فـي الـحـجْـر الـمـنـزلـي مع الشهيد خالد نزال
آخر تحديث GMT 06:05:23
 فلسطين اليوم -

فـي الـحـجْـر الـمـنـزلـي مع الشهيد خالد نزال

 فلسطين اليوم -

فـي الـحـجْـر الـمـنـزلـي مع الشهيد خالد نزال

ريما كتانة نزال
بقلم : ريما كتانة نزال

هذا أنت.. وهذه أنا.. معاً في الحجْر المنزلي.. نُعيد اكتشاف بعضنا، بعد أن ضربت جائحة ملعونة الكوْن وأطاحت بمُسَلَّمات وحقائق، وعَرّت سياسات أدت إلى عزل البشرية بأسرها.
أن نكون معاً، هذه وصفتي الخاصة لجَسْر المسافة بيننا، إنها العوالم التي طوَّرَها خيالي المنفلت منذ البدايات وحتى النهايات، أن أُقْلِقَ سُباتك الأبدي بمشاركتي حُجُرات العزل والوحدة. معاً نصنع أحد فصول حكاية نحن أبطالها.
سنتحاور حول الأسئلة اليومية علَّنا نجدُ جواباً لألغاز لا تنتظر التأجيل في حياة فلسطينية كل ما فيها مؤجّل. سنخوض نقاشاً مفتوحاً بلا جدول أعمال منظم، إلى أن أنام أو أنام. ليست ثمة أبعاد رومانسية في الموضوع، إنه الوباء الذي يتطلب سهرك على جهازي التنفسي، ونردد معاً الدعوات ونرفع الابتهالات.
لا خلاص مني، لطالما أزعجت نومك الأخير، ولا أذكر أني تركتك لموتك منذ أربعة وثلاثين عاماً، كانت الفكرة من نبش ترابك سنوياً تتلخص في ألا أدع موتك يمر مرور الكرام، فكيف الحال في هذا العام عندما أجد نفسي في مواجهة وجودية غير متكافئة مع الوباء الشهير باسم  فيروس كورونا. كيف لي أن أمرر غيابك القسري عن الحياة..؟
أنت في بيتي لترمم معنوياتي ببعض الأوكسجين إنْ اشتكت رئتي اليسرى، ربما يتمكن وجودك من معالجة نُدبات قلبي. أنت هنا لتنبهني إلى مواعيد الحبوب المسكّنة للوجع الذي تركه لي الغياب، أنت موجود لتجعلني أتشبث بما تبقى من أسباب العيش. إننا معاً، لنعيش لحظة مارقة وتجريدية. لحظة عبثية ما كنت لأوثقها لولا أنها انتهكت رتابتي واطمئناني.
معاً نحضر جدول أعمال يوميات الحجْر. سيكون سؤالك الافتتاحي عن قدر الأنانية التي تجعلني أوقظك من نومك الأبدي في مواجهة سؤالي الأول عن قدر الأنانية التي تدفعك لأخذي إلى جوارك..؟
وجودك الافتراضي معي بقدر القلق الذي يملؤني، منذ اللحظة التي غادرت الكرة الأرضية خاصيتها المغناطيسية، واختلَّ توازن من عليها تدريجيّاً إلى حدّ التلاشي، فأصبح من عليها بوزن الريشة.. وجودك معي لنشاهد فصلاً مختلفاً عن معركة الضواري الثالثة والصراع المحموم على تَسَيُّد الملعب العالمي للألعاب الحرة، بلا قوانين سوى قانون القوة. لقد أصبح اللاعبون الرئيسيون في خبر كانَ، والملعب اليوم يغصُّ باللاعبين، وامتلأ الفراغ.
ليس هذا المهم هو المهم، بل أرغب في إعلامك أن الخيارات مغلقة، ولا مناص من قبول دعوة مشاركتي بيت الطاعة المسمى الحجْر المنزلي. ستنصاع وتدخل البيت من باب قلبي إلى غرف حكاياتي، ننعزل عن النقاش المهم للتمتع بالحوار الهامشي، مع ملاحظة الرابط المرئي بين المهم والهامشي، فيعود حضورك الطاغي، كما أول مرة.
المهم ليس مهماً، وإن كان من واجبي إحاطتك ببعض المستجدات، فلا بد أن تعلم أن الأمور قد تدحرجت نحو القاع، ليس على صعيد واحد، بل على جميع الجبهات المعروفة. اللغة العربية برطانة مُشَفرة، إنها الحقائق الغريبة الصادمة. والأفظع خطورة أنه لا توجد في الأفق العربي علامة إيجابية بيضاء مع مشاريع التقسيم والتقتيل. وفي نهاية الكلام المهم عُرفاً، فإن البلاد لم تعد بلاداً. ونتموضع في ذيل قائمة الأولويات بينما يتخبط أولو الأمر منا، بلا حول أو قوة.
على جدول حجْرنا المنزلي قراءة مقالاتي الثلاثة والثلاثين، ستضعك في صورة كيف استقر بي الحال بها على ورقة وقلم. سيكون لك رأيك في غير صالحها، عبَّرت عنه بمنتهى الصراحة، ستقول إن رسائلي تنزُّ بالكثير من السواد، وأنني قد كتبتك أكثر مما قرأتك، بينما أنت قرأتني أكثر مما كتبتني.. ستبدأ في ترتيب عواطفي التي تأثرت في الحجْر البيتي، وتشبعت بالقلق والتَشَعُّب، تعتقد أني قد فقدت بعضاً من ذاكرتي وسقطت مني بعض حروفي. ولم تقتنع بروايتي أنني فقدت فقط نصف ذاكرتي وأنها سقطت سهواً أثناء انتقال حقائبي بين عواصم العرب.
بقي أن أقول، إنني تعايشت مع الوباء كما تعايشت مع الفَقْد. ستعود أنت من حيث أتيت منتظراً ملامح وسمات جديدة تستدعي إقلاق نومك، تعود وقد كونت فكرة عن انشغالاتي وأشغالي. وبدوري فرحت لأني اكتشفت أن تأثيري عليك كما كان دائماً، وأني ما زلت قادرة على إيقاعك في حبائلي وجنون أفكاري.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فـي الـحـجْـر الـمـنـزلـي مع الشهيد خالد نزال فـي الـحـجْـر الـمـنـزلـي مع الشهيد خالد نزال



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday