ما زال أهل الوطن هم الغائب الأكبر
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

ما زال أهل الوطن هم الغائب الأكبر

 فلسطين اليوم -

ما زال أهل الوطن هم الغائب الأكبر

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

معاذ الله أن يذهب معنى العنوان او يكون القصد منه الحديث عن غياب كي لدور للناس، فهذا يدخل في باب عمى البصر والبصيرة.فقد كان ولا يزال موقف الناس وحضورهم هو الأبرز والاصدق والأكثر جذرية في التعبير عن   موقف الرفض المطلق لصفقة القرن والدعوة للتصدي لها واسقاطها، وجاء في انسجام وتوافق تأمين مع مواقفها وحضورها في كل قضايا النضال الوطني، المفصلية منها بالذات.
المقصود في «الغائب الأكبر» هو غياب، وبتعبير ادق الى حد كبير، «تغييب» الناس اهل الوطن عن لعب دورهم الرئيسي المبادر والحاسم، بالذات في هذا الوقت وما توفره صفقة القرن بكل شرورها وويلاتها من فرصة دافعة لتحقيق إنجازات نوعية، في موضوع انهاء صفقة القرن، واستعادة الوحدة الوطنية بشكل كامل، وعلى كل المستويات والعناوين.
 تغييب دور الجماهير ليس امراً جديداً ولا يرتبط بحدث محدد، بل ممارسة - وربما سياسة- شارك فيها الجميع بدرجات متفاوتة من المسؤولية حتى ولو من موقع الصمت العاجز. لكن سخونة الحدث الى درجة لسعة الاحتراق والعودة الى التراشق بالمسؤولية عن حال التراخي المخجل (بأمل ان لا يكون تراجعاً او نكوصاً) في البناء على الاندفاعة الوحدوية المفرحة التي أعقبت فوراً اعلان صفقة القرن، والتي وعدت بالخير وباستعادة الوحدة.
سخونة الحدث والتراخي المخجل هما ما يدفعان بإلحاح شديد للعودة الى الناس اهل الوطن.
يزيد في الالحاح ان الوضع العربي أولاً والدولي ثانياً، يوفران فرصة مواتية لا يجوز تفويتها لتحقيق إنجازات هامة في التصدي لصفقة القرن وفي صالح النضال الوطني المشروع بشكل عام.
خصوصاً مع المعرفة ان وحدة الأداة والموقف الفلسطينيين، شرط واجب التوفر، للتعامل مع هذه الفرصة، واستثمارها بأفضل ما يكون.
واذا كان إجراء الانتخابات التشريعية في الضفة و غزةوالقدس شرطاً كان يجب تحققه قبل الذهاب للحوار الوطني الشامل والجامع لكل التنظيمات.

وإذا كانت الظروف القاهرة (صفقة القرن ومقاومتها) قد فرضت تأجيل الانتخابات الى امد غير معلوم.
فما الذي يمنع الآن عقد اللقاء بأسرع ما يمكن؟ وأن يكون على جدول أعمال اللقاء بندان/هدفان أساسيان ومتلازمان لا يمكن الفصل بينهما:
الأول، ويشكل الأساس الذي يقوم عليه كل موقف وتخطيط لاحق، فهو إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الشاملة بكل مضامينها وعناوينها المعروفة.
أما الثاني فهو، وحدة استراتيجية مواجهة صفقة القرن وساحاتها ومجالاتها وأشكالها وأدواتها، ثم أي بنود أخرى يتم الاتفاق على اضافتها.
وما الذي يمنع ان يوفر هذا اللقاء الجامع في حال انعقاده، الفرصة لمشاركة أوسع تمثيل لقوى المجتمع الفلسطيني: ممثلين منتخبين عن الحكم المحلي والاتحادات الشعبية والنقابية والاكاديميين ورجال الأعمال و...
ثم لماذا، ودائماً تقريباً، يتم الاكتفاء وتبرئة الذات بالتواري خلف تلكؤ وتقاعس التنظيمين الأكبر والأكثر نفوذاً وتأثيراً وعدم تفاهمهما وتحميلهما المسؤولية الحصرية؟
لماذا مثلاً، لا يبادر احد التنظيمات الأخرى منفرداً، والأفضل بالاتفاق مع تنظيمات أخرى، بالدعوة الى عقد مؤتمر مفتوح بالكامل على اوسع تمثيل شعبي لمناقشة الوضع القائم ورؤيته له وليشكل بجرأة وبلا خوف او مجاملة تخطئةً وضغطاً على أي طرف يعارض او يعيق تحقيق الهدفين /البندين المذكورين؟
لماذا لا تتم الدعوة لمثل هذا المؤتمر من كادرات وقواعد أي من التنظيمات منفردين او مع قواعد وكادرات من تنظيمات أخرى؟
لماذا لا يبادر اتحاد المرأة مثلاً، وحدهُ او مع اتحادات شعبية ونقابية اخرى، بهذه الدعوة سواء على مستوى قاعدته، وهي بذاتها واسعة ومنتشرة ومؤثرة، وان يكون مفتوحاً لأوسع مشاركة. ولماذا لا يقوم بذلك اكاديميون او رجال أعمال او ...او..
ولماذا لا يكون هناك مؤتمر تدعو له أكثر من جهة لنفس الأسباب والدوافع.
ولماذا لا يكون هناك أكثر من مؤتمر بهذا الشكل والهدف.
المهم والمراد، هو قيام حركة جماهيرية واسعة في الضفة وغزة، وحبذا لو انتشرت في التجمعات الفلسطينية خارج أرض الوطن حيثما أمكن، وان لا يكون هناك من يتصدى لها ويمنعها في رفض مسبق لدورها ومخرجاتها.
والمطلوب ان تعيد هذه الحركة الجماهيرية فرض وجودها ودورها بصفتها «أم الولد» وصاحبة الوطن والأرض وحاضنة النضال الوطني بكل أشكاله وبكل قواه السياسية والمجتمعية في كنف الاطار الوطني الجامع «منظمة التحرير الفلسطينية».
اما الهدف المباشر فهو تشكيل حالة فعل جماهيري مبادر ومسؤول، لكنه حازم وواقعي في الوقت ذاته، وحالة ضغط جماهيري عارم ومتواصل لا يحابي ولا يجامل، ولا يتحامل أيضاً.
والحالتان تدفعان باتجاه استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية جغرافياً وسيادياً وقيادياً وبرنامجاً ومؤسسات وأجهزة... الخ.
لتصبح بذلك وحدة استراتيجية مواجهة صفقة القرن واي هدف نضالي آخر قضية تحصيل حاصل.
 استعادة الحركة الجماهيرية لدورها ومسؤوليتها المركزيين هو ما سيفتح المجال واسعاً امام إعادة تشكيل الحياة السياسية الداخلية على أسس مركزية من نوع: الجماهيرية - الوحدة - المؤسسية - الديموقراطية -الانتخابات الدورية...الخ.
الابتعاد عن لقاءات مع قوى سياسية او مجتمعية من دولة الاحتلال والتي لا تجد قبولاً لدى الناس ومعظم القوى، وحتى لو كان لدى أصحابها دوافع وتوجهات إيجابية، فانها لا تلقى قبولاً وتبقى مرفوضة من قوى سياسية ومجتمعية وناس عاديين. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما زال أهل الوطن هم الغائب الأكبر ما زال أهل الوطن هم الغائب الأكبر



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday