فلسطين ويوم المستهلك
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

فلسطين ويوم المستهلك

 فلسطين اليوم -

فلسطين ويوم المستهلك

صلاح هنية
بقلم : صلاح هنية

يُجمع العالم أجمع على اعتبار يوم 15/3 من كل عام يوماً للمستهلك يحتفي به العالم حسبما اتفق، وتقود هذه المسألة جمعيات المستهلك العالمية، بحيث لا تجعل الاحتفالات مجرد احتفالات وتمضي، بل تسعى لمأسسة هذه المناسبة لتجعلها سلوكاً يومياً، مثبتاً قانونياً، مصاناً في كل مناحي الحياة في كل الدول، بينما يعيش حوالى مليار شخص في فقر مدقع، غير قادرين على الوصول إلى الحد الأدنى اللازم لنوعية حياة لائقة.هذا العام اختار العالم كموضوع ليوم المستهلك مسألة (المستهلك المستدام) مربوطاً بأهداف التنمية المستدامة 2030. ويعرف الاستهلاك المستدام بأنه: «اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟذي ﯾﻠبي اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻷﺟﯾﺎل اﻟﺣﺎﺿرة دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻘدرة اﻷﺟﯾﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬم» الأمر الذي يتطلب تغير النمط الاستهلاكي لتخفيف الضغط على ﻣﻌدﻻت اﺳﺗﻧزاف اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣﯾﺎﻩ واﻟطﺎﻗﺔ، اﻟﺗﻠوث واﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ عن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼك، ﻛﻠﻬﺎ ﻣؤﺷرات ﺗﺟﻌل فلسطين ﺗواجه تحديات ﻛﺑﯾرةً متعلقة ﺑﺿرورة ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ وﺗﻘﻠﯾص اﺳﺗﻧزاف اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ.

ويتطلب الأمر أسواقاً مستدامة يكون جوهرها (سوق قادر على العمل بشكل مستمر، يلبي الاحتياجات الاقتصادية والبيئية، والاجتماعية اليوم، دون المساس بحق الأجيال القادمة في استخدام السوق لتلبية احتياجاتهم الخاصة).
وهذا يتطلب وضع تعريف بالاستهلاك المستدام والسوق المستدام والمستهلك المستدام، يتناسب مع خصوصية فلسطين الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وأنماط الاستهلاك وضرورة دراستها، ومعرفة العوامل المؤثرة بها، وكيف نحمي المستهلك الفلسطيني، وكيف نحمي البيئة من المستهلك الذي بات جزءاً من ثقافة المستهلك في العالم الذي يريد شراء المزيد ثم الشراء، كما اثبتت دراسات دولية أعدتها مراكز متخصصة أن 57% من المستفتين في العالم عبر استفتاء أعدته مجموعة (ايكيا) عبر مركز مسوحات متخصص يرغبون بالمزيد من الشراء للسلع غير المعمرة، وبالنسبة لجيل الالفية في ذات الاستفتاء بلغت 73% نسبة الراغبين بالشراء.

يعتبر يوم المستهلك في العالم عموماً وفي فلسطين خاصة مناسبة للتوصية بحقوق المستهلك المقرة عالمياً والتي تتضمن الأمان، حق الاختيار، حق المعرفة والتثقيف، حقه ان يستمع له وينخرط في جمعيات حماية المستهلك للدفاع عنه، حق إشباع احتياجاته الأساسية، حق التعويض، وهناك ضغوط منذ خمسة أعوام لتضمينه حق مقاطعة السلع التي يرتفع سعرها.
فلسطينياً ...
لن نحتفل هذا العام بالشكل التقليدي للاحتفال والتجمع وإلقاء الخطابات أو عقد ورشات عمل أو مسيرات كشفية وفنية وورش عمل بسبب طوارئ الكورونا. ولكن هذا لن يمنعنا من التوعية ونشر المعرفة والضغط والتأثير، خصوصاً في ظل تنامي سلوكيات سلبية في زمن الكورونا (رفع أسعار بعض السلع، استخدام مبررات لتبرير عدم توفر بعض السلع مثل المعقمات والكمامات) الاندفاع نحو الشراء بكميات في ظل سيطرة الهلع دون مبرر ودون أي مؤشر على نفاد السلع، وهذا قاد الى تراجع جودة بعض السلع في السوق بسبب الاستعجال وتلبية الطلب.
وفي الأزمات كافة تبرز بوضوح تبعية الاقتصاد الفلسطيني للاقتصاد الإسرائيلي إذا لم يكن الاحتواء. فبدلاً من أن نكون جاهزين بالمواد الخام عبر الاستيراد المباشر لتلبية احتياجات السوق بمنتجات لازمة، تذكرنا في اللحظة الأخيرة ان نبتاعها من المستورد الإسرائيلي الذي يتحكم بنا ويقدم سوقه علينا بالأساس، ونولد ضغطاً على الحكومة التي تتحمل مسؤولية مشهوداً لها على مستوى المنطقة في وباء الكورونا، أن تبحث عن حلول لمواد خام هي مسؤولية القطاع الخاص أساساً الذي بات يلقي إشكالياته على عاتق الحكومة والمستهلك.

دور جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني
الجمعيات هي جزء من المنظومة العالمية في الحفاظ على حقوق المستهلك والتوعية بها والضغط من أجلها، وليس مضموناً أن هناك من يستمع لهذه المنظومة، ولكن الحكومة الحالية نسبياً تمتلك حساسية لتلك الحقوق ولدور تلك الجمعيات، رغم انها لم تضع ميزانية خاصة لها ضمن بنود موازنة السلطة، ولم تتابع ملف تحديث قانون حماية المستهلك لتحديثه أسوةً بالجهد المبذول لمتابعة قانون الشركات مثلاً وليس حصراً.
ومن باب النقد الذاتي وليس جلد الذات فإن عدداً من الجمعيات في المحافظات يحتاج إلى تفعيل وتطوير الأداء لتظل منظومة حماية المستهلك متكاملة في جميع المحافظات من رفح حتى جنين، ونشر التوعية والانخراط بفعاليات بقية مؤسسات المؤسسات الأهلية والفعاليات الحكومية التي يقودها المحافظون.
ولعل وباء كورونا شكل مثالاً لأهمية دور جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني من حيث ضبط الأسعار ونشر الطمأنينة وتوعية المستهلك، وهو المواطن بفئاته كافة، ودورها في التوعية في المحافظات التي باتت محجورة، وهذا الأهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين ويوم المستهلك فلسطين ويوم المستهلك



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday