إلى متى انتظار قانون حماية الأسرة من العنف
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

إلى متى انتظار قانون حماية الأسرة من العنف؟

 فلسطين اليوم -

إلى متى انتظار قانون حماية الأسرة من العنف

ريما كتانة نزال
بقلم : ريما كتانة نزال

لا أذكر مرة واحدة منذ عام 2008، على أبواب الثامن من آذار، لم تقدم الحكومات المتعاقبة وعودها بصدور قانون حماية الأسرة من العنف بالمناسبة، اعترافاً منها بفلسفة وجود قانون خاص تبتعد فيه عن العموميات والشمولية، وتقترب فيه مع التفاصيل الخاصة بواقع العنف الأسري وطبيعة الانتهاكات الممارسة وخصوصياتها.
وفي مطلع كل آذار، يتولد الانطباع بأن القانون يجلس على نار ساخنة، يسبقها نقاشات مُعَمَّقة في أطر المجتمع المدني بالتوازي مع اللجان الرسمية الحكومية..لكن يبقى الغموض سيّد الموقف بعدم صدوره، خاصة ان الغموض من قماشة الغموض غير البنَّاء بسبب التسريبات التي تشير إلى صراع أصحاب النفوذ والمصالح في البنى الرسمية، التي تشهد التنازع على حدود القانون ومسؤولياته، ما يجعل القانون ضحية المصالح المتعارضة.
وآذار خلف آذار، تستمر متوالية المسودات والتعديل عليها التي تتقهقر دائماً نحو المربعات الأولى، ولجان تنسخ لجاناً سابقة. بينما يستمر الرقميّون في إصدار تخوفاتهم من ارتفاع مُعدلات العنف الأسري على وجه الخصوص، وتستمر الحركة النسائية والمدافعات والمدافعين عن حقوق المرأة في صراخهم ومطالباتهم المشروعة الإفراج عن القانون. وتموت إسراء غريب وصفاء الشكشك في أغرب وأسوأ حوادث قتل شهدها الفلسطينيون-ات، والنتيجة صفرية، عدا عن نفاد الصبر، خاصة بعد الهجمة الأصولية والعشائرية على مؤسسات المرأة.
لا جديد في المشهد، سوى أننا أمام طرح مشروع قانون جديد خاص بحماية الأسرة دون وعود آذارية، مسودة انكبّ عليها عدد من المؤسسات الرسمية، لا تشي بأهميته فقط، بل تنطوي على إيقاف أو تجميد التجاذبات الدائرة بين العناوين المختلفة ذات المصلحة في محتوى القانون، من عيار الخلاف الفكري والثقافي دون التقليل من التجاذبات المشوبة بالاعتبارات التنافسية المعروفة. نحن اليوم أمام مسودة قانونية جديدة ضمن مسار عملية المواءمة.
من القراءة الأولية للمسودة، لا بد من الاقرار بأن في المشروع الجديد العديد من الايجابيات التي تدفع لإقراره وإجازته، حسناً فعل القانون في ترابط مسؤوليات جهات الاختصاص وتكاملها، وفي توحيده الجهات المختلفة وصهرها في لجنة واحدة، على القواسم المشتركة.
وأمر ايجابي أن يكون لدينا قانون لحماية الأسرة في السياق الظرفي، أفضل من استمرار غيابه. وسيكون القانون أفضل فيما إذا تمت الاستجابة وتلافي بعض الاعتوارات والنواقص بما يستلزم أخذها بالاعتبار، تعديلاً وتنقيةً وتوضيحاً وتخليصاً من الغموض والشوائب.. الناشئة عن وضعه من قبل لجنة تمتلك رؤى ومقاربات وخلفيات متباينة كان من الصعب بمكان أن تتوحد على بنوده. وانطلاقاً من ذلك: أتفهم أن اللجنة قد جيّرت بعض البنود الخلافية الى قانون العقوبات المنتظر، رغم معرفة الجميع أن علم قانون العقوبات في الغيْب.
وبشكل عام، فالملاحظة الأساسية أن القانون بحاجة الى دليل إجراءات ولائحة تنفيذية جديدة توضح كيفية تطبيقه، بسبب تناقض بعض بنوده التي تعاملت مع واقع مُعاش جديد، بينما المرجعيات النافذة مُتقادمة، عدم المواكبة للواقع وتخلفها عنه أقل ما يُقال عنها. وأُشير هنا الى قانون الأحوال الشخصية الذي يعرف الولاية بشكل مختلف عما أتت عليه في قانون حماية الأسرة، ما يولد اشكالات مستقبلية.
لا بد من التعرض لبعض مظاهر اللبس التي عانت منه مسودة القانون، أو تناقض بعض بنوده وتضاربها مع بعضها، من مثل التناقض بين المادة (15) التي تنص على أن النيابة تكون في حكم وليّ أمر الضحية في حال كان متولي الأمر هو المعتدي، بينما ينص البند 2 من المادة (40) على حق المحكمة الشرعية والدينية عزل الولاية عن المتهم أو الوصي على الضحية في حال ثبوت ارتكابه جرائم العنف الأسري!
كذلك، في إطار الملاحظات حول المسؤوليات الكثيرة المسندة إلى مرشدي الحماية المكلفين بمهام رئيسية عديدة عدا عن التدخلات المطلوبة منهم الوقائية والعلاجية، الصعبة والخطيرة، دون إيلائهم الاهتمام الكافي وإسنادهم بمتطلبات الحماية اللازمة لهم. الأمر الذي يعني إغناء وتعديل القانون لضمان أمنهم الوظيفي اللازم لاستمرار عملهم. 
كما نلحظ أن المسودة تحجم دور الإعلام وتظلمه، فمن النوافل الحديث عن أهمية الاعلام ودوره في كشف الحقيقة وصولا إلى دوره التربوي والتوعوي في تشكيل الرأي العام بما يخدم نبذ ظاهرة العنف وحصارها وعزل مرتكبيها. 
نعم نريد للقانون رؤية النور سريعاً. لكن، لا أحد يريد طبخة مسلوقة أو منزوعة الدسم، أو تكون بنودها حمّالة أوجه، كما نريد للقانون المنتظر طويلاً الابتعاد عن اللُّبْس والنصوص، فنحن أمام قانون تنتظره النساء وتعوّل عليه الكثير، التصدي لآفة خطيرة تعاني منها الأسرة الفلسطينية، معالجة وتغيير الواقع بوضوح ضمن موقف ورؤية جذريّة تستند إلى مؤشرات الواقع، بعيداً عن فكرة التدرج أو تقسيط الحقوق، فالقانون خُلق ليستقر في الواقع مدة من الزمن تمكِّن من اختباره والتأكد من تحوله إلى سلوك، قبل أن يُفتح مجدداً للتعديل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى متى انتظار قانون حماية الأسرة من العنف إلى متى انتظار قانون حماية الأسرة من العنف



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday