عن قضايانا المفصلية
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

عن قضايانا المفصلية

 فلسطين اليوم -

عن قضايانا المفصلية

صلاح هنية
بقلم : صلاح هنية

خلال الانتفاضة الأولى كان التجار الفلسطينيون صمامَ آمان تلك الانتفاضة بالإضراب الجزئي والشامل، ورفض دفع الضرائب للمحتل، ومعركة كسر الأقفال وترك الأبواب مفتوحةً، وكانوا يلتزمون بقرار مقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
اليوم ...
نعيش في حالة سوداوية ناتجة عن حالة فوضى سياسية وثقافية وبحثية، أدت بنا الى حالة تخبُّط غير مسبوقة عكست نفسها على طريقة تفكيرنا ونمط حياتنا وأسلوب إدارتنا لشؤون حياتنا ولمؤسساتنا على اختلاف تخصصاتها، الكل داخل بالكل ومعترض ولكن دون طرح أي فكرة منيرة أو بديل حقيقي.لن ننساق لنمط المزايدة التي تسود حياتنا، بحيث أُنزِّه ذاتي وأنعت الآخرين بكل الصفات السلبية، جزء من المزايدة يعني اعتراضنا على خطبة الجمعة قبل ان تلقى على مسامعنا بمقاييس غريبة عجيبة، نستطيع أن نتهم أن كل قراراتنا الاقتصادية والاجتماعية ناتجة عن مؤامرة ليس الا، نستطيع أن نتهم الاعلام بأنه متواطئ لأنه لا يتبنى منظوراً ثورياً هو بالأساس غائب عن سلوكنا ونمط حياتنا وتفكيرنا، ولكننا نريد آخرين أن يتبنوه نيابة عن الكل.

فجأةً نقول عن أي تدريب زراعي أو تخليص وشحن أو غيره باشراف إسرائيلي هو أمر واقع ولا حيلة لنا، لأن الموانئ والمعابر تحت السيطرة الإسرائيلية، وهذا تعليم لا علاقة له بشأن سياسي، ونقبل أن يستمر العمل والبناء ومواربة إنشاء شراكات في المستوطنات.حذرنا منذ سنوات من نمو علاقات ذات أبعاد اقتصادية ومالية متنامية ولكن «دان من طين ودان من عجين»، وبقينا نسمع ذات القرص المدموج أن بنوك النرويج تقاطع، وها هي شركات ساهمت ببناء القطار الخفيف في القدس تقاطع، ومؤسسات في دول العالم تقاطع، ولكننا لا نقيم وزناً لما يحدث أمام ناظرينا.نعلم انه دائماً الأسهل هو فريسة أكاديمية او ثقافية ننقض عليها وننهشها، ولا أحصن أياً كان عندما يقع في خطيئة أو مخالفة للموقف العام، وليس من السهل أن ننتقد سلوكاً شبيهاً من جهات أخرى قد تكون ممولة أو صوتاً انتخابياً يضمن لنا موقعاً ابدياً دون منازع في اجسام هي تطوعية وغير حكومية.
لماذا غضبنا؟؟؟
الناس في بلدي محتقنون لانسداد الأفق السياسي وضعف الأداء في الملف الاقتصادي والمالي، وحجم التعنت الاحتلالي الذي يشعر الناس في بلدي انهم يقفون مكشوفين أمامهم، ويشعرون أن معظم المسؤولين يبيعونهم جميلاً أنهم يخدمونهم ليلَ نهار ولا يقدِّرون هذا الجهد أي الناس، ويرون بعض أعضاء مجالس بلدية يستبدون بمنصبهم بالناس دون إنجاز يذكر، وينغِّص حياتهم مسؤول يظهر عبر برنامج تلفزيوني ليصرخ ويطرق على الطاولة وينتهي الامر هناك.

الناس في بلدي ترى حجم الاهتمام بتجار الفواكه والخضار من السوق الإسرائيلي أكثر بكثير من الاهتمام بالمزارعين حماة الأرض وملح الأرض.المواطن لا يرى جديداً في مواقع التواصل الاجتماعي عندما يتابع صفحات المواقع الرسمية التي أصلاً وُجدت لتخدمه وتعكس هذه الخدمة على صفحاتها، ولكنها تعكس صور المسؤول الأول ومن رضي عنهم ممن حوله في الوظيفة، أين هي تفاصيل التوجهات الحكومية في قطاع الإسكان وقطاع المياه وقطاع المواصلات وسلامة الغذاء والأسعار العادلة؟


وفي نهاية اليوم يبدو الكل مستغرباً اذا تساءل المواطن «الى ايننحن ذاهبون؟» أو «اين هي التسهيلات المصرفية للمواطن؟» أو «اين هو التأمين الصحي الحكومي الذي يجب ان يتحول الى إلزامي وشامل؟» أو «أن يسأل عن عدالة الأسعار وجودة الخدمات وسهولة المواصلات؟» «أين يقع حقنا في السكن؟» جميع هذه الأسئلة وغيرها وغيرها مستنكرة غير مستحبة ويتفاجأ البعض ويبالغ بالمفاجأة والاستغراب، وكأننا مواطنون نأكل وننكر، ولا يعقل أن تكون هذه الأسئلة واقعية.

في السياق ...
بات ملحاً أن نرسم خارطة طريق نكون جميعاً شركاء فيها، سواء كيف نقاطع الاحتلال؟ أو كيف ننجز تنمية اقتصادية؟ أو كيف نتغلب على العوائق المبنية أمامنا؟ يجب ان نكون واضحين لا تعصف بنا الرياح، ماذا نريد سياسياً ووطنياً؟ كيف نواجه ما يحاك ضدنا من مؤامرات باتت واضحة التفاصيل؟
وفي سياق المشهد لا بد من الإشارة لأهمية دور السياسيين والاكاديميين والمفكرين والباحثين والدارسين الذين لا يستطيع اي شخص أياً كان أن يحجب حقهم في النقاش حول القضايا السياسة والوطنية والاعتراض والقبول،  ولا يجوز التشكيك بنواياهم لأن نواياهم وطنية لا خلاف حولها.
يجب أن نحدد من هو الذي يحمل معول الهدم ومن يحمل معول البناء ونفرق بينهما وننتصر لذاتنا، شعبنا يمتلك درجة عالية من الوعي، بالتالي لا يجوز ان نتركه رهينةً للشائعات أو الخطب الرنانة ونقدم له الحقيقة دون تجميل أو مواربة، ليبقى معنا ولا يذهب لأصحاب الشائعات، لم يعد هناك متسع لاتهام الناس وهم لا يسمعون حقيقة الموقف الواضح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن قضايانا المفصلية عن قضايانا المفصلية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday