إعــلان نــوايــا
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

إعــلان نــوايــا

 فلسطين اليوم -

إعــلان نــوايــا

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

«إعلان نوايا» هو أفضل وربما أدق وصف لما جاء في المؤتمر الصحافي المشترك بين جبريل الرجوب ممثلا عن حركة فتح وصالح العاروري ممثلا عن حركة حماس.
إعلان النوايا كما تعني كلماته، يفترض ان يكون الفاتحة والبداية لورشات عمل مشتركة على كل المستويات وفي كل المجالات السياسية والنضالية الوطنية الداخلية: العامة والتفصيلية. والإعلان يعني، الاستعداد للتوصل الى برنامج عمل واحد وقيادة واحدة ومؤسسات وأجهزة واحدة ومواقف موحدة ومعالجات وفعاليات نضالية مشتركة.
ويعني أيضا، الاستعداد لتقديم تنازلات متبادلة.

إعلان النوايا جاء في طابعه العام وحتى لغته إيجابيا، ومستجيبا للحالة الجماهيرية بشكل عام ولمطالبها الأساسية. وجاء منسجما مع ما يفرضه الواقع الفلسطيني والنضال الوطني من ضرورات وطنية ومطالب شعبية متكاملة ومتداخلة وشديدة الإلحاح، في مقدمتها:

- مواجهة الخطر الآني الماحق والمتمثل في مشروع الضم وصفقة القرن.
- الخروج من مأزق الانقسام بعد ان طال واستفحل، واستعادة الفعل والفاعلية للنضال الوطني الموحد بمشاركة كل التنظيمات السياسية وقوى المجتمع المدني.
- العمل المشترك على بناء النظام السياسي الفلسطيني الموحد بكل مستوياته وأجهزته وأدواته بما يتوافق والضرورات الوطنية.

بهذه الرؤيا وبهذه الآمال، استقبلت الغالبية الكبرى من أهل الوطن هذا الإعلان للنوايا كما جاء بالمؤتمر الصحافي المشترك.
لا يلغي ذلك وجود فئة من الناس لم تبد تفاؤلا - ولا حتى اهتماما - بإعلان النوايا المذكور، لأنها كانت قد وصلت الى شكوك وأحكام سلبية قطعية ونهائية بعدم إمكانية خروج أي شيء إيجابي من مثل هذه المحاولات.

يعزز شكوك هذه الفئة ان إعلان النوايا جاء وهو يخلو تماما من أي عناوين عملية في أي مجال وعلى أي مستوى لنقله الى حيز الفعل والتنفيذ، وأنه ما زال حتى الآن كذلك.
إذا تجاوزنا هذه الفئة، فإن أغلبية الناس رحبت بالإعلان مدفوعة الى ذلك بخطورة المعركة الجديدة ومتطلباتها وضرورة مجابهتها موحدين.
لكن ترحيب الجماهير اقترن بالانتظار والترقب، واقترن بالتخوف أيضا.

أولا، بفعل وتأثير العدد الكبير من قرصات الخيبة والفشل التي نالت آمالها وتفاؤلها في مساعي واتفاقات الخروج من الانقسام بدءا من حلف اليمين على أستار الكعبة وصولا الى اتفاق القاهرة الأخير. رغم ما تميزت به معظم الاتفاقات من إيجابية ووضوح وتفاصيل وآليات، ومن رعاية وضمانات أيضا.

وثانيا، لأن إعلان النوايا لم يقترن معه او يلحق به حتى الآن الإعلان عن أي اتفاقات للتنفيذ ان لجهة المواضيع والعناوين وهي كثيرة وملحّة، او لجهة المشاركين، او لجهة الآليات.
جوهر التخوف هنا ومركزه، ان يقف إعلان النوايا عند حدود إعلانه.
وان يتحول بذلك، الى أقرب ما يكون، الى مجرد إعلان تضامن ونضال مشترك ومتكامل حول موضوع محدد او أكثر بين قوتين كل منهما تبقى مستقلة بذاتها.

وثالثا، لمعرفة الناس وإدراكهم الواعي لحجم ومستوى الخلافات بين طرفي إعلان النوايا وهو ما سمح باستمرار الانقسام وتعمقه واستقراره ووصوله الى درجة المأسسة.
وما تطرحه هذه المعرفة والإدراك الواعي من أسئلة «حراقة» من مثل: هل حركة فتح جاهزة فعلا لمشاركة الآخرين في الهيئات القيادية (المنظمة والسلطة) وإعادة تشكيلها وتركيبها، بما يتوافق مع ذلك.

وهل هي جاهزة فعلا للدخول في صياغة برنامج إجماع وطني مطوّر للنضال الوطني الفلسطيني ومكوناته ومؤسساته وأدواته وأشكاله، وما قد يتطلبه من الخروج من أوضاع أصبحت نوعا من الأمر الواقع؟

هل هي جاهزة فعلا للخروج من الوضع المريح الذي تنفرد فيه واقعيا بالقرار الوطني لضعف ومحدودية قدرة وثقل من يشاركونها فيه حتى الآن؟
وهل حركة حماس جادة فعلا في التخلي عن هدفها منذ قيامها ان تكون هي القيادة الوحيدة وصاحبة القرار، ودون شريك حقيقي، للشعب الفلسطيني بكل هيئاته ومؤسساته ولنضاله الوطني؟ او أن تكون البديل لمنظمة التحرير؟

هل يمكن ان تقبل «حماس» التخلي عن انفرادها وتحكمها التام في حكم قطاع غزة، وفي الأجهزة التنفيذية بكل ما أحدثته فيها من تغيير جذري في مسؤوليها وأفرادها وطرائق عملها، واحتكارها لصالح منتسبيها وعلى مقاسها؟

أما عن التنظيمات الأخرى، فالسؤال هل هي مستعدة وقادرة بالاستفادة من مناخ إعلان النوايا على الدفع باتجاه استكمال ما بدأه البيان والقيام بدور الجامع والموفق وحلّال الخلافات.
ويبقى هناك سؤال «حراق» بشكل خاص يفرض نفسه، هو السؤال المتعلق بالناس أهل الوطن «الجماهير» كما يحلو للتنظيمات والقوى السياسية ان يسموها.
هل سيبقى دورها غائبا عن كل ما يدور الحديث حوله الآن، كما ظل خلال السنوات الماضية؟

الطريق الطبيعية لمشاركة الناس والقيام بدورهم المسؤول في كل ما يتعلق بالوطن وبالشأن العام، هي الانتخابات الدورية، العامة والمحلية وللنقابات والاتحادات الشعبية وهيئات المجتمع. لكن هذه الطريق ظلت معطلة تماما منذ 14 عاما لأسباب اقلها موضوعي واغلبها ذاتي.

وإذا كان من غير المنطقي وغير الواقعي المطالبة بإجراء الانتخابات في هذه الظروف غير الطبيعية، فلماذا لا يتم التفكير جماعيا في بدائل واقعية.
غير ذلك، فسيبقى الحديث/ النقاش عن الجماهير ودورها كمثل حديث الكرادلة في خلواتهم، مع فارق جوهري، أن لا دخان ابيض يخرج عنها كما يخرج عن مجمعات الكرادلة يعلن اتفاقها.

قد يهمك أيضا :  

 عن تنمّر «أردوغان» واستقوائه

عن تموز واستحقاقاته

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعــلان نــوايــا إعــلان نــوايــا



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday