها، وتنفيذ مخططاتها التصفوية كما شاءت لها أطماعها التوسعية بلا حدود.

كان على الأمين العام في ندائه تسمية الحالات بأسمائها، أن يقوم بتحديد مسارح الصراع ذات المنشأ الداخلي، الصراع الإثني والعرقي والطائفي والسياسي، ودول أو مناطق تحت الاحتلال التي تنفرد فلسطين بالحالة، وأنه في واقع الاحتلال لا يوجد طرفان يتبادلان النار. وأن يضع النقاط على حروفها الواقعية، الاعتراف بأن القرارات الخاصة بفلسطين قد تحولت إلى قرارات معدومة وميتة ربطاً بشكلانية أداء الأمم المتحدة فلسطينياً، حيث حوَّلت ما تقوم به إلى مجرد قرارات ميتة، بعد أن مرَّ عليها زمن طويل الأمد دون تطبيق، والإقرار بأن خطة الضم بمثابة إعلان عن تشييع تلك القرارات مع ما دعت إليه ومنها حل الدولتين، في الفاتح من تموز القريب القادم..

صدور نداء الأمين العام للأمم المتحدة في زمن الجائحة الأخطر التي تواجه البشرية، المتزامن مع دعوات التعايش مع الأوبئة: التعايش مع الوباء الفيروسي بسبب عدم وجود الطعم والعلاج، والتعايش مع وباء الاحتلال بالسكوت على جريمة الضم المتخذة بالشراكة مع البيت الأبيض ضمن صفقة القرن، بسبب الضعف الشامل محليا وإقليميا ومحليا، والعجز عن إلزام إسرائيل بالانصياع للقانون الدولي.

قد يهمك ايضا :   

للاحتلال وجه واحد، ما قبل وما بعد الــ"كورونا"

خواطر «كورونية»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول دعوة غوتيريس إلى وقف إطلاق النار حول دعوة غوتيريس إلى وقف إطلاق النار



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday